(ب)- الإمامة والولاية الخاصّة
وفيه أحد عشر أمرا
الأوّل - الخمسة النجباء:
وجود نورهم في العرش وتوسّل آدم بهم:
١- السيّد عبد الكريم بن طاووس رحمه الله؛:... قال [أبو محمّد الحسن بن عليّ ابن محمّد بن الرضا]:
حدّثني أبي عليه السلام... كان من حديث آدم عليه السلام في ذلك أنّه رأى على العرش بالنور مكتوبا:
( أنا اللّه الذي لا إله إلّا أنا وحـدي، محمّد صفوتي من خلقي، أيّدته بأخيه عليّ، ونصرته به في تمام
الخمسة الأسماء ).
فلمّا أصاب آدم عليه السلام الخطيئة وهبط إلى الأرض توسّل إلى اللّه تعالى ذكره بتلك الأسماء فتاب
عليه، فاتّخذ آدم عليه السلام خاتما من فضّة فصّه من العقيق الأحمر، ونقش الأسماء عليه ، ثمّ تختّم به
في يده اليمنى فصار ذلك سنّة أخذ بها الأتقياء من بعده من ولده.
{فرحة الغري: ١١٣ ح ٦١
تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٥٤٢}.
محمّد وعليّ عليهما السلام:
من لم يقدّم محمّدا وعليّا على والدي نسبه فليس من اللّه في شيء:
(١)- الإمام العسكريّ عليه السلام رحمه الله: قال عليّ بن محمّد عليهما السـلام: من لم يكن والدا دينه
محمّد، وعليّ عليهما السـلام أكـرم عليه من والدي نسبه، فليس من اللّه في حلّ، ولاحرام، ولا كثير،
ولا قليل.
{تفسير الإمام العسكريّ عليه السلام: ٣٣٢ ح ٢٠٠ عنه البحار: ٢٣/٢٥٩ ضمن ح ٨ و ٨/٣٦ ضمن
ح ١١ والبرهان: ٣/٢٤٥ ضمن ح ١٣}.
٢- الإمام العسكريّ عليه السلام: قال عليّ بن محمّد عليهما السلام: إنّ من إعظام جلال اللّه إيثار قرابة
أبوي دينك محمّد وعليّ عليهما السلام على قرابة أبوي نسبك.
وإنّ من التهاون بجلال اللّه إيثار قرابة أبوي نسبك، على قرابة أبوي دينك محمّد وعليّ عليهما السلام.
{تفسير الإمام العسكريّ عليه السلام: ٣٣٦ ح ٢١١ عنه مستدرك الوسائل: ١٢/٣٨٠ ح ١٤٣٤٩}.
الثاني - الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام:
إنّه عليه السلام هو الشجرة المباركة في القرآن:
١- العامليّ الإصبهانيّ رحمـه الله؛: في مكاتبة الهادي عليه السـلام إلى بعض أصحابه قال: الشجرة
المباركة عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
{مقدّمة البرهان: ١٧ س ٢٧
يأتي الحديث أيضا في ج ٣ رقم ١٠٢٩}.
إنّه عليه السلام أوّل من آمن باللّه عزّ وجلّ وصلّى له:
١- العلّامـة المجلسيّ رحمه الله؛:... روي عن أبي محمّد الحسن بن العسكريّ، عن أبيه صلوات اللّه
عليهما وذكر أنّه عليه السلام زار بها في يوم الغدير...« وأنت[أي أمير المؤمنين عليه السلام] أوّل من
آمن باللّه، وصلّى له وجاهد، وأبدى صفحته في دار الشـرك، والأرض مشحونة ضلالـة، والشيطان
يعبد جهرة؛...».
{البحار: ٩٧/٣٥٩ ح ٦
يأتي الحديث بتمامه في رقم ٦٦٣}.
إنّه عليه السلام مفتاح علوم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:
١- الإمام العسكريّ عليه السـلام: قال عليّ بن محمّد عليهما السلام...: نظر اللّه عزّ وجلّ إلى قلبـه
[أي قلب محمّد...] صلـى الله عليه وآله وسلم فأراد اللّه عـزّ وجلّ أن يشـرح صدره، ويشجّع قلبه،
فأنطق الجبال، والصخور، والمدر، وكلّما وصل إلى شيء منها ناداه: [السـلام عليك يا محمّد]، السلام
عليك يا ولي اللّه، السلام عليك يارسول اللّه، السـلام عليك يا حبيب اللّه، أبشر فإنّ اللّه عـزّ وجـلّ
قد فضّلك،... وسوف ينعّم ويفرّح أولياءك بوصيّك عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
وسوف يبثّ علومك في العباد والبلاد بمفتاحك، وباب مدينـة علمك، عليّ بن أبي طالب عليه السـلام
وسوف يقرّ عينك ببنتك فاطمة عليها السلام.
وسوف يخرج منها ومن عليّ، الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة، وسوف ينشر في البلاد دينك،
وسوف يعظم أجورالمحبّين لك ولأخيك.
وسـوف يضع في يدك لـواء الحمد فتضعه في يد أخيك عليّ، فيكون تحته كلّ نبيّ، وصديق، وشهيد،
يكون قائدهم أجمعين إلى جنّات النعيم.
فقلت في سرّي: يا ربّ من عليّ بن أبي طالب الذي وعدتني به - وذلك بعد ما ولد عليّ عليه السـلام
وهو طفل - أو هو ولد عمّي؟
وقال بعد ذلك لمّا تحرّك عليّ عليه السلام قليلاً وهو معه، أهـو هذا؟ ففي كلّ مرّة من ذلك أنزل عليه
ميزان الجلال، فجعل محمّد صلى الله عليه و آله وسلم في كفّة منه، ومثّل له عليّ عليه السلام وسائر
الخلق من أُمّته إلى يوم القيامة[في كفة]، فوزن بهم فرجّح. ثمّ أخرج محمّد صلى الله عليه و آله وسلم
من الكّفة، وترك عليّ عليه السلام في كفّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم التي كان فيها، فوزن بسائر
أُمّته فرجح بهم، فعرفه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم بعينه وصفته.
ونودي فـي سـرّه: يا محمّد! هـذا عليّ بن أبي طالب صفيّي الذي أُؤيّد به هـذا الدين ، يرجّح على
جميع أُمّتك بعدك، فذلك حين شرح اللّه صدري بأداء الرسالة، وخفّف عنّي مكافحة الأُمّة، وسهّل عليّ
مبارزة العتاة الجبابرة من قريش.
{تفسير الإمام العسكريّ عليه السلام: ١٥٦ ح ٧٨
تقدّم الحديث بتمامه في ج ١ رقم ٥٤٧}.
إنّه عليه السلام غسّل النبيّ صلوات اللّه عليه:
١- الشيخ الطوسـيّ رحمـه الله؛:... عن القاسم الصيقل قال: كتبت إليه: جعلت فداك، هـل اغتسل
أميرالمؤمنين صلوات اللّه عليه حين غسّل رسول اللّه عند موته؟
فأجابه عليه السلام...: أمير المؤمنين عليه السلام فعل وجرت به السنّة.
{تهذيب الأحكام: ١/١٠٧ ح ٢٨١
يأتي الحديث بتمامه في ج ٣ رقم ٩٥٣}.
إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم أقامه عليه السلام علما للناس:
١- الشيخ الطوسيّ رحمه الله؛:... أبو إسحاق بن عبد اللّه العلويّ العريضيّ قال:... فقصدت مولانا
أبا الحسن عليّ بن محمّد عليهما السـلام... فلمّا بصر بي قال عليه السـلام: ياأبا إسحاق! ... ويوم
الغدير فيه أقام رسـول اللّه صلـى الله عليه و آله وسلم أخاه عليّا عليه السـلام علما للناس، وإماما
من بعده....
{تهذيب الأحكام: ٤/٣٠٥ ح ٩٢٢
يأتي الحديث بتمامه في رقم ٦٤١}.
إنّه عليه السلام الحجّة البالغة والنعمة السابغة:
١- العلّامة المجلسيّ رحمه الله؛:... روي عن أبي محمّد الحسن بن العسكريّ، عن أبيه صلوات اللّه
عليهما وذكر أنّه عليه السـلام زار بها في يوم الغدير...«مولاي [عليّ بن أبي طالب] عليـه السلام
أنت الحجّة البالغة، والمحجّة الواضحة، والنعمة السابغة، والبرهان المنير، فهنيئا لك بما آتاك اللّه من
فضل وتبّا لشانئك ذي الجهل...».
{البحار: ٩٧/٣٥٩ ح ٦
يأتي الحديث بتمامه في رقم ٦٦٣}.
إنّه عليه السلام أفضل الأوصياء:
١- المسعوديّ رحمه الله؛:... الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: ضمّني وأبا الحسن عليه السلام الطريق...
قال لي: يا فتح!... وصيّنا صلى الله عليه و آله وسلم أفضل الأوصياء... .
{إثبات الوصيّة: ٢٣٥ س ٣
تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٥٣٥}.
إنّه عليه السلام كاشف لَبس الباطل عن الحقّ:
١- العلّامة المجلسيّ رحمه الله؛:... روي عن أبي محمّد الحسن بن العسكريّ، عن أبيه صلوات اللّه
عليهما...« أنت [أي عليّ بن أبي طالب عليه السلام] أحسن الخلق عبادة، وأخلصهم زهـادة، وأذبّهم
عن الدين، أقمت حـدود اللّه بجهدك، وفللت عساكـر المارقين بسيفك ، تخمد لهب الحروب ببنانك،
وتهتك ستور الشبه ببيانك، وتكشف لبس الباطل عن صريح الحقّ،...».
{البحار: ٩٧/٣٥٩ ح ٦
يأتي الحديث بتمامه في رقم ٦٦٣}.
كتابة اسمه عليه السلام على الغمامة التي أظلّت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم:
١- الإمام العسكريّ عليه السلام: فقلت لأبي عليّ بن محمّد عليهما السـلام: كيف كانت هذه الأخبار
في هذه الآيات التي ظهرت على رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم... .
قال: يا بنيّ! أمّا الغمامة،... فيجدون مكتوبا عليها: لا إله إلّا اللّه، محمّد رسـول اللّه صلى الله عليه
و آله وسلم أيّدته بعليّ سيّد الوصيّين،... ولعليّ وأوليائهما،... .
{تفسير الإمام العسكريّ عليه السلام: ١٥٥ ح ٧٧
تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٥٤٦}.
امتثال الشجرتين لأمره عليه السلام:
١- الإمام العسكريّ عليه السلام: قال عليّ بن محمّد عليهما السـلام: وأمّا الشجرتان اللتان تلاصقتا،
فإنّ رسـول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم كان ذات يوم في طريق له [ما] بين مكّة والمدينة... وقد
كان نظير هذا لعليّ بن أبي طالب عليه السلام لمّا رجع من صفّين، وسقى القوم من الماء الذي تحت
الصخرة التي قلّبها، ذهب ليقعد إلى حاجته.
فقال بعض منافقي عسكره: سـوف أنظر إلى سـوأته، وإلى ما يخرج منـه، فإنّه يدّعي مرتبة النبيّ
لأخبر أصحابه بكذبه.
فقال عليّ عليه السلام لقنبر: يا قنبر! اذهب إلى تلك الشجرة، وإلى التي تقابلها - وقد كان بينهما أكثر
من فرسخ - فنادهما: إنّ وصيّ محمّد صلى الله عليه و آله وسلم يأمركما أن تتلاصقا.
فقال قنبر: يا أمير المؤمنين! أو يبلغهما صوتي؟
فقال عليّ عليه السـلام: إنّ الذي يبلغ بصر عينك إلى السماء، وبينك وبينها [مسير] خمسمائة عـام،
سيبلغهما صوتك.
فذهب فنادى، فسعت إحداهما إلى الأُخرى سعي المتحابّين، طالت غيبة أحدهما عن الآخر، واشتدّ إليه
شوقه وانضمّتا.
فقال قوم من منافقي عسكره: إنّ عليا يضاهي في سحره رسول اللّه ابنعمّه! ما ذاك رسول اللّه، ولا
هـذا إمام، وإنّما همـا ساحـران! لكنّا سندور من خلفه لننظر إلى عورته وما يخرج منـه؛ فأوصل
اللّه عزّ وجلّ ذلك إلى أُذن عليّ عليه السلام من قبلهم.
فقال- جهـرا -: يا قنبر! إنّ المنافقين أرادوا مكايدة وصيّ رسـول اللّه صلى الله عليـه وآله وسلم
وظنّوا أنّه لا يمتنع منهم إلّا بالشجرتين، فارجع إلى الشجرتين، وقل لهما: إنّ وصيّ رسول اللّه صلى
الله عليـه و آله وسلم يأمركما أن تعودا إلى مكانيكما.
ففعل ما أمـره به، فانقلعتا وعـدت كلّ واحدة منهما تفارق الأخرى، كهزيمـة الجبان من الشجـاع
البطل، ثمّ ذهب عليّ عليه السلام ورفع ثوبه ليقعد وقـد مضى جماعة من المنافقين لينظروا إليـه،
فلمّا رفع ثوبـه أعمـى اللّه تعالى أبصارهم، فلم يبصروا شيئا، فولّوا عنه وجوههم، فأبصروا كما
كانوا يبصرون ؛ ثمّ نظروا إلى جهته فعموا، فما زالوا ينظرون إلى جهتـه ويعمون، ويصرفون عنه
وجوههم ويبصرون،إلى أن فرغ عليّ عليه السلام وقام ورجع، وذلك ثمانون مرّة من كلّ واحد منهم.
ثمّ ذهبوا ينظرون ما خرج منه ، فاعتقلوا في مواضعهم فلم يقدروا أن يروها، فإذا انصرفـوا أمكنهم
الانصـراف، أصابهم ذلك مائة مرّة، حتّى نودي فيهم بالرحيل[فرحلوا]، وما وصلـوا إلى ما أرادوا
من ذلك، ولم يزدهم ذلك إلّا عتوّا وطغيانا، وتماديا في كفرهم وعنادهم.
فقال بعضهم لبعض: انظروا إلى هـذا العجب! من هـذه آياته ومعجزاته، يعجز عن معاوية وعمرو
ويزيد! فأوصل اللّه عزّ وجلّ ذلك من قبلهم إلى أُذنه.
فقال عليّ عليه السلام: يا ملائكة ربّي! ائتوني بمعاوية وعمرو ويزيد.
فنظروا في الهواء فإذا ملائكة كأنّهم الشرط السودان،[و] قد علّق كلّ واحد منهم بواحد، فأنزلوهم إلى
حضرته، فإذا أحدهم معاوية، والآخر عمرو، والآخر يزيد.
[ف] قال عليّ عليه السلام: تعالوا فانظروا إليهم، أمّا لـو شئت لقتلتهم، ولكنّي أنظرهم كما أنظر اللّه
عزّ وجلّ إبليس إلى يوم الوقت المعلوم،إنّ الذي ترونه بصاحبكم ليس بعجز ولا ذلّ، ولكنّه محنة من
اللّه عزّ وجـلّ لكـم، لينظر كيف تعملون، ولئن طعنتم علـى عليّ عليه السـلام فقد طعن الكافرون
والمنافقون قبلكم على رسول ربّ العالمين... .
{تفسير الإمام العسكريّ عليه السلام: ١٦٣ ح ٨١ و٨٢
تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٥٤٩}.
إنّ عدّوه عليه السلام عدوّ اللّه:
١- العلّامة المجلسيّ رحمـه الله؛:... روي عن أبي محمّد الحسن بن العسكريّ، عن أبيه صلوات اللّه
عليهما وذكـر أنّه عليه السـلام زار بها في يوم الغدير...« فلك [أي عليّ بن أبي طالب عليه السلام]
سابقـة الجهاد على تصديق التنزيل، ولك فضيلة الجهاد علـى تحقيق التأويل، وعدوّك عدوّ اللّه، جاحد
لرسول اللّه،...».
{البحار: ٩٧/٣٥٩ ح ٦
يأتي الحديث بتمامه في رقم ٦٦٣}.
شفاعة أمير المؤمنين عليه السلام:
١- محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله؛:... عن الصادق أبي الحسن الثالث عليـه السـلام قال: يقول
[في زيارة أمير المؤمنين‑ عليه السلام:] السلام عليك يا وليّ اللّه،...« إنّ لك عند اللّه جاها وشفاعةً،
وقـد قال تعالى: (وَلَايَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى)...».
{الكافي: ٤/٥٦٩ ح ١
يأتي الحديث بتمامه في رقم ٦٦٢}.
نقش خاتم أمير المؤمنين عليه السلام:
١- السيّد ابن طاووس رحمـه الله؛: عن أبي محمّد القاسم بن العلاء المدائنيّ قال: حدّثني خادم لعليّ بن
محمّد عليهما السلام قال: استأذنته في الزيارة إلى طوس.
فقال لي:... ليكن معك خاتم آخر فيروزج،... ليكن نقشه:«اللّه الملك»، وعلى الجانب الآخر:«الملك للّه
الواحد القهّار» فإنّه خاتم أمير المؤمنين عليّ عليـه السـلام كان عليه: «اللّه الملك»، فلمّا ولّي الخلافة
نقش على خاتمـة:«الملك للّه الواحد القهّار»، وكـان فصّه فيروزج، وهـو أمان من السباع- خاصّة -
وظفر في الحروب... .
{الأمان من أخطار الأسفار والأزمان: ٤٨ س ٢
تقدّم الحديث بتمامه في ج ١ رقم ٣٥٣}.
وصيّته عليه السلام إلى الحسن والحسين بالحجّ عن آبائهما:
١- البحرانيّ رحمه الله؛:... عليّ بن عبيد اللّه الحسينيّ قال: ركبنا مع سيّدنا أبي الحسن عليه السلام إلى
دار المتوكّل في يـوم السـلام،... فقال عليه السـلام له:... فكـان واللّه! أمير المؤمنين عليه السـلام
يحجّ عن أبيه وأُمّه وعن أب رسـول اللّه صلـى الله عليه وآله وسلم وأُمّه، حتّى مضى ووصّى الحسن
والحسين عليهما السلام بمثل ذلك،... .
{مدينة المعاجز: ٧/٥٣٥ ح ٢٥١٨
تقدّم الحديث بتمامه في ج ١ رقم ٥٢٧}.
منزلته عليه السلام يوم أُحد وحنين وخيبر:
١- العلّامـة المجلسيّ رحمـه الله؛:... روي عن أبي محمّد الحسن بن العسكريّ، عن أبيه صلوات اللّه
عليهما وذكر أنّه عليه السلام زار بها في يوم الغدير...« واللّه تعالى أخبر عمّا أولاك من فضله... ويوم
أُحد، إذ يصعدون ولا يلوون على أحـد، والرسـول يدعوهم في أُخراهم ، وأنت تذود بهم المشركين عن
النبيّ ذات اليمين وذات الشمال، حتّى ردّهم اللّه عنكما خائفين، ونصر بك الخاذلين، ويوم حنين على مـا
نطق به التنزيل: (إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَْرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ
× ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَـى رَسُولِـهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) والمؤمنون أنت ومن يليك وعمّك العبّاس ينـادي
المنهزمين: يا أصحاب سورة البقرة، يا أهل بيعة الشجرة، حتّى استجاب له قوم قد كفيتهم المؤنة، وتكفّلت
دونهم المعونة، فعادوا آيسين من المثوبـة، راجين وعد اللّه تعالى بالتوبـة، وذلك قول اللّه جلّ ذكره:(ثُمَّ
يَتُوبُ اللَّهُ مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَن يَشَآءُ) وأنت حائز درجـة الصبر، فائز بعظيم الأجر، ويوم خيبر إذ أظهر
اللّه خور المنافقين، وقطع دابر الكافرين، والحمد للّه ربّ العالمين؛(وَلَقَدْ كَانُواْ عَهَدُواْ اللَّهَ مِن قَبْلُ لَايُوَلُّونَ
الْأَدْبَرَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا ...».
{البحار: ٩٧/٣٥٩ ح ٦
يأتي الحديث بتمامه في رقم ٦٦٣}.
سيرته عليه السلام في حرب الصفّين والجمل:
١- الشيخ المفيد رحمه الله؛:... موسى بن محمّد بن عليّ بن موسى، سأله ببغداد في دار الفطن قال: قال
موسى: كتب إليّ يحيى بن أكثم يسألني عن عشر مسائل، أو تسع، فدخلت على أخي عليه السـلام...قال
عليه السلام: وما هي؟
قلت: كتب إليّ:... وأخبرني عنه لم قتل أهـل صفّين وأمر بذلك مقبلين ومدبرين، وأجاز على جريحهم،
ويوم الجمل غيّر حكمه لم يقتل من جريحهم ولامن دخل دارا ، ولم يجز على جريحهم، ولم يأمر بذلك،
ومن ألقى سيفـه آمنـه، لم فعل ذلك؟ فإن كان الأوّل صوابا كان الثاني خطأ...قال عليه السلام...: وأمّا
قولك: عليّ عليه السـلام قتل أهـل صفّين مقبلين ومدبرين، وأجـاز على جريحهم، ويوم الجمل لم يتبع
مولّيا ولم يجـزعلى جريح، ومن ألقـى سيفه آمنه، ومن دخـل داره آمنه، فإنّ أهـل الجمل قتل إمامهم
ولم يكن لهم فئة يرجعون إليها، وإنّما رجع القوم إلى منازلهم غير محاربين، ولامحتالين، ولا متجسّسين،
ولامنابذين، وقد رضوا بالكفّ عنهم ، فكان الحكم رفـع السيف والكفّ عنهم إذا لم يطلبوا عليـه أعوانا،
وأهـل صفّين يرجعون إلى فئـة مستعدّة وإمـام لهم منتصب يجمع لهم الـسلاح من الدروع، والرماح،
والسيوف، ويستعدّ لهم العطاء ، ويهيّيء لهم الأنزال، ويتفقّد جريحهم، ويجبر كسيرهم، ويداوي جريحهم،
ويحمل رجلتهم ، ويكسـو حاسـرهم، ويردّهم فيرجعون إلى محاربتهم وقتالهم لايساوي بين الفريقين في
الحكم، ولولا عليّ عليه السلام وحكمه لأهل صفّين والجمل ، لما عرف الحكم في عصاة أهـل التوحيد،
لكنّه شرح ذلك لهم، فمن رغب عنه يعرض على السيف أو يتوب من ذلك... .
{الاختصاص: ٩١ س ٨
يأتي الحديث بتمامه في ج ٣ رقم ١٠١٠}.
مشابهة مِحَنه عليه السلام بمحن الأنبياء:
١- العلّامة المجلسـيّ رحمـه الله؛:... روي عن أبي محمّد الحسن بن العسكريّ، عن أبيه صلوات اللّه
عليهما... « فما أعمه من ظلمك [أي عليّ بن أبي طالب عليه السلام] عن الحقّ، ثمّ أقرضوك سهم ذوي
القربى مكرا، أو حادوه عن أهله جورا ، فلمّا آل الأمر إليك أجريتهم على ما أجريا رغبة عنهما بما عند
اللّه لك، فأشبهت محنتك بهما محن الأنبياء عند الوحدة، وعدم الأنصار، وأشبهت في البيات على الفراش
الذبيح عليه السلام إذ أجبت كما أجاب، وأطعت كما أطاع إسماعيل صابرا محتسبا، إذ قال له: (يَبُنَىَّ إِنِّى
أَرَى فِى الْمَنَامِ أَنِّى أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِى إِن شَآءَ اللَّهُ مِنَ الصَّبِرِينَ).
وكذلك أنت لمّا أباتك النبيّ صلّـى اللّه عليه وآله وأمرك أن تضجع في مرقده واقيا له بنفسك، أسرعت
إلى إجابته مطيعا، ولنفسك على القتل موطّنا، فشكر اللّه تعالى طاعتك، وأبان عن جميل فعلك بقوله جلّ
ذكره: ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ).
ثمّ محنتك يوم صفّين وقد رفعت المصاحف حيلـة ومكرا فأعرض الشكّ ، وعرف الحـقّ، واتّبع الظنّ،
أشبهت محنة هارون إذ أمّره موسى على قومه فتفرّقوا عنه، وهارون ينادي بهم ويقـول:(يَقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم
بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِى وَأَطِيعُواْ أَمْرِى × قَالُواْ لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى).
وكذلك أنت لمّا رفعت المصاحف قلت: يا قوم! إنّما فتنتم بها وخدعتم، فعصوك وخالفوا عليك واستدعوا
نصب الحكمين، فأبيت عليهم وتبرّأت إلـى اللّه من فعلهم وفوّضته إليهم، فلمّا أسفر الحقّ وسفه المنكر،
واعترفوا بالزلل والجور عن القصد، واختلفوا من بعده، وألزموك على سفه التحكيم الذي أبيته، وأحبّوه
وحظرته وأباحوا ذنبهم الذي اقترفوه،...».
{البحار: ٩٧/٣٥٩ ح ٦
يأتي الحديث بتمامه في ج ٣ رقم ٦٦٣}.
وضوؤه عليه السلام وما يقول بعد الفراغ منه:
(١)- العيّاشيّ رحمه الله؛: عن أبي الحسن عليّ بن محمّد عليهما السلام: إنّ قنبر مولى أمير المؤمنين،
أُدخل على الحجّاج بن يوسـف، فقال له: ما الذي كنت تلي من أمر عليّ ابن أبي طالب عليه السـلام
قال: كنت أُوضّيه. فقال له: ما كان يقول إذا فرغ من وضوئه؟
قال: كـان يتلو هـذا الآية: ( فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَبَ كُلِّ شَىْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُـواْ بِمَآ
أُوتُواْ أَخَذْنَهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ × فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ ) {الأنعـام:
٤ - ٦/٤٥}. فقال الحجّاج: كان يتأوّلها علينا؟ فقال: نعم! فقال: ما أنت صانع إذا ضربت علاوتك؟ قال:
إذا أسعد وتشقي، فأمر به [فقتله].
{تفسير العيّاشيّ: ١ /٣٥٩ س ٢٢
عنه مستدرك الوسائل: ١/٣٢٢ ح ٧٢٨ والبرهان: ١/٥٢٦ ح ٦ والبحار: ٧٧/٣١٥ ح ٦
رجـال الكشّيّ: ٧٤ رقم ١٣٠ وفيه: حدّثني محمّد بن مسعود قال: حدّثني عليّ بن قيس القومسي قال:
حدّثني أحكم بن يسار، عن أبي الحسن صاحب العسكر عليه السلام عنه البحار: ٦٤/١٩٩ س ١٦ عنه
وعن العياّشي، البحار: ٤٢/١٣٥ ح ١٦ وفيه: عليّ بن قيس القومشي، عن أحلم بن يسار.
تنقيح المقال: ٢/٣٠ الخاتمة جامع الرواة: ٢/٢٤}.
حجّه عن آبائه:
١- البحرانيّ رحمه الله؛:... عليّ بن عبيد اللّه الحسينيّ قال: ركبنا مع سيّدنا أبي الحسن عليه السلام
إلى دار المتوكّل في يوم السلام،... قال له أبو الحسن عليه السلام...: فكان واللّه أمير المؤمنين عليه
السـلام يحجّ عن أبيه وأُمّه وعن أب رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وأُمّه، حتّى مضى... .
{مدينة المعاجز: ٧/٥٣٥ ح ٢٥١٨
تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٥٢٧}.
صدقة أمير المؤمنين عليه السلام:
١- محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله؛:... عليّ بن سليمان قال: كتبت إليه يعني أبا الحسن عليه السلام:
جعلت فداك، ليس لي ولد، ولي ضياع... فما ترى... أبيعها وأتصدّق بثمنها في حياتي...؟
فكتب عليه السلام...: إن تصدّقت أمسكت لنفسك ما يقوتك مثل ما صنع أميرالمؤمنين عليه السلام.
{الكافي: ٧/٣٧ ح ٣٣
يأتي الحديث بتمامه في ج ٣ رقم ٩١٦}.
صدقته عليه السلام في الركوع بخاتمه:
١- ابن شعبة الحرّانيّ رحمه الله؛: من عليّ بن محمّد عليهما السلام... وروت العامّة في ذلك أخبارا
لأمير المؤمنين عليه السلام أنّه تصدّق بخاتمه وهو راكع فشكر اللّه ذلك له وأنزل الآية فيه... .
{تحف العقول: ٤٥٨ س ٥
يأتي الحديث بتمامه في ج ٣ رقم ١٠١٩}.
أثر كتابة اسمه عليه السلام على خاتم العقيق:
١- السيّد ابن طاووس رحمه الله؛:... خادم لعليّ بن محمّد عليهما السلام قال: استأذنته في الزيارة إلى
طوس. فقال لي: يكـون معك خاتم فصّه عقيق أصفر،... وعلى الجانب الآخـر: «محمّد وعليّ»، فإنّه
أمان من القطع، وأتمّ للسلامة، وأصون لدينك... .
{الأمان من أخطار الأسفار والأزمان: ٤٨ س ٢
تقدّم الحديث بتمامه في ج ١ رقم ٣٥٣}.
بشارته عليه السلام قاتل ابن صفيّة بالنار:
١- الشيخ المفيد رحمـه الله؛:... موسـى بن محمّد بن عليّ بن موسى، سأله ببغداد في دار الفطن قال:
قال موسى: كتب إليّ يحيى بن أكثم يسألني عن عشر مسائل،أو تسع، فدخلت على أخي عليه السلام...
قال عليه السلام: وما هي؟
قلت: كتب إليّ:... وأخبرني عن قـول عليّ لابن جرموز: بشّر قاتل ابن صفيّة بالنار، فلم لم يقتله وهو
إمام؟ ومن ترك حدّا من حدود اللّه فقد كفر إلّا من علةّ!... .
قال عليه السلام...: وأمّا قول عليّ: بشّر قاتل ابن صفيّة بالنار. لقول رسـول اللّه صلى الله عليه وآله
وسلم: بشّر قاتل ابن صفيّة بالنار، وكان ممّن خرج يوم النهروان... .
{الاختصاص: ٩١ س ٨
يأتي الحديث بتمامه في ج ٣ رقم ١٠١٠}.