٣٦- الراونديّ رحمـه الله؛: إنّ هبـة اللّه بن أبي منصور الموصلـيّ قال: كـان بديار ربيعة كاتب
نصرانيّ وكان من أهل كفرتوثا، يسمّى يوسف بن يعقوب، وكان بينه وبين والدي صداقة.
قال: فوافانا فنزل عند والدي فقال له والدي: ما شأنك قدمت في هذا الوقت؟
قال: قد دعيت إلى حضرة المتوكّل ولا أدري مـا يراد منّـي إلّا أنّي اشتريت نفسـي من اللّه بمائة
دينار، وقد حملتها لعليّ بن محمّد بن الرضا عليهما السلام معي.
فقال له والدي: قد وفّقت في هـذا. قال: وخـرج إلى حضرة المتوكّل وانصرف إلينا بعد أيّام قلائل
فرحا مستبشرا، فقال له والدي: حدّثني حديثك.
قال: صرت إلى سـرّ من رأى وما دخلتها قـطّ، فنزلت في دار وقلت: أُحبّ أن أُوصل المائة إلى
ابن الرضا عليه السـلام قبل مصيري إلى باب المتوكّل، وقبل أن يعـرف أحد قدومي قال: فعرفت
أنّ المتوكّل قد منعه من الركوب وأنّه ملازم لداره....
{الخرائج والجرائح: ١/٣٩٦، ح ٣.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٤٨} .
٣٧- الراونديّ رحمـه الله؛:... ابن أُورمة [قال:] خرجت أيّام المتوكّل إلى سرّ من رأي، فدخلت على
سعيد الحاجب ودفع المتوكّل أبا الحسن عليه السلام إليه ليقتله، فلمّا دخلت عليه قال: تحبّ أن تنظر إلى
إلهك؟ قلت: سبحان اللّه! إلهي لا تدركه الأبصار!
قال: هذا الذي تزعمونه أنّه إمامكم. قلت: ما أكره ذلك.
قال: قد أمرت بقتله وأنا فاعله غدا....
{الخرائج والجرائح: ١/٤١٢، ح ١٧.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٦٣}.
٣٨- الراونديّ رحمه الله؛: قال أبوهاشم الجعفريّ: إنّه كان للمتوكّل مجلس بشبابيك (كيما تدور الشمس)
في حيطانه، قد جعل فيها الطيور التي تصوّت، فإذا كان يوم السلام جلس في ذلك المجلس فلا يسمع ما
يقال له، ولا يسمع مايقول من اختلاف أصوات تلك الطيور، فإذا وافاه عليّ بن محمّد بن الرضا: سكتت
الطيور... وكـان عنده عدّة من القوابج في الحيطان،... تقتتل، وهو ينظر إليها ويضحك منها، فإذا وافى
عليّ ابن محمّد عليهمـا السـلام إليـه في ذلك المجلس، لصقت تلك القوابج بالحيطان فـلا تتحرّك من
مواضعها حتّى ينصرف....
{الخرائج والجرائح: ١/٤٠٤، ح ١٠.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٨٤}.
٣٩- الراونديّ رحمـه الله؛:... عن أبي العبّاس خال شبل كاتب إبراهيم بن محمّد قال: كنّا أجرينا ذكر
أبي الحسن عليه السلام فقال لي: يا أبا محمّد ! لم أكن في شىء من هذا الأمر وكنت أعيب على أخي،
وعلى أهـل هـذا القول عيبا شديدا بالذمّ، والشتم إلى أن كنت في الوفد الذين أوفد المتوكّل إلى المدينة
في إحضار أبي الحسن عليه السلام،....
{الخرائج والجرائح: ١/٤١٥، ح ٢٠.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٦٩}.
٤٠- الراونديّ رحمه الله؛: روي عن أبي القاسم بن القاسم، عن خادم عليّ بن محمّدعليه السـلام قال:
كان المتوكّل يمنع الناس من الدخول إلى عليّ بن محمّد، فخرجت يوما وهو في دار المتوكّل....
{الخرائج والجرائح: ١/٤٠٣، ح ٩.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٩٩}.
٤١- الراونديّ رحمه الله؛: حديث تلّ المخاليّ، وذلك أنّ الخليفة أمر العسكر وهم تسعون ألف فارس
من الأتراك، الساكنين بسـرّ من أري، أن يمـلأ كلّ واحد مخلاة فرسه، من الطين الأحمر، ويجعلوا
بعضـه على بعض في وسـط بريّة واسعـة هناك، ففعلوا. فلمّا صـار مثل جبل عظيم، صعد فوقه
واستدعى أبا الحسن عليه السلام واستصعده وقال: استحضرتك لنظارة خيولي ، وقـد كان أمرهم أن
يلبسوا التجافيف، ويحملوا الأسلحة، وقد عرضوا بأحسن زينة، وأتمّ عدّة، وأعظم هيبة،(وكان غرضه
أن يكسر قلب كلّ من يخرج عليه وكان خوفه من أبي الحسن عليه السلام أن يأمر أحدا من أهل بيته
أن يخرج على الخليفة).
فقال له أبو الحسن عليه السلام: وهل [تريد أن] أعرض عليك عسكري؟
قال: نعم! فدعا اللّه سبحانه فإذا بين السمـاء والأرض من المشـرق إلى المغرب ملائكة مدجّجون
فغشي على الخليفة... .
{الخرائج والجرائح: ١/٤١٤، ح ١٩.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٤٠٠}.
(٤٢)- ابن شهر آشوب رحمه الله؛: أبو محمّد الفحّام قال: سأل المتوكّل ابن الجهم: من أشعر الناس؟
فذكر شعـراء الجاهليّة والإسـلام، ثمّ إنّه سأل أبا الحسن عليه السلام فقال: الجماني حيث يقول:{في
الأمالي: الحمّاني}.
لقد فاخرتنا من قريش عصابة
بمـدّ خـدود وامتداد أصابع
فلمّا تنازعنا المقال قضى لنا
عليهم بما نهوي نداء الصوامع
ترانا سكوتا والشهيد بفضلنا
عليهم جهير الصوت في كلّ جامع
فإنّ رسول اللّه أحمد جدّنا
ونحن بنوه كالنجوم الطوالع
قال: ومانداء الصوامع يا أبا الحسن!؟
قال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه وأشهد أنّ محمّدا رسول اللّه جدّي أم جدّك؟
فضحك المتوكّل ثمّ قال: هو جدّك لاندفعك عنه.
{المناقب: ٤/٤٠٦، س ٨ عنه أعيان الشيعة: ٢/٣٨، س ٢٨.
أمالي الطوسيّ: ٢٨٧، ح ٥٥٧، باءسناده عن شيلمة الكاتب وبتفاوت في المتن واختصار في الشعر.
عنه مدينـة المعاجز: ٤٣٤/٧، ضمن ح ٢٤٢٦، والبحار: ٥٠/١٢٨، ضمن ح ٦، و١٩٠ ح ٢.
قطعة منه في(مدح الجماني الشاعـر) و(علمه عليه السلام بنداء الصوامع) و(إنشاده عليه السـلام
أشعار الجماني)}.
٤٣- ابن شهر آشوب رحمـه الله؛: وفي كتاب البرهان عن الدهنيّ أنّه لمّا ورد بـه [أي أبي الحسن
الهادي عليه السلام] سرّ من رأى كان المتوكّل برّا به، ووجّه إليه يوما بسلّة فيها تين،....
{المناقب: ٤/٤١٥، س ٨.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣١٩}.
٤٤- ابن شهر آشوب رحمه الله؛: وجّه المتوكّل عتاب بن أبي عتاب إلى المدينة يحمل عليّ بن محمّد
عليهما السلام إلى سرّ من رأى،....
{المناقب: ٤/٤١٣، س ١٤.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٢٢}.
٤٥- ابن حمزة الطوسـيّ؛: عن الطيّب بن محمّد بن الحسـن بن شمّون قال: ركب المتوكّل ذات يوم
وخلفـه الناس، وركب آل أبي طالب إلى أبي الحسـن عليه السـلام ليركبوا بركوبه، فخرج في يوم
صائف شديد الحرّ،....
{الثاقب في المناقب: ٥٤٠، ح ٤٨١.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٢٣} .
٤٦- ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله؛: عن المنتصر بن المتوكّل قال: زرع والدي الآس في بستان وأكثر
منه، فلمّا استوى الآس كلّه وحسن، أمر الفرّاشين أن يفرشوا له على دكّان في وسط البستان، وأنا قائم
على رأسه، فرفع رأسه إليّ وقال: يا رافضي! سل ربّك الأسود عن هذا الأصل الأصفر، ماله من بين
مابقي من هذا البستان قد اصفرّ، فإنّك تزعم أنّه يعلم الغيب....
{الثاقب في المناقب: ص ٥٣٨، ح ٤٧٧.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٥٥}.
٤٧- ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله؛:... سعيد الصغير الحاجب قال: دخلت على سعيد بن صالح الحاجب
فقلت: يا أبا عثمان! قد صرت من أصحابك، وكان سعيد يتشيّع.
فقال: هيهات! قلت: بلى واللّه! فقال: وكيف ذلك؟
قلت: بعثني المتوكّل وأمرني أن أكبس على عليّ بن محمّد بن الرضا: فأنظر ما فعل، ففعلت ذلك فوجدته
يصلّي، فبقيت قائما حتّى فرغ، فلمّا انفتل من صلاته أقبل عليّ وقال: يا سعيد! لا يكفّ عنّي جعفر - أي
المتوكّل الملعون- حتّى يقطع إربا إربا. اذهب وأعزب، وأشار بيده الشريفة ، فخرجت مرعوبا ودخلني
من هيبته ما لا أحسـن أن أصفه.
فلمّا رجعت إلى المتوكّل سمعت الصيحة والواعية، فسألت عنه؟
فقيل: قتل المتوكّل، فرجعنا وقلت بها.
{الثاقب في المناقب: ٥٣٩، ح ٤٧٩.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٦٤}.
٤٨- ابن حمزة الطوسـيّ رحمـه الله؛:... إبراهيم بن بلطون، عن أبيه قال: كنت أحجب المتوكّل فأُهدي
له خمسون غلاما من الخزر فأمرني أن أتسلّمهم وأحسن إليهم.
فلمّا تمّت سنةً كاملةً، كنت واقفا بين يديه إذ دخل عليه أبوالحسن عليّ ابن محمّد النقيّ عليهما السلام، فلمّا
أخذ مجلسه أمرني أن أخرج الغلمان من بيوتهم، فأخرجتهم، فلمّا بصروا بأبي الحسن عليه السلام سجدوا
لـه بأجمعهم، فلم يتمالك المتوكّل أن قـام يجرّ رجليه حتّى توارى خلف الستر، ثمّ نهض أبوالحسن عليه
السلام. فلمّا علم المتوكّل بذلك خرج إليّ وقال: ويلك يا بلطون! ما هذا الذي فعل هـؤلاء الغلمان؟ فقلت:
لا واللّه ما أدري!
قال: سلهم. فسألتهم عمّا فعلوا؟
فقالوا: هذا رجل يأتينا كلّ سنـة، فيعرض علينا الدين، ويقيم عندنا عشرة أيّام، وهو وصيّ نبيّ المسلمين.
فأمرني بذبحهم فذبحتهم عن آخرهم....
{الثاقب في المناقب: ٥٢٩، ح ٤٦٥.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٩٨}.
(٤٩) - ابن حمزة الطوسيّ رحمـه الله؛: عن الحسن بن محمّد بن جمهور قـال: كان لي صديق مؤدّب
ولد بَغا أو وصيف- الشك منّي - فقـال لـي: قال الأمير[عند] منصرفـه من دار الخلافة: حبس أمير
المؤمنين هذا الذي يقولون له ابن الرضا اليوم ودفعه إلى عليّ بن كركر ، فسمعته يقـول: أنا أكرم على
اللّه من ناقة صالح (تَمَتّعُواْ فِى دَارِكُمْ ثَلَثَةَ أَيّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) {سورة هود: ٦٥/١١} ليس يفصح
بالآية ولا بالكلام، أيّ شيء هذا؟
قال: قلت: أعزّك اللّه تعالى، توعّدك، انظر ما يكون بعد ثلاثة أيّام.
فلمّا كان من الغد أطلقه واعتذر إليه، فلمّا كان اليوم الثالث، وثب عليه باغر وبغلون أو تامش وجماعة
معهم، فقتلوه وأقعدوا المنتصر ولده خليفة.
{الثاقب في المناقب: ٥٣٦، ح ٤٧٣.
قطعة منه في (لقبه عليه السلام) و(إخباره عليه السلام بأجل المتوكّل) و(سورة هود: ١١/٦٥)}.
٥٠- ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله؛: عن زُرافة حاجب المتوكّل قال: وقع رجل مشعبذ من ناحية الهند
إلى المتوكّل يلعب لعب الحقّـة، ولم ير مثله ، وكـان المتوكّل لعّابا، فأراد أن يخجـل عليّ بن محمّد
الرضا:....
{الثاقب في المناقب: ٥٥٥، ح ٤٩٧.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٨٢}.
(٥١)- الإربليّ رحمـه الله؛: أقام أبو الحسن عليه السـلام مدّة مقامه بسرّ من رأى مكرما في ظاهر
الحال، يجتهد المتوكّل في إيقاع حيلة به، فلا يتمكّن من ذلك.
{كشف الغمّة: ٢/٣٨٣، س ١٨}.
(٥٢)- الإربليّ رحمـه الله؛: كان المتوكّل يعظّم عليّ بن محمّد عليهما السـلام مع عداوته لعليّ أمير
المؤمنين عليه السلام ومقته له، وطعنه على آل أبي طالب.
{كشف الغمّة: ٢/٥١٧، س ١٤}.
(٥٣) - ابن عنبة رحمه الله؛: أشخصه عليه السلام المتوكّل إلى سرّ من رأى، فأقام بها إلى أن توفّي.
{عمدة الطالب: ١٧٩٠، س ١٠.
نزهة الجليس: ٢/١٣١، س ١٨}.
(٥٤)- البحرانـيّ رحمـه الله؛: حسين بن حمدان الحضينيّ، بإسناده، عن عليّ ابن عبيد اللّه الحسينيّ
قال: ركبنا مع سيّدنا أبي الحسن عليه السـلام إلى دار المتوكّل، في يوم السلام، فسلّم سيّدنا أبو الحسن
عليه السلام وأراد أن ينهض، فقال له المتوكّل: اجلس يا أبا الحسن! إنّي أُريد أن أسألك.
فقال عليه السلام له: سل!
فقال له: ما في الآخرة شيء غير الجنّة أو النار، يحلّون فيه الناس؟
فقال أبو الحسن عليه السلام: ما يعلمه إلّا اللّه.
فقال له: فعن علم اللّه أسألك.
فقال عليه السلامله: ومن علم اللّه أُخبرك.
قال: يا أبا الحسن! ما رواه الناس أنّ أبا طالب يوقف إذ حوسب الخلائق بين الجنّة والنار، وفي رجله
نعلان من نار يغلي منهما دماغه، لايدخـل الجنّة لكفره ولا يدخل النار لكفالته رسـول اللّه صلى الله
عليه و آلـه وسلم وصدّه قريشا عنه، والسرّ على يده حتّى ظهر أمره؟
قال له أبو الحسن عليه السـلام: ويحك! لو وضع إيمان أبي طالب في كفّة ووضع إيمان الخلائق في
الكفّة الأُخرى، لرجّح إيمان أبي طالب على إيمانهم جميعا قال له المتوكّل: ومتى كان مؤمنا؟
قال عليه السلام له: دع ما لا تعلم، واسمع ما لا تردّه المسلمون[جميعا] ولايكذبون به، اعلم أنّ رسول
اللّه صلى الله عليه و آله وسلم حجّ حجّة الوداع ، فنزل بالأبطح بعد فتح مكّـة، فلمّا جنّ عليـه الليل
أتى القبور، قبور بني هاشم، وقد ذكر أباه وأُمّه وعمّه أبا طالب، فداخلـه حـزن عظيم عليهم ورقّة،
فأوحى اللّه إليه أنّ الجنّة محرّمة على من أشـرك بـي ، وإنّي أُعطيك يا محمّد! ما لم أُعطه أحـدا
غيرك ، فادع أباك وأُمّك وعمّك فإنّهم يجيبونك ويخرجون من قبورهم أحياء لم يمسّهم عذابي لكرامتك
عليّ، فادعهم إلـى الإيمـان [باللّه وإلـى] رسالتك و[إلى] مـوالاة أخيك عليّ والأوصياء منـه إلى
يوم القيامة، فيجيبونك ويؤمنون بك.فأهب لك كلّ ما سألت، وأجعلهم ملوك الجنّة كرامة لك يا محمّد!
فرجع النبيّ صلـى الله عليه و آله وسلم إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: قم ياأبا الحسن! فقد
أعطاني ربّي هذه الليلة ما لم يعطه أحـدا من خلقه في أبي وأُمّي وأبيك عمّي، وحدّثه بما أوحى اللّه
إليه وخاطبه به، وأخذ بيده وصار إلى قبورهم ، فدعاهم إلى الإيمان باللّه وبه وبآله: والإقرار بولاية
عليّ ابن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام والأوصياء منه، فآمنوا باللّه وبرسوله وأمير المؤمنين
والأئمّة منه واحدا بعد واحد إلى يوم القيامة.
فقال لهم رسـول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم: عودوا إلى اللّه ربّكم وإلى الجنّة، فقد جعلكم اللّه
ملوكها، فعادوا إلى قبورهم، فكـان واللّه أمير المؤمنين عليه السـلام يحجّ عن أبيه وأُمّه وعن أب
رسـول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وأُمّه، حتّى مضى ووصّى الحسن والحسين عليهما السلام
بمثل ذلك، وكلّ إمام منّا يفعل ذلك إلى أن يظهر اللّه أمره.
فقال له المتوكّل: قد سمعت هذا الحديث: أنّ أبا طالب في ضحضاح مـن نار، أفتقدر يا أبا الحسن!
أن تريني أبا طالب بصفته حتّى أقول له ويقول لي؟
قال أبو الحسن عليه السلام: إنّ اللّه سيريك أبا طالب في منامك الليلة وتقول له ويقول لك.
قال له المتوكّل: سيظهر صدق ما تقول، فإن كان حقّا صدّقتك في كلّ ماتقول.
قال له أبو الحسن عليه السلام: ما أقول لك إلّا حقّا ولا تسمع منّي إلّا صدقا.
قال له المتوكّل: أليس في هذه الليلة في منامي؟ قال له: بلى!
قال: فلمّا أقبل الليل قال المتوكّل: أُريد أن لا أرى أبا طالب الليلـة في منامي، فأقتُلُ عليّ بن محمّد
بادّعائه الغيب وكذبه ، فماذا أصنع؟ فما لي إلّا أن أشرب الخمر، وآتي الذكور من الرجال والحرام
من النسـاء فلعلّ أبا طالب لايأتيني، ففعل ذلك كلّه وبات في جنابات، فرأى أبا طالب في النوم فقال
له: يا عمّ! حدّثني كيف كان إيمانك باللّه وبرسوله بعد موتك. قال: ما حدّثك به ابنـي عليّ بن محمّد
في يوم كذا وكذا، فقال: يا عمّ! تشرحه لي، فقـال له أبو طالب: فإن لم أشرحه لك تقتل عليا، واللّه
قاتلك، فحدّثه فأصبح، فأخّر أبو الحسن عليه السـلام ثلاثا لا يطلبه ولا يسأله،فحدّثنا أبوالحسن عليه
السلام بما رآه المتوكّل في منامه وما فعله من القبائح لئلّا يرى أباطالب في نومه، فلمّا كان بعد ثلاثة
[ أيّام ] أحضره فقال له: يا أبا الحسن! قد حلّ لي دمك قال له: ولم؟ قال: في ادّعائك الغيب وكذبك
على اللّه، أليس قلت لي: إنّي أرى أبا طالب في منامي [ تلك الليلة فأقول له ويقـول لي؟ فتطهّرت
وتصدّقت وصلّيت وعقّبت لكـي أرى أبا طالب في منامي] فأسأله ، فلم أره في ليلتي، وعملت هذه
الأعمال الصالحة في الليلة الثانية والثالثة فلم أره، فقد حلّ لي قتلك وسفك دمك.
فقال له أبو الحسن عليه السـلام: يا سبحان اللّه! ويحك ما أجرأك علـى اللّه؟ ويحك! سوّلت [لك]
نفسك اللوّامـة حتّى أتيت الذكور من الغلمان، والمحرّمات من النساء، وشربت الخمر، لئلّا ترى أبا
طالب في منامك فتقتلني، فأتاك وقال لك وقلت له، وقصّ عليه ما كان بينه وبين أبي طالب في
منامه، حتّى لم يغادر منه حرفا، فأطرق المتوكّل [ثمّ] قال: كلّنا بنوهاشم، وسحركم يا آل[أبي] طالب
من دوننا عظيم، فنهض (عنه) أبوالحسن عليه السـلام. {مدينـة المعاجز: ٧/٥٣٥، ح ٢٥١٨، عن
الهداية الكبرى، ولم نعثر عليه في المطبوع.
حلية الأبرار: ٥/٤٥، ح ١.
إثبات الهداة: ٣/٣٨٤، ح ٧٢، قطعة منه.
مستدرك الوسائل: ٢/١١٥، ح ١٥٧٨، قطعة منه، و ٨/٦٩، ح ٩٠٩٧، قطعة منه.
قطعة منه في (يمينه عليه السـلام) و(مدح أبي طالب) و (إحضاره عليه السـلام أبا طالب في نوم
المتوكّل وإخباره عمّا رأى فيـه) و(علم اللّه عزّ وجلّ) و(ذكر النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم أباه
وأُمّه وعمّه أبا طالب وحزنـه عليهم) و (حجّ علـيّ عن آبائه:) و(حجّ الأئمّة: عن آبائهم) و(وصيّة
أمير المؤمنين عليه السـلام إلى الحسن والحسين بالحجّ عن آبائهما:) و (إحتجاجه عليه السلام على
المتوكّل) و (ما رواه عليه السلام من الأحاديث القدسيّة) و(مـا رواه عليـه السلام عن رسول اللّه
صلى الله عليه و آله وسلم)}.
٥٥- العلّامة المجلسيّ رحمـه الله؛ قال: كتاب الاستدراك بإسناده، أنّ المتوكّل قيل له: إنّ أبا الحسن
- يعني عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا: - يفسّر قـول اللّه عزّ وجلّ: (وَيَوْمَ يَعَضّ الظّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ)
الآيتين، في الأوّل والثاني....
فقال عليه السلام: هذان رجلان كنى اللّه عنهما، ومنّ بالستر عليهما، أفيحبّ أميرالمؤمنين أن يكشف
ما ستره اللّه؟
فقال: لاأُحبّ.
{البحار: ٣٠/٢٤٦، ح ١١٣، و ٥٠/٢١٤، ح ٢٦، عن كتاب الإستدراك لابن بطريق.
يأتي الحديث بتمامه في ج ٢، رقم ٧١٢}.
(٥٦)- الخطيب البغـداديّ رحمـه الله: علـيّ بن محمّد بن علـيّ بن موسـى بن جعفر ابن محمّد بن
عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب:، أبو الحسـن الهاشمـيّ، أشخصه جعفر المتوكّل على اللّه من
مدينة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم إلى بغداد، ثمّ إلى سرّ من رأى.
{تاريخ بغداد: ١٢/٥٦، ضمن رقم ٦٤٤٠ عنه إحقاق الحقّ: ٦١٠١٩، س ٧.
قطعة منه في (اسمه عليه السلام)، و(كناه عليه السلام)}.
٥٧- سبط ابن الجوزيّ رحمه الله: قال يحيـى بن هبيرة: تذاكر الفقهاء بحضرة المتوكّل من حلق رأس
آدم؟ فلم يعرفوا من حلقـه! فقـال المتوكّل: أرسلـوا إلى علـيّ بن محمّد بن عليّ الرضا: فأحضروه،
فحضر....
{تذكرة الخواصّ: ٣٢٣، س ١٨.
يأتي الحديث بتمامه في ج ٣، رقم ١٠٧٥}.
(٥٨)- ابن خلّكان رحمه الله: أبو الحسن عليّ الهادي بن محمّد الجواد بن عليّ الرضا: وهو حفيد الذي
قبلـه ويعرف بالعسكريّ، وهو أحد الأئمّة الإثني عشر عند الإماميّة، كان قد سعـي به إلـى المتوكّل
وقيل: إنّ في منزله سلاحا وكتبا وغيرها من شيعته، وأوهموه أنّه يطلب الأمر لنفسه.
فوجّه إليه بعدّة من الأتراك ليـلاً، فهجموا عليه في منزله على غفلة، فوجـدوه وحده في بيت مغلق،
وعليه مدرعة من شعر، وعلى رأسه{المِدرعة جمع مدارع: جبّة مشقوق المقدّم. المنجد: ٢١٣(درع)}
ملحفة من صوف ، وهـو مستقبل القبلـة يترنّم بآيات من القـرآن في الوعد والوعيد، ليس بينه وبين
الأرض بساط إلّا الرمل والحصى، فأخذ على الصورة التي وجد عليها، وحمل إلى المتوكّل في جوف
الليل، فمثل بين يديه، والمتوكّل يستعمل الشـراب وفي يده كأس ، فلمّا رآه أعظمه وأجلسه إلى جنبه،
ولم يكـن في منزله شيء ممّا قيل عنه،ولا حالة يتعلّق عليه بها، فناوله المتوكّل الكأس الذي كان بيده.
فقال عليه السلام: يا أمير المؤمنين! ما خامر لحمي ودمي قطّ فأعفني منه، فأعفاه وقال: أنشدني شعرا
أستحسنه.
فقال عليـه السلام: إنّي لقليل الرواية للشعر. قـال: لا بدّ أن تنشدني فأنشده: باتوا علـى قُلَلِ الأجبال
تحرسهم غُلب الرجال فما أغنتهم القلل{غُلب: غليظ الرقبة. لسان العرب: ١/٦٥٢ (غلب)}.
واستنزلوا بعد عزّ من معاقلهم
فأودعوا حفرا يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ من بعد ما قبروا
أين الأسرّة والتيجان والحلل
أين الوجوه التي كانت منعّمةً
من دونها تضرب الأستار والكلل
{الكلّة: الستر الرقيق يخاط كالبيت يتوقّى فيه من البقّ. لسان العرب: ١١/٥٩٥ (كلل)}.
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم
تلك الوجوه عليها الدود يقتتل
قد طال ما أكلوا دهرا وما شربوا
فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكلوا
قال: فأشفق من حضر علـى علـيّ وظنّ أن بادرة تبدر إليه، فبكـى المتوكّل بكـاءً كثيرا حتّى بلّت
دموعه لحيته، وبكى من حضره، ثمّ أمر برفع الشراب، ثمّ قال: ياأبا الحسن! أعليك دين؟
قال عليه السلام: نعم! أربعة آلاف دينار، فأمر بدفعها إليه وردّه إلى منزله مكرما.
{وفيات الأعيان: ٣/٢٧٢، س ١ عنه نور الأبصار: ٣٣٦، س ١٢، وإحقاق الحقّ: ١٩/٦٠٨، س ١٤.
نزهة الجليس: ٢/١٣٠، س ١٩.
مروج الذهب: ٤/٩٣، س ١٤ عنه البحار: ٥٠/٢١١، س ١٠، والأنوار البهيّة: ٢٩٤، س ٢٠، وأعيان
الشيعة: ٢/٣٨ س ٥، وإحقاق الحـقّ: ١٢/٤٥٤، س ٣، و ١٩/٦١٦، س ٩، وتذكرة الخواصّ: ٣٢٣،
س ١.
ينابيع المودّة: ٣/١٦٩، س ١٨.
كنز الفوائد: ١٥٩، س ٣، وفيه: نسبه إلى الجواد عليه السلام.
قطعة منه في (فراشه عليه السـلام)، و(ترنّمه عليه السـلام بالقرآن)، و(لباسه عليه السلام)، و(كناه
عليه السلام ولقبه)، و (شعره عليه السلام)}.
٥٩- ابن الصبّاغ رحمه الله: إنّ أبا الحسن[عليه السلام] كان قد خرج يوما من سرّ من رأى إلى قرية
له، لمهمّ عرض له: فجاء رجل من بعض الأعراب يطلبه في داره فلم يجده، وقيل له: إنّه ذهـب إلى
الموضع الفلاني، فقصده إلى موضعه، فلمّا وصل إليه قال عليه السلام له: ما حاجتك؟
فقال له: أنا رجل من أعراب الكـوفـة المستمسكين بولاء جدّك أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه
السلام، وقد ركبتني ديون فادحة أثقل ظهري حملها، ولم أر من أقصده لقضائها سواك....
قال له: يا أخا العرب! أُريد منك حاجة لا تعصيني فيها، ولا تخالفني، واللّه! واللّه! فيمـا آمرك بـه،
وحاجتك تُقضى إن شـاء اللّه تعالى... فأخذ أبوالحسن ورقـة وكتب فيها بخطّه دينا عليه للأعـرابيّ
بالمذكور.
وقال: خذ هذا الخطّ معك، فإذا حضرت سرّ من رأى فتراني أجلس مجلسـا عامّا، فإذا حضر النـاس
واحتفل المجلس، فتعال إليّ بالخطّ وطالبني، واغلظ عليّ في القول... فجاء ذلك الأعرابي، وأخـرج
الخطّ، وطالبـه بالمبلغ المذكور، وأغلط عليه في الكلام.
فجعل أبو الحسن يعتذر إليه ويطيب نفسه بالقـول، ويعده بالخـلاص عن قريب، وكذلك الحاضرون،
طلب منه المهلة ثلاثـة أيّام، فلمّا انفكّ المجلس نقل ذلك الكـلام إلـى الخليفـة المتوكلّ، فأمر لأبي
الحسن عليه السـلام على الفور بثلاثين ألف درهم،....
{الفصول المهمّة: ٢٧٨، س ٧.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٤٩٤}.
(٦٠)- القندوزيّ الحنفيّ رحمه الله: ولمّا كثرت السعاية في حقّه [أي أبي الحسن عليّ بن محمّد الهادي
عليهما السلام] عند المتوكّل، أقدمه من المدينة إلى سامرّاء وأسكنه بها.
وأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر إلى أن توفّي بهـا في أيّام المعتزّ باللّه، وهـو ابن المتوكّل.
{ ينابيع المودّة: ٣/١٦٩، س ١٢}.
٦١- القندوزيّ الحنفيّ رحمـه الله: ونقل المسعوديّ: أنّ المتوكّل أمر بثلاثـة من السباع فجيء بها في
صحن قصره، ثمّ دعا الإمام عليّ النقيّ عليه السلام، فلمّا دخل أغلق باب القصر، فدارت السباع حولـه
وخضعت لـه، وهو يمسحها بكمّه، ثمّ صعد إلى المتوكّل ويحدّث معه ساعةً ثمّ نزل، ففعلت السباع معه
كفعلها الأوّل حتّى خـرج، فأتبعه المتوكّل بجائزة عظيمـة. فقيل للمتوكّل: إنّ ابن عمّك يفعل بالسباع ما
رأيت، فافعل بها ما فعل ابن عمّك قال: أنتم تريدون قتلي، ثمّ أمرهم أن لا يفشوا ذلك.
{ينابيع المودّة: ٣/١٢٩، س ٣ تقدّم الحديث أيضا بتمامه في رقم ٣٨٢}.
(و) - أحواله عليه السلام مع المعتزّ
(١)- الحضينيّ رحمـه الله؛: حدّثني أبو الحسين بن يحيـى الخـرقيّ، وأبو محمّد جعفر بن إسماعيل
الحسنـيّ، والعبّاس بن أحمـد، وأحمـد بن سنـدولا، وأحمـد بن صـالـح، ومحمّـد بن منصـور
الخراسانيّ، والحسن بن مسعود الفزاريّ ، وعيسى ابن مهديّ الجوهريّ الجنبلانيّ، والحسين بن غياث
الجنبلانيّ، وأحمد بن حسـان العجليّ الفزاريّ، وعبد الحميد بن محمّد السرّاج جميعا في مجالس شتّى،
أنّهم حضروا وقت وفاة أبي الحسن بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر الصادق صلوات اللّه عليهم،
بسرّ من رأى، فإنّ السلطان لمّا عرف خبر وفاته، أمر سائر أهـل المدينة بالركـوب إلى جنازته، وأن
يحمل إلى دار السلطان، حتّى صلّى عليـه، وحضرت الشيعة وتكلّموا.
وقال علماؤهم: اليوم يبيّن فضل سيّدنا أبي محمّد الحسن بن عليّ على أخيه جعفر، ونرى خروجهما مع
النعش.
قالوا جميعا: فلمّا خرج النعش وعليه أبو الحسن، خرج أبو محمّد حافي القدم، مكشوف الرأس، محللّ
الأزرار خلف النعش، مشقوق الجيب، مخضلّ اللحية بدموع على عينيه، يمشي راجـلاً خلف النعش،
مرةً عـن يمين النعش، ومرةً عن شمال النعش، ولا يتقدّم النعش إليه. وخرج جعفر أخوه خلف النعش
بدراريع يسحب ذيولها معتمّ محتبك الأزرار، طلق الوجه على {الدرّاعـة والمدرع: ضرب من الثياب
التي تلبس، وقيل: جبّة مشقوق المقدّم، ولا تكون إلّا من الصوف خاصّة. لسان العرب: ٨٢/٨ (درع)}
حمارٍ يمانيّ يتقدّم النعش ، فلمّا نظرإليه أهـل الدولة وكبراء الناس، والشيعـة، ورأوا زيّ أبي محمّد
وفعله، ترجّل الناس وخلعوا أخفافهم، وكشفوا عمائمهم، ومنهم مـن شقّ جيبه وحلّل أزراره ولم يمش
بالخفاف، ولا الأمراء، وأولياء السلطان أحد، فاكثروا اللعن والسبّ لجعفر الكذّاب وركوبـه وخلافـه
على أخيه، لمّا تلا النعش إلى دار السلطان سبق بالخبر إليه ، فأمر بأن يوضع على ساحـة الدار على
مصطبة عالية كانت على باب الديوان، {المَصطبّة والمِصطبّة بالتشديد: مجتمع الناس، وهي شبه الدكّان
يجلس عليها. لسـان العرب: ١/٥٢٣ (صطب)} وأمر أحمد بن فتيان وهـو المعتمد، بالخـروج إليه
والصـلاة عليه، وأقـام السلطان فى داره للصلاة عليـه إلى صـلاة العامّة؛ وأمر السلطان بالإعلان
والتكبير، وخـرج المعتمد بخفّ وعمامـةٍ ودراريع، فصلّـى عليـه خمس تكبيرات، وصلّى السلطان
بصلاتهم، والسلطـان في ذلك الوقت المعتزّ، وكـان اسـم المعتزّ الزبير، والموفّق، طلحـة، وكانت
أُمّ المعتزّ تتولّى أهـل البيت، {في المصـدر: تتوالى} فقـال المعتزّ: وكل وقد ولد المعتزّ وقد سميّته
الزبير.
قالت: وكيف اخترت له هذا الاسم؟ فقال: هذا اسم عمّ النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم.
قال الحسين بن حمدان: إنّما ذكرت هذا ليعلم من لا يعلم مـا كان المعتزّ هـو الزبير وجعفر المتوكّل
على اللّه المعتضد أحمد بن طلحة.
رجع الحديث إلى الجماعة الذين شهدوا الوفاة والصلاة قال: اجعلوا النعش إلى الدار، فدفن في داره،
وبقي الإمام أبو محمّد الحسن بن عليّ عليهما السلام ثلاثة أيّام مردود الأبواب، يسمع من داره القراءة
والتسبيح والبكـاء، ولايؤكل في الـدار إلّا خبز الخشكار، والملح، ويشرب الشرابات، وجعفر {الخبز
الأسمر غير النقيّ، فارسي.
المعجم الوسيط: ٢٣٦ (الخشكار)} بغير هذه الصفة، ويفعل ما يقبح ذكره من الأفعال.
قالوا جميعا: وسمعنا الناس يقولون: هكـذا كنّا نحن جميعا نعلم ما عند سيّدنا أبي محمّد الحسن من شقّ
جيبه.
قالوا جميعا: فخرج توقيع منه عليه السلام في اليوم الرابع من المصيبة:
بسم اللّه الرحمن الرحيم
أمّا بعد: من شقّ جيبه على الذرّيّة، يعقوب على يوسـف حزنا قال: (يَأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ) فإنّه قدّ جيبه
فشقّه.
{يوسف: ١٢/٨٤}{الهداية الكبرى: ٢٤٨، س ١٥.
قطعة منه في(أحوال ابنه جعفر) و(أحـوال ابنه أبي محمّد) و(تشييع جنازته عليه السـلام) و(الصلاة
عليه عليه السلام)}.
(٣) - سبط ابن الجوزيّ رحمـه الله: وكانت وفاته[أي أبي الحسن الثالث عليه السلام] في أيّام المعتزّ
باللّه.
{تذكرة الخواصّ: ٣٢٣، س ٢٤ عنه إحقاق الحقّ: ١٢/٤٤٤، س ١٧}.