(ل) - المزار
وفيه تسع زيارات
الأولى - الزيارة الجامعة:
(١) - الشيخ الصدوق رحمه الله؛: روى محمّد بن إسماعيل البرمكيّ قال: حدّثنا موسى بن عبد اللّه النخعيّ قال:
قلت لعليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب: علّمني يا
ابن رسـول اللّه! قولاً أقوله بليغا كاملاً إذا زرت واحدا منكم.
فقال عليه السلام: إذا صرت إلى الباب فقف واشهد الشهادتين وأنت على غسل، فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل:
اللّه أكبر، اللّه أكبر، ثلاثين مرّة، ثمّ امش قليلاً وعليك السكينة والوقار، وقارب بين خطـاك، ثمّ قف وكبّر اللّه عزّ
وجلّ ثلاثين مرّة، ثمّ أدن من القبر وكبّر اللّه أربعين مرّة تمام مائة تكبيرة، ثمّ قل:
« السـلام عليكم يا أهل بيت النبوّة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، ومهبط الوحي، ومعدن الرحمة، وخزّان
العلم، ومنتهى الحلم، وأُصول الكرم، وقادة الأمم، وأولياء النعم، وعناصر الأبرار، ودعائم الأخيار، وساسة العباد،
وأركـان البلاد، وأبواب الإيمان، وأمناء الرحمن، وسلالـة النبيّين، وصفوة المرسلين، وعترة خيرة ربّ العالمين،
ورحمة اللّه وبركاته.
السلام على أئمّة الهدى، ومصابيح الدجـى، وأعـلام التقى، وذوي النهى، وأُولي الحجى، وكهف الورى، وورثة
الأنبياء، والمثل الأعلى، والدعوة الحسنى، وحجج اللّه على أهل الدنيا والآخرة والأولى، ورحمة اللّه وبركاته.
السلام على محالّ معرفة اللّه ، ومساكن بركـة اللّه، ومعادن حكمـة اللّه، وحفظـة سرّ اللّه، وحملة كتاب اللّه،
وأوصياء نبيّ اللّه، وذريّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ورحمة اللّه وبركاته.
السـلام على الدعـاة إلى اللّه، والأدلّاء على مرضات اللّه، والمستقرّين في أمـر اللّه ، والتامّين في محبّة اللّه،
والمخلصين في توحيد اللّه، والمظهرين لأمـراللّه ونهيه، وعباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقـول، وهم بأمره
يعملون، ورحمة اللّه وبركاته.
السلام على الأئمّة الدعـاة، والقادة الهداة، والسادة الولاة، والذادة الحماة ، وأهل الذكر، وأُولي الأمر، وبقيّة اللّه
وخيرته، وحزبه وعيبة علمه، وحجّته وصراطه ونوره، ورحمة اللّه وبركاته.
أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لاشريك له كما شهد لنفسه، وشهدت له ملائكته وأولوا العلم من خلقه، لا إله إلّا هو
العزيز الحكيم.
وأشهد أنّ محمّدا عبده المنتجب، ورسوله المرتضى، أرسله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كلّه ولو كره
المشركون.
وأشهد أنّكم الأئمّة الراشدون، المهديّون، المعصومـون، المكرّمون، المقرّبون، المتّقون، الصادقون، المصطفون،
المطيعون للّه، القوّامون بأمره، العاملون بإرادته، الفائزون بكرامته، اصطفاكم بعلمه، وارتضاكم لغيبه، واختاركم
لسرّه، واجتباكم بقدرتـه، وأعزّكم بهداه، وخصّكم ببرهانـه، وانتجبكم بنوره، وأيّدكم بروحه، ورضيكم خلفاء في
أرضه، وحججا على بريّته، وأنصارا لدينه، وحفظـة لسرّه، وخزنة لعلمه، ومستودعا لحكمته، وتراجمة لوحيه،
وأركانا لتوحيده ، وشهداء على خلقه، وأعلامـا لعباده، ومنارا في بلاده، وأدلاّء على صراطه، عصمكم اللّه من
الزلل، وآمنكم من الفتن، وطهّركم من الدنس، وأذهب عنكم الرجس وطهّركم تطهيرا.
فعظّمتم جلاله، وأكبرتم شأنه، ومجّدتم كرمه، وأدمنتم ذكره، ووكّدتم ميثاقه، وأحكمتم عقد طاعته، ونصحتم له في
السرّ والعلانيـة، ودعوتم إلى سبيله بالحكمـة والموعظة الحسنة ، وبذلتم أنفسكم في مرضاته، وصبرتم على ما
أصابكم في حبّه، وأقمتم الصـلاة، وآتيتم الزكـاة، وأمرتم بالمعروف ، ونهيتم عن المنكر، وجاهدتم في اللّه حقّ
جهاده، حتّى أعلنتم دعوته، وبيّنتم فرائضه، وأقمتم حدوده، ونشرتم شرائع أحكامه، وسننتم سنّته، وصرتم في ذلك
منه إلى الرضا، وسلّمتم له القضاء، وصدّقتم من رسله من مضى.
فالراغب عنكم مارق، واللازم لكم لاحق، والمقصّر في حقّكم زاهق، والحقّ معكم وفيكم ومنكم وإليكم، وأنتم أهله
ومعدنـه، وميراث النبوّة عندكم، وإياب الخلق إليكم، وحسابهم عليكم، وفصل الخطـاب عندكم، وآيات اللّه لديكم،
وعزائمه فيكم، ونوره وبرهانه عندكم، وأمره إليكم.
من والاكم فقد والى[اللّه]، ومن عاداكم فقد عادى اللّه، ومن أحبّكم فقد أحـبّ اللّه، ومن أبغضكم فقد أبغض اللّه،
ومن اعتصم بكم فقد اعتصم باللّه.
أنتم الصراط الأقـوم، وشهداء دار الفناء، وشفعاء دار البقاء، والرحمة الموصولـة، والآية المخزونة، والأمانة
المحفوظة، والباب المبتلى به الناس.
من أتاكم نجى، ومن لم يأتكم هلك، إلى اللّه تدعـون، وعليه تدلّون، وبه تؤمنون، وله تسلّمون، وبأمره تعملون،
وإلى سبيلـه ترشدون، وبقولـه تحكمون، سعد من والاكم ، وهلك من عاداكم، وخـاب من جحدكم، وضلّ من
فارقكم، وفاز من تمسّك بكم، وأمن من لجأ إليكم ، وسلم من صدّقكم، وهـدى من اعتصم بكم، من اتبعكم فالجنّة
مأواه، ومن خالفكم فالنار مثواه، ومن جحدكم كافـر، ومن حاربكم مشرك، ومن ردّ عليكم فـي أسفل درك من
الجحيم.
أشهد أنّ هذا سابق لكم فيما مضى، وجـار لكم فيما بقي، وإنّ أرواحكم ونوركم وطينتكم واحدة، طابت وطهرت
بعضها من بعض ، خلقكم اللّه أنوارا، فجعلكم بعرشه محدقين، حتّى منّ علينا بكم، فجعلكم في بيوت أذن اللّه أن
ترفع ويذكر فيها اسمـه، وجعل صلواتنا عليكم ، وما خصّنا به من ولايتكم طيبا لخلقنا، وطهارة لأنفسنا، وتزكية
لنا، وكفّارة لذنوبنا، فكنّا عنده مسلمين بفضلكم، ومعروفين بتصديقنا إيّاكم، فبلغ اللّه بكم أشـرف محلّ المكرمين،
وأعلى منازل المقرّبين، وأرفـع درجات المرسلين، حيث لا يلحقه لاحـق، ولا يفوقه فائق، ولايسبقـه سـابق،
ولا يطمع في إدراكه طامع، حتّى لا يبقـى ملك مقـرّب، ولا نبيّ مرسـل، ولا صدّيق ولاشهيد، ولا عالم ولا
جاهل، ولا دنيّ ولا فاضل، ولامؤمن صالح ولافاجر طالح، ولا جبّار عنيد ولا شيطان مريد، ولا خلق فيما بين
ذلك شهيد إلّا عرّفهم جلالة أمركم، وعظّم خطركم، وكبّر شأنكم، وتمام نوركم، وصدق مقاعدكم، وثبات مقامكم،
وشـرف محلّكم ومنزلتكم عنده، وكرامتكم عليه، وخاصّتكم لديه، وقرب منزلتكم منه ، بأبي أنتم وأُمّي وأهلـي
ومالي وأُسرتي، أشهد اللّه وأشهدكم أنّي مؤمن بكم وبما آمنتم به، كافر بعدوّكم وبما كفرتم به، مستبصر بشأنكم
وبضلالـة من خالفكم، موالٍ لكم ولأوليائكم، مبغض لأعدائكم ومعاد لهم، سلم لمن سالمكم، حرب لمن حاربكم،
محقّق لمـا حقّقتم، مبطل لمـا أبطلتم، مطيع لكم، عارف بحقّكم، مقرّ بفضلكم، محتمل لعلمكم، محتجب بذمّتكم،
معترف بكم، مؤمـن بإيابكم ، مصدّق برجعتكم، منتظر لأمركم، مرتقب لدولتكم، آخـذ بقولكم، عامـل بأمركم،
مستجير بكم، زائر لكم، لائذ عائذ بقبوركم، مستشفع إلى اللّه عـزّ وجلّ بكم، ومتقرّب بكم إليه، ومقدّمكم أمـام
طلبتي وحوائجـي وإرادتي فـي كلّ أحوالـي وأمـوري، مؤمن بسرّكم وعلانيتكم، وشاهدكم وغائبكم، وأوّلكم
وآخركم، ومفوّض في ذلك كلّه إليكم، ومسلّم فيه معكم، وقلبي لكم مسلم، ورأيي لكـم تبع، ونصرتي لكم معدّة،
حتّى يحيي اللّه دينه بكم، ويردّكم في أيّامه، ويظهركم لعدله، ويمكّنكم في أرضه، فمعكم معكم لا مع عدوّكم.
آمنت بكم، وتولّيت آخركم بما تولّيت به أوّلكم، وبرئت إلى اللّه عزّوجلّ من أعدائكم ، ومن الجبت والطاغـوت
والشياطين وحزبهم الظالمين لكم، الجاحدين لحقّكـم، والمارقين من ولايتكم، والغاصبين لإرثكـم، الشاكّين فيكم،
المنحرفين عنكم، ومن كلّ وليجة دونكم، وكلّ مطاع سواكم، ومن الأئمّة الذين يدعون إلى النار، فثبّتني اللّه أبدا
مـا حيّيت علـى موالاتكم ومحبّتكم ودينكم، ووفّقني لطاعتكم، ورزقني شفاعتكم، وجعلنـي من خيار مواليكم،
التابعين لما دعوتم إليه، وجعلني ممّن يقتصّ آثاركم، ويسلك سبيلكم، ويهتدي بهداكم، ويحشر في زمرتكم، ويكرّ
في رجعتكم، ويملك في دولتكم، ويشرف في عافيتكم، ويمكن في إيابكم، وتقرّ عينه غدا برؤيتكم.
بأبي أنتم وأُمّي ونفسي وأهلي ومالي، من أراد اللّه بدأ بكم، ومن وحّده قبل عنكم، ومن قصده توجّه بكم.
مواليّ لا أحصي ثناءكم، ولا أبلغ من المـدح كنهكم، ومن الوصف قدركم، وأنتم نور الأخيار، وهداة الأبرار،
وحجج الجبّار.
بكم فتح اللّه وبكم يختم، وبكم ينزّل الغيث ، وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه، وبكم ينفّس الهمّ،
ويكشف الضرّ ، وعندكم ما نزلت به رسله، وهبطت به ملائكته، وإلى جدّكم بعث الـروح الأمين. (وإن كانت
الزيارة لأميرالمؤمنين عليه السلام، فقل: وإلى أخيك بعث الروح الأمين).
آتاكم اللّه مالم يؤت أحدا من العالمين، طأطأ كـلّ شريف لشرفكم، وبخع كلّ متكبّر لطاعتكم، وخضع كلّ جبّار
لفضلكم، وذلّ كلّ شـيء لكم، وأشـرقت الأرض بنوركم، وفاز الفائزون بولايتكم، بكم يسلك إلى الرضوان،
وعلى من جحد ولايتكم غضب الرحمن.
بأبي أنتم وأُمّي ونفسي وأهلي ومالي، ذكركم في الذاكرين، وأسماؤكم في الأسمـاء ، وأجسادكم في الأجساد،
وأرواحكم فـي الأرواح وأنفسكم في النفوس، وآثاركم في الآثار، وقبوركم فـي القبور ، فما أحلى أسماءكم،
وأكرم أنفسكم، وأعظم شأنكم، وأجلّ خطركم، وأوفى عهدكم {في التهذيب زيادة: وأصدق وعدكم} كلامكم نور،
وأمركـم رشد، ووصيّتكم التقوى، وفعلكم الخير، وعادتكم الإحسان، وسجيّتكم الكرم، وشأنكم الحـقّ والصدق
والرفق، وقولكم حكم وحتم ، ورأيكم علم وحلم وحـزم، إن ذكر الخير كنتم أوّله وأصله، وفرعـه ومعدنـه،
ومأواه ومنتهاه.
بأبي أنتم وأُمّي ونفسـي، كيف أصف حسن ثنائكم، وأحصي جميل بلائكم، وبكم أخرجنا اللّه من الذلّ، وفرّج
عنّا غمرات الكروب، وأنقذنا من شفا جرف الهلكات ومن النار.
بأبي أنتم وأُمّـي ونفسي، بموالاتكم علّمنا اللّه معالم ديننا، وأصلح مـا كـان فسد من دنيانا، وبموالاتكم تمّت
الكلمة، وعظمت النعمة، وائتلفت الفرقة، وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة، ولكم المودّة الواجبة، والدرجات
الرفيعة، والمقام المحمود، والمقام المعلـوم عند اللّه عـزّ وجلّ، والجاه العظيم، والشأن الكبير، والشفاعـة
المقبولـة (رَبّنَآ ءَامَنّا بِمَآ أَنزَلْتَ وَاتّبَعْنَا الرّسُـولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشّهِدِينَ) {آل عمران: ٥٣/٣} الآية (رَبّنَا لَاتُزِغْ
قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لّدُنكَ رَحْمَةً إِنّكَ أَنتَ الْوَهّابُ){آل عمران: ٨/٣} (سُبْحَـنَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ
رَبِّنَا لَمَفْعُولًا){الإسراء: ١٠٨/١٧} يا ولي اللّه! إنّ بيني وبين اللّه عـزّ وجلّ ذنوبا لا يأتي عليها إلّا رضاكم،
فبحقّ من ائتمنكم على سـرّه، واسترعاكم أمر خلقـه، وقـرن طاعتكم بطاعتـه، لمااستوهبتم ذنوبي، وكنتم
شفعائي، فإنّي لكم مطيع.
من أطاعكم فقد أطاع اللّه، ومن عصاكم فقد عصـى اللّه، ومن أحبّكم فقدأحبّ اللّه، ومن أبغضكم فقد أبغض
اللّه.
اللّهمّ! إنّي لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمّد وأهل بيته الأخيار الأئمّة الأبرار، لجعلتهم شفعائي، فبحقّهم
الذي أوجبت لهم عليك، أسألك أن تدخلني في جملـة العارفين بهم وبحقّهم، وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم،
إنّك أرحم الراحمين، وصلّى اللّه على محمّد وآله، وسلّم تسليما كثيرا، وحسبنا اللّه ونعم الوكيل».
الوداع:
إذا أردت الانصراف فقل:
« السلام عليكم سلام مودّع لا سئم ولا قال ولا مالّ ورحمة اللّه وبركاته عليكم. يا أهـل بيت النبوّة! إنّه حميد
مجيد، سلام وليّ لكم، غير راغب عنكم، ولامستبدل بكم، ولا مؤثّر عليكم، ولا منحرف عنكم ، ولا زاهـد في
قربكم، لا جعله اللّه آخر العهد من زيارة قبوركم، وإتيان مشاهدكم، والسلام عليكم، وحشرني اللّه في زمرتكم،
وأوردني حوضكم، وجعلني في حزبكم، وأرضاكم عنّي، ومكّنني في دولتكم، وأحياني في رجعتكم، وملّكني في
أيّامكم، وشكر سعيي بكم، وغفـر ذنبي بشفاعتكم، وأقال عثرتي بمحبّتكم، وأعلـى كعبـي بموالاتكم ، وشرّفني
بطاعتكم، وأعزّنـي بهداكم، وجعلني ممّن انقلب مفلحا منجحا، غانما سالمـا، معافا غنيّا ، فائزا برضـوان اللّه
وفضله وكفايته، بأفضل ما ينقلب به أحد من زوّاركم ومواليكم، ومحبّيكم وشيعتكم، ورزقني اللّه العود، ثمّ العود
أبدا ما أبقاني ربّي بنيّة صادقة، وإيمان وتقوى، وإخبات ورزق واسع حلال طيّب.
اللّهمّ! لا تجعله آخـر العهد مـن زيارتهم وذكرهم، والصـلاة عليهم، وأوجب لي المغفرة والرحمـة، والخير
والبركة، والفوز والنور، والإيمـان وحسن الإجابة، كمـا أوجبت لأوليائك العارفين بحقّهم، الموجبين طاعتهم،
الراغبين في زيارتهم، المتقرّبين إليك وإليهم.
بأبي أنتم وأمّي ونفسي وأهلي ومالي، اجعلونـي في همّكم، وصيّروني فـي حزبكم، وادخلوني فـي شفاعتكم،
واذكروني عند ربّكم.
اللّهمّ! صلّ على محمّد وآل محمّد، وأبلغ أرواحهم وأجسادهم منّي السلام، والسـلام عليه وعليهم ورحمـة اللّه
وبركاته، وصلّى اللّه على محمّد وآله وسلّم كثيرا، وحسبنا اللّه ونعم الوكيل.
{من لا يحضره الفقيه: ٣٧٠/٢، ح ١٦٢٥ عنه البحار: ٩٢/٥٣، ح ٩٩، قطعة منه.
تهذيب الأحكام: ٩٥/٦، ح ١٧٧، وفيه: محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى،
والحسين بن إبراهيم بن أحمد الكاتب، قالا: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفي، عن محمّد بن إسماعيل البرمكيّ.
عنه البرهان: ٤٥٦/٤، ح ٨، قطعة منه.
عنه وعن التهذيب والفقيه، وسائل الشيعة: ٣٩٠/١٤، ح ١٩٤٤٥، قطعة منه، والبحار: ١٢٧/٩٩، ح ٤.
عيون أخبار الرضا عليه السلام: ٢٧٢/٢، ح ١ عنه نور الثقلين: ٤٢١/٣، ح ٤١، وفيه: عن الجواد عليه السلام.
البلد الأمين: ٢٩٧، س ١٣، بتفاوت عنه مستدرك الوسائل: ٤١٦/١٠، ح ١٢٢٧٤.
تأويل الآيات الظاهرة: ٧٦٣، س ١٤، و٧٧٧، س ٢٠، قطعة منه.
مختصر بصائر الدرجات: ٣٥، س ١٧، قطعة منه.
مقـدّمـة البرهـان: ١٥٣، س ١٦، و١٥٨، س ٢٢، و١٦٥، س ٢٦، و١٧٦، س ٣٣، و٢٢١ س ١٤، و٢٤٠،
س ٣٠، و٢٤٢، س ٢٠، و٢٩٣، س ٢٣، و٣٠٨، س ٢١، قطعة منه.
قطعة منه في(اسمه ونسبه عليه السلام) و(عصمة الأئمّة:) و(أرواح الأئمّة وطنيتهم:) و(رجعة الأئمّة:) و(شفاعة
الأئمّة:) و(الأغسال المندوبة) و(الآيات والسور التي قرأها عليه السلام في الزيارات)}.
٢- العلّامة المجلسيّ رحمـه الله؛: ثمّ اعلم أنّي لمّا رأيت تلك الزيارة، أيضا في أصل مصحّح قديم من تأليفات
قدماء أصحابنا سمّيناه في أوّل كتابنا بالكتاب العتيق أبسط ممّا أوردنا، مع اختلافات في ألفاظها، فأحببت إيرادها
وجعلتها.
(الزيارة الثالثة):
قال: إذا وصلت إليهم فقل:
«الحمد للّه ربّ العالمين، الرحمن الرحيم، الذي ليس كمثله شيء وهو السميع العليم، ولا إله إلّا اللّه الملك الحقّ
المبين، وسبحـان اللّه ربّ العرش العظيم، صلوات اللّه وتحيّاته ورأفته ومغفرته ورضوانـه وفضلـه وكرامته
ورحمته وبركاتـه وصلوات ملائكته المقرّبين، وأنبيائه المرسلين، والشهداء والصدّيقين، وعباده الصالحين، ومن
سبّح لربّ العالمين من الأوّلين والآخرين، ملء السموات والأرضين، وملء كلّ شيء، وعدد كلّ شيء، وَزِنة كلّ
شيء أبدا، ومثل الأبد، وبعد الأبد مثل الأبد، وأضعاف ذلك كلّه، في مثل ذلك كلّه سرمدا دائما مع دوام ملك اللّه
وبقاء وجهه الكريم، على سيّد المرسلين، وخاتم النبيّين، وإمام المتّقين ، ووليّ المؤمنين، وملاذ العالمين، وسراج
الناظرين، وأمان الخائفين، وتالي الإيمان، وصاحب القـرآن ، ونور الأنوار، وهادي الأبرار، ودعامـة الجبّار،
وحجّته على العالمين، وخيرته من الأوّلين والآخرين، محمّد بن عبد اللّه نبيّه ورسوله، وحبيبه وصفيّه، وخاصّته
وخالصته، ورحمته ونوره، وسفيره وأمينه، وحجابه وعينه، وذكره ووليّه، وجنبه وصراطه، وعروته الوثقـى،
وحبله المتين، وبرهانه المبين، ومثله الأعلى، ودعوته الحسنى، وآيته الكبرى، وحجّته العظمى، ورسوله الكريم،
الرؤف الرحيم، القويّ العزيز، الشفيع المطاع، وعلى الأئمّة عليهم جميعا السـلام: أمير المؤمنين عليّ، والحسن
والحسين وعليّ ومحمّد وجعفـر وموسـى وعليّ ومحمّد وعليّ والحسن، والخلف المهدي عليـه وعليهم جميعا
السلام والرحمة، الطيّبين الطاهرين، المطيعين المقرّبين، وعليه وعليهم أفضل سلام اللّه، وأوفر رحمته، وأزكى
تحيّاته، وأشرف صلواته، وأعظم بركاته أبدا من جميع المؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، ومنّي ومن
والديّ، وأهلي وولدي، وإخوتي وأخواتي، وأهلي وقراباتى، في حياتي ما بقيت، وبعد وفاتـي، وماطلعت شمس
أو غربت، عليهم سلام اللّه في الأوّلين، وعليهم سلام اللّه في الآخرين، وعليهم سلام اللّه، يوم يقوم الناس لربّ
العالمين.
السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة اللّه وبركاته، السـلام عليك يارسـول اللّه السلام عليك يا خيرة اللّه من خلقه،
وصفوته من بريّته، السلام عليك يا أمين اللّه على رسالته، وعزائم أمـره، الخاتم لمـا سبق، والفاتح لما غلق،
والمهيمن على ذلك كلّه، ورحمة اللّه وبركاته.
السلام عليك يا سيّد المرسلين، السلام عليك يا خاتم النبيّين، السـلام عليك يا إمام المتّقين، السلام عليك يا وليّ
المؤمنين، السلام عليك يا مولى المسلمين، السلام عليك يا حجّة اللّه على العالمين، السـلام عليك ياخالصة اللّه
وخليله وحبيبه وصفيّه من الأوّلين والآخرين، السلام عليك يا أيّها البشير النذير، السـلام عليك يا محمّد بن عبد
اللّه، السلام عليك ياأبا القاسم وعلى آلك ورحمة اللّه وبركاته.
السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، ومهبط الوحي، ومعدن الرحمـة، ومأوى
السكينة، وخزائن العلم، ومنتهـى الحلم، وأُصول الكـرم، وقادة الأُمم، وأولياء النعم، وعناصر الأبرار، ودعائم
الجبّار، وساسة العباد، وأركان البلاد، وأبـواب الإيمـان، وأُمناء الرحمن، وسلالـة النبيّين، وصفوة المرسلين،
وآل يس، وعترة خيرة ربّ العالمين، ورحمة اللّه وبركاته.
السلام عليكم أئمّة الهدى، ومصابيح الدجى، وأهـل التقوى، وأعلام التقى، وذوي النهى، وأُولى الحجى، وسادة
الورى، وبدور الدنيا، وورثة الأنبياء، والمثل الأعلى، والدعوة الحسنى، والحجّة على من في الأرض والسماء،
والآخرة والأُولى، ورحمة اللّه وبركاته.
السلام على محالّ معرفة اللّه، ومساكن بركة اللّه، ومعادن حكمة اللّه، وخزنة علم اللّه، وحفظة سرّ اللّه، وحملة
كتاب اللّه، وورثة رسول اللّه، ورحمة اللّه وبركاته، السـلام على الدعاة إلى اللّه، والأدلّاء على اللّه، والمؤذنين
عـن اللّه، والقائمين بحـقّ اللّه، والناطقين عن اللّه، والمستوفرين في أمـر اللّه ، والمخلصين في طاعـة اللّه،
والصادعين بدين اللّه، والتامّين في محبّة اللّه ، وعباده المكرمين، الذين لا يسبقونه بالقـول وهم بأمـره يعملون،
ورحمة اللّه وبركاته.
السـلام على الأئمّة الدعاة، والقادة الهداة، والسادة الولاة، والذادة الحماة، والآساد السقاة، وأهـل الذكر، وأُولي
الأمر، وبقيّة اللّه وخيرته، وصفوته وحزبه، وعينه وحجّته، وجنبه وصراطه ونوره، ورحمة اللّه وبركاته.
أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له كما شهد اللّه لنفسه، وشهدت له ملائكته، وأُولو العلم من خلقه، لا إله
إلّا اللّه العزيز الحكيم، وأنّ محمّدا صلّـى اللّه عليه وآله عبده ورسولـه المجتبـى ، ونبيّه المرتجـى، وحبيبه
المصطفى، وأمينه المرتضى، أرسله نذيرا في الأوّلين، ورسـولاً في الآخرين بالهدى ودين الحقّ، ليظهره على
الدين كلّه ولو كره المشركون، فصدع صلّى اللّه عليه وآله بما اُمر به، وبلّغ ما حمّل، ونصح لاُمّته، وجاهد في
سبيل ربّه، ودعا إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، وصبر على ما أصابه في جنبه، وعبده صادقا مصدّقا، صابرا
محتسبا، لا وانيا ولا مقصّرا، حتّى أتاه اليقين.
وأشهد أنّ الدين كما شرع، والكتاب كما تلا، والحلال ما أحلّ، والحرام ما حرّم، والفصل ما قضى، والحقّ ما
قال، والرشد ماأمر، وأنّ الذين كذّبوه وخالفوه، وكذبوا عليه، وجحدوا حقّه، وأنكروا فضلـه واتهموه، وظلموا
وصيّه واعتدوا عليه، وغصبوه خلافته، ونقضوا عهده فيه، وحلّوا عقده له، وأسّسوا الجـور والظلم والعدوان
على آله، وقتلوهم، وتولّوا غيرهم، ذائقـوا العذاب الأليم في أسفل درك من الجحيم، لا يخفّف عنهم من عذابها
وهم فيه مبلسون، ملعونون ناكسوا رؤسهم. فعاينوا الندامة والخزي الطويل، مع الأرذلين الأشرار، قد كبّوا على
وجوههم فـي النار، وأنّ الذين آمنوا به و صدّقوه، ونصروه ووقرّوه، وأجابوه وعزّروه واتّبعوه، واتبعوا النور
الذي أُنزل معه، أُولئك هـم المفلحـون، في جنّات النعيم، والفـوز العظيم، والغبطة والسرور، والمُلك الكبير،
والثواب المقيم في المقام الكريم.
فجزاه عنّا أحسن الجزاء، وخير ما جزى نبيّا عن أُمّته، ورسولاً عمّن أُرسل إليه، وخصّه بأفضل قسم الفضائل،
وبلّغه أعلى شـرف المكرمين، من الدرجات العلى في أعلى علّيّين، في جنّات ونهر ، في مقعد صدق عند مليك
مقتدر، وأعطاه حتّى يرضى، وزاده بعد الرضا، وجعله أقرب الخلق منه مجلسا، وأدناهم إليه منزلاً ، وأعظمهم
عنده جاها، وأعلاهم لديه كعبا، وأحسنهم عليه ثنآءً ، وأوّل المتكلّمين كلاما، وأكثر النبيّين أتباعا، وأوفـر الخلق
نصيبا، وأجزلهم حظا في كلّ خير هو قاسمه بينهم، وأحسن جزاءه عن جميع المؤمنين من الأوّلين والآخرين.
وأشهد أنّكم الأئمّة الراشـدون، المهديّون، المعصومون، المكرمون، المقرّبون، المتّقون، المصطفون، المطيعون
للّه، القوّامون بأمره، العاملون بإرادته، الفائزون بكرامته.
اصطفاكم بعلمه، واصطنعكم لنفسـه، وارتضاكم لغيبـه، واختاركم لسـرّه، واجتباكم بقدرتـه، وأعزّكم بهداه،
وخصّكم ببراهينـه، وانتجبكم لنوره، وأيّدكم بروحه، ورضيكم خلفاء في أرضـه، وجعلكم حججا على بريّته،
وأنصارا لدينه، وحفظة لحكمه، وخزنة لعلمه، ومستودعا لحكمتـه، وتراجمة لوحيه، وأركانا لتوحيده، وسفراء
عنه، وشهداء على خلقه، وأسبابا إليه، وأعلاما لعباده، ومنارا في بلاده، وسبلاً إلى جنّته، وأدلّاء على صراطه.
عصمكم اللّه من الذنوب، وبرأكم من العيوب، وائتمنكم على الغيوب، وجنّبكم الآفات، ووقاكم السيّئات، وطهّركم
من الدنس والزيغ، ونزّهكم مـن الزلل والخطاء، وأذهب عنكم الرجس ، وآمنكم مـن الفتن، واسترعاكم الأنام،
وفوّض إليكم الأُمور، وجعل لكم التدبير ، وعرّفكم الأسباب، وأورثكم الكتاب، وأعطاكم المقاليد، سخّـر لكم ما
خلق، فعظّمتم جلاله، وأكبرتم شأنه، ووهبتم عظمته، ومجّدتم كرمه، وأدمنتم ذكره، ووكّدتم ميثاقه، وأحكمتم عقد
عرى طاعته، ونصحتم له في السرّ والعلانية، ودعوتم إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، وبذلتم أنفسكم في
مرضاته، وصبرتم على مـا أصابكم في جنبه، وصدعتم بأمـره، وتلوتم كتابه، وحذّرتم بأسه، وذكرتم أيّامـه،
ووفيتم بعهده، وأقمتم الصلاة،وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف، ونهيتم عن المنكر، وجاهدتم في اللّه حقّ جهاده،
وجادلتم بالتي هـي أحسن، حتّى أعلنتم دعوته، وقمعتم عدوّه، وأظهرتم دينه ، وبيّنتم فرايضه، وأقمتم حـدوده،
وشرعتم أحكامه، وسننتم سنّته، وصرتم في ذلك منه إلى الرضا، وسلّمتم لـه القضاء، وصدّقتم من رسلـه من
مضى.
الراغب عنكم مارق، واللازم لكم لاحق، والمقصّر عنكم زاهق، والحـقّ معكم وفيكم ومنكم وإليكم، وأنتم أهلـه
ومعدنـه، وميراث النبوّة عندكم، وإياب الخلق إليكم، وحسابهم عليكم ، وفصل الخطـاب عندكم، وآياتـه لديكم،
وعزائمه فيكم، ونوره معكم، وبرهانه منكم، وأمره إليكم.
من والاكم فقد والى اللّه ، ومن أطاعكم فقـد أطاع اللّه، ومن أحبّكم فقد أحبّ اللّه، ومن اعتصم بكم فقد اعتصم
باللّه.
أنتم يا مواليّ ونعم الموالي السبيل الأعظم، والصراط الأقوم، وشهداء دار الفناء، وشفعاء دار البقاء، والرحمـة
الموصولة، والآية المخزونة، والأمانة المحفوظة، والباب المبتلى به الناس، من أتاكم نجا، ومن أباكم هوى، إلى
اللّه تدعون، وبه تؤمنون، وله تسلّمون، وبأمره تعملون، وإلى سبيله ترشدون وبقوله تحكمون، وإليه تنيبون، وإيّاه
تعظّمون، سعد من والاكم، وهلك من عاداكم، وخـاب من جهلكم، وضلّ من فارقكم، وفاز من تمسّك بكم ، وأمن
من لجأ إليكم، وسلم من صدّقكم، وهدي من اعتصم بكم، من اتبعكم فالجنّـة مأواه، ومن خالفكم فالنار مثواه، ومن
جحدكم كافر، ومن حاربكم مشرك، ومن ردّ عليكم ففي أسفل درك الجحيم.
أشهد أنّ هذا سابق لكم فيما مضى، وجار لكم فيما بقي، وأنّ أنواركم،وأجسادكم، وأشباحكم، وظلالكم، وأرواحكم،
وطينتكم واحـدة ، جلّت وعظمت وبوركت وقدّست وطابت وطهرت بعضا من بعض، لم تزالوا بعين اللّه وعنده،
وفي ملكوته تأمرون، وله تخلفون، وإيّاه تسبّحون، وبعرشه محدقون، وبه حافّون، حتّى مرّ بكم علينا، فجعلكم في
بيوت أذن اللّه أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، يسبّح له فيها بالغدوّ والآصال، رجـال تولّى عزّ ذكره تطهيرها، وأمر
خلقه بتعظيمها، فرفعها على كلّ بيت قدّسه فـي الأرض، وأعلاها على كلّ بيت طهّره فـي السمـاء، لا يوازيها
خطـر، ولايسمو إلى سمكها البصر، ولا يطمع إلى أرضها النظر، ولا يقع على كنهها الفكر ، ولا يعادل سكّانها
البشر، يتمنّىّ كلّ أحد أّنه منكم، ولاتتمنّون أنّكم من غيركم، إليكم انتهت المكارم والشرف ، ومنكم استقرّت الأنوار
والعزّة والمجد والسودد، فما فوقكم أحد إلّا اللّه الكبير المتعال، ولا أقرب إليه ولا أخصّ لديه ولا أكرم عليه منكم.
أنتم سكن البلاد، ونور العباد، وعليكم الاعتماد يوم التناد، كلّ ما غاب منكم حجّة أو أفل منكم نجم، أطلع اللّه لخلقه
عقبه خلفا، إماما هاديا، وبرهانا مبينا، وعلما نيّرا، واع عن واع، وهاد بعد هـاد، حزنـة حفظـة، لايغيض عنكم
غزره، ولا ينقطع موادّه، ولا يسلب منكم إرثه، سببا موصولاً من اللّه إليكم، ورحمـة منه علينا، ونورا منـه لنا،
وحجّة منه علينا، ترشدوننا إليه، وتقرّبوننا منه، وتزلفوننا لديـه، وجعل صلواتنا عليكم، وذكرنا لكم، وما خصّنا به
من ولايتكم، وعرّفنا من فضلكم، طيبا لخلقنا، وطهارةً لأنفسنا، وبركة فينا، إذ كنّا عنده موسـومين[فيكم]، معترفين
بفضلكم، معروفين بتصديقنا إيّاكم، مذكورين بطاعتنا لكم، ومشهورين بإيماننا بكم ، فبلغ اللّه بكم أفضل شرف محلّ
المكرمين، وأعلى منازل المقرّبين، وأرفع درجات المرسلين، حيث لا يلحقه لاحق، ولا يفوقـه فائق، ولا يسبقـه
سابق، ولا يطمع في إدراكه طامع، حتّى لا يبقى ملك مقرّب، ولانبيّ مرسل، ولا صدّيق ولا شهيد، ولا عالم ولا
جاهل، ولا دنيّ ولافاضل، ولا مؤمن صالح ولا فاجر طالح، ولا جبّار عنيد، ولا شيطان مريد، ولا خلق فيما بين
ذلك شاهـد ما هنالك، إلّا عرّفه جلالة أمركم وعظم خطركم، وكبير شأنكم، وجلالة قدركم، وتمام نوركم، وصدق
مقعدكم، وثبات مقامكم، وشرف محلّكم، ومنزلتكم عنده، وكرامتكم عليه، وخاصّتكم لديه، وقرب مجلسكم منه.
ثمّ جعل خاصّة الصلوات وأفضلها، ونامي البركات وأشرفها، وزاكي التحيّات وأتمّها، منه ومن ملائكته المقرّبين،
ورسله وأنبيائه المنتجبين، والشهداء والصالحين، من عباده المخلصين، كما هو أهله، وأنتم أهله أبدا عليكم أجمعين.
أُشهد اللّه وأُشهدكم يا مواليّ! بأبي أنتم وأُمّي ونفسي أنّي عبدكم، وطوبى لي إن قبلتموني عبدا، وأنّـي مؤمن بكم
وبما آمنتم به، كافر بعدوّكم وبمـا كفرتم به ، مستبصر بشأنكم وبضلالة من خالفكم، مـوال لكم، محبّ لأوليائكم،
ومعاد لأعدائكم، لاعن لهم، متبرّىء منهم ، مبغض لهم، سلم لمن سالمكم، حرب لمن حاربكم، محقّق لمـا حقّقتم،
مبطل لما أبطلتم، مطيع لكم، عارف بحقّكم، مقرّ بفضلكم، مقتد بكم، مسلّم لقولكم، محتمل لعلمكم، محتجب بذمّتكم،
موقن بإيابكم، مصدّق برجعتكم، منتظر لأيّامكم، مرتقب لدولتكم؛ آخذ بقولكم، عامل بأمركم، مستجير بكم، معتصم
بحبلكم، محترس بكم، زائر لكم، لائذ بقبوركم، عائذ بكم، مستشفع إلى اللّه بكم، ومتوسّل بكم إليه.
وأنتم عدّتي للقائه، وحسبي بكم، ومتقرّب بكم إليه ،
ومقدّمكم أمام طلبتي وحوائجي، وإرادتي فـي كـلّ أحوالي
وأُموري، فـي دنياي وديني
وآخرتـي، ومنقلبي ومثواي، ومؤمن بسرّكم وعلانيتكم، وشاهدكم وغائبكم، وأوّلكم
وآخركم، ومفوّض في ذلك كلّه إليكم، ومسلّم فيه لكم، ورأيي لكم متّبع، ونصرتي لكم معدّة حتّى يحيى اللّه دينه
بكم، ويظهركم لعدله، فيردّكم في أيّامه، ويقيمكم لخلقه، ثمّ يملّككم في أرضه، فمعكم معكم لا مع غيركم ، وإليكم
إليكم لا إلـى عدوّكم، آمنت بكم، وتولّيت آخركم بمـا تولّيت به أوّلكم، وبرئت إلـى اللّـه من أعدائكم، الجبت
والطاغـوت، والأبالسة والشياطين، ومن حـزبهم وأتباعهم، ومحبّيهم وذويهم، والراضين بهم وبفعلهم، الصادّين
عنكم، الظالمين لكم، الجاحدين حقّكم، المفارقين لكم، الغاصبين إرثكم، والشاقّين فيكم، والمنحرفين عنكم، ومن كلّ
وليجة دونكم، وثبّتني اللّه أبدا ما حييت وبعد وفاتـي على موالاتكم، ومحبّتكم ودينكم ووفّقنـي لطاعتكم، ورزقني
شفاعتكم، وجعلني من خيار مواليكم، التابعين مـا دعوتم إليه، ممّن يقفـو آثاركم، ويسلك سبيلكم، ويقتدي بهداكم،
ويقتصّ منهاجكم، ويكون من حزبكم، ويتعلّق بحجزتكم، ويحشر في زمرتكم، ويكـرّر في رجعتكم، ويملّك فـي
دولتكم، ويشرّف في عافيتكم، ويمكّن في أيّامكم، وتقرّ عينه غدا برؤيتكم.
بأبي أنتم وأُمّي ونفسي وأهلي ومالي، من أراد اللّه بدأ بكم، ومن أحبّه اتّبعكم، ومن وحّده قبل عنكم، ومن قصده
توجّه بكم، لا أُحصى يا مواليّ فضلكم، ولا أعدّ ثناءكم، ولا أبلغ من المدح كنهكم، ومن الوصف قدركم، أنتم نور
الأنوار،وهداة الأبرار، وأئمّة الأخيار، وأصفياء الجبّار، بكم فتح اللّه، وبكم يختم، وبكم يمسك السمآء أن تقع على
الأرض إلّا بإذنه، وبكم ينزّل الغيث، وينفّس الهمّ، ويكشف السوء ، ويدفع الضرّ، ويغني العديم، ويشفـي السقيم،
بمنطقكم نطق كلّ لسان، وبكم سبّح السبّوح القدوس، وبتسبيحكم جرت الألسن بالتسبيح، فيكم نزلت رسله، وعليكم
هبطت ملائكته، وإليكم بعث الـروح الأمين، وآتاكم اللّه مالم يؤت أحـدا من العالمين، طأطأ كلّ شريف لشرفكم،
وبخع كلّ متكبّر لطاعتكم، وخضع كلّ جبّار لفضلكم، وذلّ كلّ شيء لكم، وأشرقت الأرض بنوركم، ففاز الفائزون
بكم، وبكم يسلك إلى الرضوان، وعلى من يجحد ولايتكم يغضب الرحمن.
بأبي أنتم وأُمّي ونفسي وأهلـي ومالي، ذكركم في الذاكرين، وأسماؤكم فـي الأسمـاء، وأجسادكم في الأجساد،
وأرواحكم في الأرواح، وأنفسكم في النفوس، فما أحلى أسماءكم، وأكرم نفوسكم، وأعظم شأنكم، وأجلّ أخطاركم،
وأعلى أقداركم، وأوفى عهدكم، وأصدق وعدكم، كلامكم نور، وأمركم رشـد، ووصيّتكم تقـوى ، وفعلكم الخير،
وعادتكم الإحسان، وسجيّتكم الكرم، وشأنكم الحقّ، ورأيكم علم وحزم ، إن ذكر الخير كنتم أولّه وأصله، وفرعـه
ومعدنه، ومأواه ومنتهاه.
بأبي أنتم وأُمّي ونفسي، كيف أصف حسن ثنائكم، وأُحصى جميل بلائكم، وبكم أخرجنا اللّه من الـذلّ، وأطلق عنّا
رهائن الغلّ، ووضع عنّا الآصار، وفرّج عنّا غمرات الكروب، وأنقذنا من شفـا حفـرة من النار، بموالاتكم أظهر
اللّه معالم ديننا، وأصلح مـا كـان فسد من دنيانا، وبموالاتكم تمّت الكلمـة، وعظمت النعمـة، وائتلفت الفرقـة،
وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضـة، وأعظم بها طاعـة، ولكم المودّة الواجبـة، وأكرم بها مـودّة، لكم الدرجات
الرفيعة، والأنوار الزاهرة، والمقام المعلوم عند اللّه، والجـاه العظيم، والقدر الجليل، والشأن الكبير، والشفاعـة
المقبولة، (رَبّنَآ ءَامَنّا بِمَآ أَنزَلْتَ وَاتّبَعْنَا الرّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشّهِدِينَ){آل عمران: ٥٣/٣}، (رَبّنَا لَاتُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ
هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لّدُنكَ رَحْمَةً إِنّكَ أَنتَ الْوَهّابُ){آل عمران: ٨/٣}،(رّبّنَآ إِنّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِى لِلْإِيمَنِ أَنْ ءَامِنُواْ
بِرَبِّكُمْ فَامَنّا){آل عمران: ١٩٣/٣}، لبّيك، اللّهمّ لبّيك مجابا، ومسمعا جليلاً، ومناديا عظيما.
لبّيك وسعديك تباركت وتعاليت، وتجاللت وتكبّرت، وتعظّمت وتقدّست.
لبّيك ربّنا وسعديك، إقرارا بربوبيّتك، وإيقانا بك، وتصديقا بكتابك، ووفاءً بعهدك، ها أنا ذا عبدك بين يديك.
لبّيك اللّهمّ لبّيك، تلبية الخائف منك، الراجي لك، المستجير بك، رضينا وأحببنا وسمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك
المصير، وأنت إلهنا ومولانا.
لبّيك داعي اللّه إن كان لم يجبك بدني ولم أدرك نصرتك، فها أنا ذا عبدك وزائرك، وزائر آلك وعترتك، والمحلّ
بساحتكم، قد أجابكم قلبي ونفسي وروحي وسمعي وبصري بالتسليم والإيمان بك، وبأخيك ووصيّك أمير المؤمنين،
وسيّد الوصيّين، وابنتك فاطمة سيّدة نساء العالمين، وسبطيك الحسن والحسين سيّدي شباب أهـل الجنان، وبالأدلّاء
على اللّه، الأئمّة من عترتك، وذرّيّتك الطاهرين ونصرتي لكم معدّة، حتّى يحكم اللّه بإذنه، وهو خير الحاكمين.
لبّيك يا رسـول اللّه! سعيا إليك وإقبالاً ، لبّيك يا نبيّ اللّـه تعلّقا بحبلك واعتصاما، لبّيك يا حبيب اللّه تعـوّذا بك
ولواذا، لبّيك يا نور اللّه، يا محمّد ابن عبد اللّه، يا خيرة اللّه ، يا أبا القاسم، تذلّلاً لعزّتك، وطاعة لأمرك، وقبولاً
لقولك ودخولاً في نورك، وإيمانا بك وبأخيك ووصيّك أميرالمؤمنين وآلك وعترتك الطاهـرين، وتصديقا بما جئتنا
به من عند ربّك، (رَبّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنّا سَيِّاتِنَا وَتَوَفّنَا مَـعَ الْأَبْرَارِ * رَبّنَا وَءَاتِنَا مَـا وَعَدتّنَا عَلَى رُسُلِكَ
وَلَاتُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَمَةِ إِنّكَ لَاتُخْلِفُ الْمِيعَادَ){آل عمران: ١٩٣/٣ -١٩٤} ربّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة،
وقنا برحمتك عذاب النار، (سُبْحَنَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا){الإسراء: ١٠٨/١٧}، (سُبْحَنَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزّةِ
عَمّا يَصِفُونَ * وَسَلَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ){الصافّات: ١٨٠/٣٧ - ١٨٢}.
اللّهمّ! إنّي أُشهدك أنّ هذه قبور أوليائك ومشاهـدهم وآثارهـم، ومغيّبهم ومعارجهم، الفائزين بكرامتك، المفضّلين
على خلقك، الذين عرّفتهم تبيان كـلّ شـيء، وحبوتهم بمـواريث الأنبياء، وجعلتهم حججك على بريّتك وأُمناءك
على وحيك، وخزّانك على وحيك.
اللّهمّ! فبلّغ أرواحهم وأجسادهم في هذه الساعة، وفي كلّ وقت وأوان وحين وزمان منّا السلام، واردد علينا منهم
السلام، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته، أشهد أنّكم تسمعون الكلام، وتردّون السلام.
اللّهمّ! إنّك قلت على لسان نبيّك صلواتك عليه وعلى آلـه، وقولك الحقّ، فبشّر الذين آمنوا أنّ لهم قدم صدق عند
ربهم.
اللّهمّ! إنّي قد آمنت بك وبهم، وصدّقت وسمعت ، وأطعت وأسلمت، فلا توقفني أبدا مواقف الخـزي فـي الدنيا
والآخرة، وأعطني سؤلي، واجعل صلواتي بهم مقبولة، ودعائي بهم مستجابا، وسعيـي بهم مشكورا، وذنبي بهم
مغفورا، وذكري بهم رفيعا، وكعبي بهم عاليا، ويقيني بهم ثابتا، وروحي بهم سليمة، وجسمي بهم معافا مرزوقا،
سعيدا رشيدا، تقيّا عالما، زاهدا متواضعا، حافظا زكيّا، فقيها موفّقا ، معصوما مؤيّدا، قويّا عزيزا، ولا تقطع بي
عنهم، ولا تفرّق بيني وبينهم، في الدنيا والآخرة، آمين ربّ العالمين».
الوداع:
فإذا أردت وداعهم فقل:
« سلام اللّه وتحيّاته ورحمته وبركاته على خيرة اللّه، وأصفيائه وأحبّائه، وحججه وأوليائه، محمّد رسوله وآله،
أمير المؤمنين عليّ، الحسن، الحسين، عليّ، محمّد، جعفر، موسى، عليّ، محمّد، عليّ، الحسن، الخلف الصالح
عليه وعليهم جميعا السلام والرحمة، السلام على خالصة اللّه من خلقه، وصفوته من بريّته، وأُمنائه على وحيه،
وحججه على عباده، وخزّانه على علمه، وعليهم من اللّه دائم الصلوات ، وزاكـي البركات، ونامـي التحيّات،
السلام عليكم موالي أئمّتي وقادتي، ونعم الموالي والأئمّـة والقادة أنتم، والسلام عليكم والسـلام لكم منّي قليل،
السلام عليكم آل ياسين، سلامـا كثيرا، طيّبا مباركا، متتابعا سرمدا، دائما أبدا، كما أنتم أهله، منّي ومن والديّ،
وأهلـي وولدي، وإخوتي وأخواتي، ومن جميع المؤمنين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات، ورحمـة اللّه
وبركاته.
السلام عليكم سلام مودّع، لا سئم ولا قال ، ولا غال ورحمة اللّه وبركاته، عليكم أهـل البيت إنّه حميد مجيد،
غير راغب عنكم، ولا منحـرف عنكم، ولا مؤثر عليكم، ولا زاهـد في قربكم ، ولا أبتغي بكم بدلاً، ولاعنكم
حولاً، ولا أتّخذ بينكم سبلاً، ولا أشتري بكم ثمنا، لا جعله اللّه آخر العهد من زيارتكم، وتعظيم ذكركم، وتفخيم
أسمائكم، وإتيان مشاهدكم وآثاركم، والصـلاة لكم والتسليم عليكم، بل جعلـه اللّه مثابـة لنا، وأمنا فـي دنيانا
وآخرتنا، وذكرا ونورا لمعادنا، وأمانا وإيمانا لمنقلبنا ومثوانا.
جعلني اللّه ممّن انقلب عن زيارتكم وذكركم، والصـلاة لكم، والتسليم عليكم، مفلحا منجحا، غانما سالما، معافا
غنيّا، فائزا برضوان اللّه ورحمته، وفضله وكفايته، ونصره وأمنه، ومغفرته ونوره، وهـداه وحفظه، وكلاءته
وتوفيقه وعصمتـه، ورزقني العـود ثمّ العود أبدا ما أبقاني ربّـي إليكم، بنيّة وإيمان، وتقـوى وإخبات، ونور
وإيقان، وأرزاق من فضله واسعة، طيّبة دارّة، هنيئة مريئة، سليمة من غير كدّ ولا منّ من أحد، ونعمة سابغة،
وعافية سالمة، وأوجب لي من الحياة والكرامة والبركة، والصـلاح والإيمان، والمغفرة والرضـوان، مثل ما
أوجب لأوليائه، وصالحي عباده، من زوّارهم ووافديهم، ومواليهم ومحبّيهم، وحزبهم وشيعتهم، العارفين حقّهم،
الموجبين طاعتهم، المدمنين ذكرهم، الراغبين في زيارتهم، المنتظرين أيّامهم، المطيعين لهم، المتقرّبين بذلك إليك
وإليهم.
اللّهمّ! أنت خير من وفدت إليه الرجـال، وشدّت إليه الرحـال، وصرفت نحـوه الآمال، وارتجـى للرغائب
والافضال، وأنت يا سيّدي أكرم مأتي وأكرم مزور، وقد جعلت لكلّ زائر كرامة، ولكلّ وافد تحفة، ولكلّ سائل
عطيّة، ولكلّ راج ثوابا، ولكلّ ملتمس ما عندك جزاءً، ولكلّ راغب إليك هبـة، ولكـلّ من فزع إليك رحمـة،
ولكلّ متضرّع إليك إجابـة، ولكلّ متوسّل إليك عفـوا، وقـد جئتك زائرا لقبور أحبّائك وأوليائك، وخيرتك من
عبادك، وافـدا إليهم، نازلاً بفنائهم، قاصدا لحرمهم، راغبا في شفاعتهم، ملتمسا مـا عندهم، راجيا لهم، متوسّلاً
إليك بهم، وحقّ عليك ألّا تخيّب سائلهم ووافدهم، والنازل بفنائهم، والمنيخ بساحتهم من حزبهم وأشياعهم، ووقفت
بهذا المقام الشريف، رجاء ما عندك لزوّارهم، والمطيعين لهم، من الرحمـة والمغفرة، والفضل والإنعـام، فلا
تجعلني من أخيب وفدك ووفدهم، وأكرمني بالجنّة، ومنّ عليّ بالمغفرة ، وجمّلني بالعافية، وأجرنـي بالعتق من
النار، أوسع عليّ رزقك الحلال، وفضلك الواسع الجزيل، وادرأ عنّي أبدا شرّ كلّ ذي شرّ من الجنّ والإنس.
بأبي أنتم وأُمّي يا سادتي، أتقرّب بكم إلى اللّه، وأتوجّه بكم إلى اللّه ، وأطلب بكم حاجتـي من اللّه، جعلني اللّه
بكم وجيها في الدنيا والآخرة، ومن المقرّبين.
بأبي أنتم وأُمّي ونفسي، تحنّنوا عليّ وارحموني، واجعلونـي من همّكم، واذكروني عند ربّكم، وكونوا عصمتي،
وصيّروني من حزبكم، وشرّفوني بشفاعتكم، ومكّنوني في دولتكم، واحشروني في زمرتكم، وأوردوني حوضكم،
وأكرموني برضاكم، وأسعدوني بطاعتكم، وخصّوني بفضلكم، واحفظوني من مكاره الدنيا والآخرة، وشرّ الإنس
والجنّ، وكلّ ذي شرّ بقدرتكم.
فبذمّة اللّه وذمّتكم، وجـلال اللّه، وكبرياء اللّه، وملك اللّه، وسلطـان اللّه، وعظمـة اللّه، وعـزّ اللّه، وكلماته
المباركات، أمتنع وأحترس وأستجير وأستغيث وأحترز، وأهلي وولدي ومالي وإخوانـي المؤمنين أبدا في الدنيا
والآخرة، من كلّ سوء، وبكم أرجو النجاة ، وأطلب الصلاح، وآمل النجاح، وأستشفي من كلّ داء وسقم، وإليكم
مفرّي من كلّ خوف، وعليكم معوّلي عند كلّ شدّة ورخاء.
اللّهمّ! صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، كما أنت وهم أهله، وأدخلني فـي كلِّ خير دعـوا إليه، ودلّـوا عليه،
وأمروا به، ورضوا به، قولاً وفعلاً، ونجّني بهم من كلّ مكروه، وأخرجني من كلّ سوء، وأعصمني من كلّ ما
نهوا عنه وأنكروه، وخوّفوا منه وحـذّروه، وعجّل فرجهم وفرجنا بهم، وأهلك عدوّهم من الإنس والجنّ، وبلّغ
أرواحهم وأجسادهم أبدا منّي السلام، واردد علينا منهم السلام، والسلام عليهم ورحمة اللّه وبركاته».
{البحار: ١٤٦/٩٩، ح ٥، عن الكتاب العتيق للغرويّ.
قطعة منه في (النصّ على الأئمّة:) (عصمة الأئمّة:) و(علم الأئمّة: بالغيب) و(رجعة الأئمّة:) و(أرواح الأئمّـة:
وطينتهم) و(الآيات والسور التي قرأها عليه السلام في الزيارات)}.