الخامس - إخباره‏ عليه السلام بالوقائع العامّة:

     (١)- الحضينيّ رحمه الله؛: عن أبي العبّاس بن عتاب بن يونس الديلميّ، عن عليّ بن يونس وكان رجل من

     عبّاد الشيعة وصلحائهم زهـدا وورعـا قـال على بن يونس: حملت ألطافا وبزّا مـن قـوم مـن الشيعة،

     وجعلوني رسولهم‏{البزّ: الثياب، وقيل: ضرب من الثياب. لسـان العرب:  ٥/٣١١ (بزز)}. إلى أبي‏ الحسن

     (عليه السلام) بعد وروده

     من سامرّاء. فلمّا دخلت سألت عنه.

     فقيل لي: هـو مـع المتوكّل في الحلّة، فأودعت ما كان معي وصرت إلى الحلّة طمعا أنّي أراهم فلم أصل

     إليه، ورأيت الناس جلوسا يترقّبونه.

     فوقفت على الطريق مع ذلك الخلق، فمـا لبث أن انصرف المتوكّل ومن كـان معه، وأقبل أبو الحسن(عليه

     السلام)، ومعه غلامه نصر، ومن أصحابه جماعة وبني عمّه، وأنا في جملـة الناس، فلمّا صار بإزائي نظر

     إليّ وأشار بيده نحوي وقال: كيف كنت في سفرك؟ احمل إلينا الألطاف البزّ الذي جئت به!

     فقلت:لا إله إلّا اللّه، عرفني من كلّ هذا الخلق العظيم وعلم ما حملته إليه، ففكّرت فيمن يحمل الألطاف والبزّ

     إليه من حيث لا يعلم بي أحد، فأودعتها فصرت إلى الموضع ودخلت البيت، فلم أُصادف البزّ ولا الألطاف.

     فقلت: وا أسفاه! أيّ شي‏ء أقول له وقد سرقت منّي؟ فلم أشعر إلّا وغلامـه نصر يدعوني باسمـي واسم أبي

     وهو يقول: يا عليّ بن يونس! علم سيّدي أنّ البزّ والألطـاف له، فحملها ورفّهك من حملها، فسألته مـن كان‏

     {رَفُهَ العيش بالضمّ: اتّسع ولان، ورجل رافهٌ مستريح مستمتع بنعمة. ورفّه نفسـه ترفيها: أراحها. المصباح

     المنير: ٢٣٤} إيّاها من داخل البيت.

     فقال: سبحان اللّه! تسألنا عمّا لم نره، ما دخل علينا أحد ولا دخل بيتك أحد.

     {الهداية الكبرى: ٣١٦، س ٣.

     قطعة منه في: (معجزته ‏عليه السـلام في التوصّل إلى الهدايا التي يرسل إليه ‏عليه السـلام) و(خادمه‏ عليه

     السلام)

     و(إجلال الناس له ‏عليه السلام) و(قبوله ‏عليه السلام هدايا الناس) و(أحواله ‏عليه السلام مع المتوكّل)}.

 

 

 

     (٢)- المسعوديّ رحمـه الله؛: حدّثني بعض الثقات قـال: كـان بين المتوكّل وبين بعض عمّاله من الشيعة

     معاملة، فعملت له مؤامرة ألزم فيها ثمانون ألف درهم.

     فقال المتوكّل: إن باعني غلامه الفلاني بهذا المال، فليؤخذ منه ويخلّي له السبيل.

     قال الرجل: فأحضرني عبيد اللّه بن يحيى وكـان يعني بأمـري ويحبّ خلاصـي، فعرّفني الخبر ووصف

     سروره بما جرى وأمرني بالإشهاد على نفسي ببيع الغلام، فأنعمت له،ووجّه لإحضار العدول وكتب العهدة.

     فقلت في نفسي: واللّه! ما بعته غلاما، وقد ربّيته، وقد عرف بهذا الأمر واستبصر فيـه فيملكه طاغوت فإنّ

     هـذا حرام عليّ.

     فلمّا حضر الشهود وأحضر الغلام فأقرّ لي بالعبوديّة، قلت للعدول: اشهدوا أنّه حرّ لوجه اللّه.

     فكتب عبيد اللّه بن يحيى بالخبر، فخـرج التوقيع أن يقيّد بخمسين رطـلاً ويغلّ بخمسين ويوضع في أضيق

     الحبوس.

     قـال: فوجّهت بأولادي وجميع أسبابي إلى أصدقائي وإخوانـي يعرّفونهم الخبر، ويسألونهم السعـي فـي

     خلاصي، وكتبت بعد ذلك بخبري إلى أبي ‏الحسن‏ عليه السلام.

     فوقّع إليّ: لا واللّه! لا يكون الفرج حتّى تعلم أنّ الأمر للّه وحده.

     قال: فأرسلت إلى جميع من كنت راسلته وسألته السعي في أمري، أسألـه أن‏لا يتكلّم ولا يسعى في أمري،

     وأمرت أسبابي ألّا يعرفوا خبري، ولا يسيروا إلى زاير منهم.

     فلمّا كان بعد تسعة أيّام فتحت الأبواب عنّي ليلاً، فحملت فأُخرجت بقيودي ، فأُدخلت إلى عبيد اللّه بن يحيى

     فقال لي وهو مستبشر: وردّ عليّ الساعة توقيع أمير المؤمنين يأمرني بتخلية سبيلك.

     فقلت له: إنّي لا أُحبّ أن يحلّ قيودي حتّى تكتب إليه تسأله عن السبب في إطلاقي.

     فاغتاظ عليّ واستشاط غضبا وأمرني فنحّيت من يديه.

     {إستشاط: أي احتدم كأنّه التهب في غضبه. لسـان العرب:  ٧/٣٣٩ (شيط)}. فلمّا أصبح ركب إليه ثمّ عاد

     فأحضرني وأعلمني أنّه رأى فـي المنام كأنّ آتيا أتاه وبيده سكّين، فقال له: لئن لم تخل سبيل فلان بن فلان

     لأذبحنّكوإنّه انتبه فزعا فقرأ وتعوّذ ونام، فأتاه الآتي فقال له: أليس أمرتك بتخلية سبيل فلان، لئن لم تخل

     سبيلـه الليلـة لأذبحنّك.

     فانتبه مذعورا وداخله شأن في تخليتك ونام، فعاد إليه الثالثة {ذعر، ذعرا: دهش. أقرب الموارد: ٢/٢٩٩،

     (ذعر)} فقال له: واللّه! لئن لم تخل سبيله في هذه الساعة لأذبحنّك بهذا السكّين.

     قال: فانتبهت ووقعت إليك بما وقعت.

     قال: ثمّ نمت فلم أر شيئا.

     فقلت له: أمّا الآن فتأمر بحلّ قيودي.

     فحلّوها، فخرجت إلى منزلي وأهلي، ولم أرد من المال درهما.

     {إثبات الوصيّة: ٢٤١، س ٣.

     قطعة منه في: (يمينه ‏عليه السلام) و(موعظة في تحصيل الفرج) و(كتابه‏ عليه السلام إلى رجل)}.

 

 

 

     ٣- الشيخ المفيد رحمـه الله؛:... ابن النعيم بن محمّد الطاهريّ قال:... سعى البطحائيّ بأبي الحسن‏ عليه

     السلام إلى المتوكّل، وقال: عنده أموال وسلاح. فتقدّم المتوكّل إلى سعيد الحاجب أن يهجم عليه ليلاً،....

     قال إبراهيم بن محمّد: قال لي سعيد الحاجب: صرت إلى دار أبي الحسن بالليل، ومعي سلّم فصعدت منه

     إلى السطح، ونزلت من الدرجة إلى بعضها في الظلمة،....

     فناداني أبو الحسن ‏عليه السلام من الدار: يا سعيد! مكانك حتّى يأتوك بشمعة،....

     {الإرشاد: ٣٢٩، س ١٨.

     يأتي الحديث بتمامه في رقم ٥١٥}.

 

 

 

     (٤)- ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله؛: عن المنتصر بن المتوكّل قال: زرع والـدي الآس في بستان وأكثر

     منه، فلمّا استوى الآس كلّه وحسن، أمر{الآس: ضرب من الرياحين، شجرة ورقها عَطِر. لسان العـرب:

     ٦/١٩(أوس)} الفرّاشين أن ‏يفرشوا له على دكّان في وسط البستان، وأنا قائم على رأسه، فرفع رأسه إليّ

     وقال: يا رافضيّ! سل ربّك الأسود عن هذا الأصل الأصفر، مالـه من بين مـا بقي من هـذا البستان قد

     اصفرّ، فإنّك تزعم أنّه يعلم الغيب.

     فقلت: يا أمير المومنين! إنّه ليس يعلم الغيب.

     فأصبحت [وغدوت‏] إلى أبي الحسن ‏عليه السلام من الغد وأخبرته بالأمر.

     فقال: يا بنيّ! إمض أنت واحفر الأصل الأصفر، فإنّ تحته جمجمة نخرة، واصفراره لبخارها ونتنها.

     قال: ففعلت ذلك، فوجدته كما قال ‏عليه السـلام، ثمّ قال لي: يا بنيّ! لا تخبرنّ أحدا بهـذا الأمر إلّا لمن

     يحدّثك بمثله.

     {الثاقب في المناقب: ص ٥٣٨، ح ٤٧٧ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٩٤، ح ٢٤٨٦.

     قطعة منه في: (أحواله عليه السلام مع المتوكّل)}.

 

 

 

     ٥- ابن شهر آشوب رحمه الله؛: وجّه المتوكّل عتاب بن أبي عتاب إلى المدينة يحمل عليّ بن محمّد عليهما

     السلام إلى سرّ من رأى،.... فقال له: مالك يا أبا أحمد!؟

     فقال: قلبي مقلق بحوايج التمستها من أمير المؤمنين.

     قال له: فإنّ حوائجك قد قضيت.

     فما كان بأسرع من أن جاءته البشارات بقضاء حوائجه....

     {المناقب: ٤/٤١٣، س ١٤.

     تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٢٣}.

 

 

 

 

     (د) - علمه ‏عليه السلام بالآجال

     (١)- أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله؛: حمدويه بن نصير قال: حدّثنا محمّد بن عيسى قال: حدّثنا عليّ بن الحسين

     بن عبد اللّه قال: سألته أن ينسي‏ء{في بعض النسـخ: عليّ بن الحسين بن عبد ربّه ، وهـو الصحيح أمّا كلمة

     «عبد اللّه» تحريف كما ذكـره السيّد الخـوئي. معجم رجـال الحديث: ١١/٣٦٤، رقم ٨٠٥٠}{الظاهـر أنّه

     مصحّف «عليّ بن الحسين بن عبد ربّه» كما صرّح بـه السيّد الخـوئي؛. معجم ‏رجال الحـديث: ١١/٣٦٤،

     رقـم ٨٠٥٠، والمـحقّق التستري. قامـوس الرجال:  ٧/٤٢٩  رقم‏ ٥١٠٣.

     عدّه الشيخ والبرقي من أصحاب الهادي‏ عليه السلام رجال الطوسيّ: ٤١٧، رقم ٥، رجال البرقي: ٥٨، وكان

     وكيلاً من ناحيته عليه السـ‌لام غيبة الطوسـيّ:  ٣٥٠، ح ٣٠٩ وروى عن الرضا عليه السلام أيضا الكافي:

     ٥٤٧/١، ح ٢٣.

     فعلى هذا المراد مـن المكتوب إليه في رواية الكشّيّ هو الهادي‏ عليه السلام كما هو المستفاد من متن الحديث

     حيث جاء فيه: «وهذا في سنة تسع وعشرين ومائتين»} في أجلي.

     فقال: أو يكفيك ربّك ليغفر لك خيرا لك، فحدّث بذلك عليّ بن الحسين إخوانـه بمكّة، ثمّ مـات بالخزيميّة في

     المنصرف

     من سنته، وهذا في سنة تسع وعشرين ومائتين رحمه اللّه. فقال:

     وقد نعي إليّ نفسي.

     قال: وكان وكيل الرجل ‏عليه السلام قبل أبي عليّ بن راشد.

     {رجال الكشّيّ: ٥١٠، رقم ٩٨٤}.

 

 

 

     ٢- أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله؛:... أحمد بن محمّد بن عيسـى قال: كتب إليه عليّ ابن الحسين بن عبد اللّه

     يسأله الدعاء في زيادة عمره حتّى يرى مايحبّ.

     فكتب‏ عليه السلام إليه في جوابه: تصير إلى رحمة اللّه خير لك.

     فتوفّي الرجل بالخزيميّة.

     {رجال الكشّيّ: ٥١٠، رقم ٩٨٥.

     يأتي الحديث بتمامه في ج ٣، رقم ٩٠٨}.

 

 

 

     (٣)- أبو عليّ الطبرسيّ رحمه الله؛: وذكر أحمد بن محمّد بن عيسى قال: أخبرني أبو يعقوب قال: رأيت محمّد

     بن الفرج قبل موتـه في عشيّة من العشايا، وقـد استقبل أبا الحسن‏ عليه السـلام، فنظر إليه نظرا شافيا، فاعتلّ

     محمّد بن الفـرج؛ فدخلت عائدا بعد أيّام من علّته.

     فحدّثني أنّ أبا الحسن‏ عليه السلام قد أنفذ إليه بثوب وأرانيه مدرجا تحت رأسه.

     قال: فكفّن واللّه فيه.

     {إعلام الورى: ٢/١١٦، س ١.

     إرشاد المفيد: ٣٣١، س ١٠.

     كشف الغمّة: ٢/٣٨٠، س ١٤.

     الثاقب في المناقب: ٥٣٧، ح ٤٧٦.

     المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤١٤، س ٢٠ عنه وعن الإعلام، البحار: ٥٠/١٤٠، ح ٢٤.

     الكافي: ١/٥٠٠، ح ٦ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٢٧، ح ٢٤٢٩، وإثبات الهداة: ٣/٣٦١، ح ١٠.

     قطعة منه في: (إهداؤه‏ عليه السلام الثياب)}.

 

 

 

 

     (ه') - إخباره ‏عليه السلام بالآجال

     وفيه تسعة أمور

     الأوّل - إخباره بشهادة أبيه ‏عليهما السلام:

     (١)- محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله؛: عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عـن أبي الفضل الشهباني

     عن هارون بن الفضل قال: رأيت {في مدينة المعاجز: أبي الفضل الميشائي} أبا الحسن عليّ بن محمّد عليهما

     السلام في اليوم الذي توفّي فيه أبوجعفر صلى الله عليه وقايع‏ اليوم الذي توفّي فيه أبو جعفر، ٧٤؛{في دلائل

     الإمامة: أبا الحسن صاحب العسكر عليه السلام} فقال:إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، مضى أبو جعفرعليه السلام!

     {في دلائل الإمامة: مضى واللّه أبو جعفر!عليـه السلام فقلت له: كيف تعلم وهو ببغداد وأنت هاهنا بالمدينة؟

     فقال: لأنّه تداخلني ذلّة واستكانة....} فقيل له: وكيف عرفت؟

     قال: لأنّه تداخلني ذلّة للّه لم أكن أعرفها.

     {في إثبات الوصيّة: تداخلني ذلّ واستكانة لم أكن أعهدها}{في نوادر المعجزات: ذلّة، واستكانة للّه عزّ وجلّ}

     {الكافي: ١/٣٨١، ح ٥ عنه البحار: ٥٠/١٤، ح ١٥، ومدينة المعاجز: ٧/٤٣١، ح ٢٤٣٣، والوافي: ٣/٦٦٤

     ح‏ ١٢٦٧، وإثبات الهداة: ٣/٣٦٠، ح ٣.

     دلائل الإمامة: ٤١٥، ح ٣٧٨، عن معاويـة بن حكيم، عن أبي الفضل الشامـي.... عنـه مدينـة المعاجز:

     ٧/٤٣١، ح ٢٤٣٤.

     إثبات الوصيّة: ٢٢٩، س ٢١، روى الحميري، عن معاوية بن حكيم، عن أبي الفضل الشيبانيّ....

     بصائر الدرجات الجزء ٩: ٤٨٧، ح ٣ و٥ عنه البحار: ٢٧/٢٩٢، ح ٣، و ٥٠/١٣٥، ح ١٦، وإثبات الهداة:

     ٣/٣٦٨، ح ٢٧.

     نوادر المعجزات: ١٨٩، ح ٨.

     قطعة منه في: (إسترجاعه عند شهادة أبيه ‏عليهما السلام)}.

 

 

 

     (٢)- المسعوديّ رحمه الله؛: وروى الحميري، عن محمّد بن عيسـى، عن الحسين بن قارون،عن رجل ذكر:

     أنّه كان رضيع أبي جعفرعليه السلام قال: بينا أبو الحسن‏ عليه السـلام جالسا في الكتّاب، وكان مؤدّبه رجل

     كرخيّ من أهل بغداد يكنّى أبا زكريّا.

     وكان أبو جعفرعليه السلام في ذلك الوقت ببغداد، وأبو الحسـن‏ عليه السـلام بالمدينة يقرأ في اللوح علـى

     المؤدّب، إذ بكى بكاءً شديدا.

     فسأله المؤدّب عن شأنه وبكائه، فلم يجبه، وقام فدخل الدار باكيا، وارتفع الصياح والبكاء.

     ثمّ خرج‏ عليه السلام بعد ذلك، فسألناه عن بكائه.

     فقال: إنّ أبي توفّي.

     فقلنا له: بماذا علمت ذاك؟

     قال: دخلني من إجلال اللّه - جلّ وعزّ جلاله - شي‏ء علمت معه أنّ أبي قد مضـى (صلّى اللّه عليه) فأرّخنا

     الوقت، فلمّا ورد الخبر نظرنا، فإذا هو قدمضى في تلك الساعة.

     {إثبات الوصيّة: ٢٢٩، س ١٠.

     بصائر الدرجات الجزء ٩: ٤٨٧، ح ٢، بتفاوت. عنه البحار: ٢٧/٢٩١، ح ٢، و ٥٠/٢، ح ٣، وإثبات الهداة:

     ٣/٣٦٨، ح ٢٦.

     دلائل الإمامة: ٤١٥، ح ٣٧٩ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٤٥، ح ٢٤٤٨.

     قطعة منـه في: (عمّه الرضاعي‏ عليه السلام) و(قراءته‏ عليه السلام في اللوح عند مؤدّبه) و(بكائه عند شهادة

     أبيه‏ عليهما السلام)}.

 

 

 

     (٣)- المسعوديّ رحمه الله؛: روى الحميري، عن محمّد بن عيسـى، وعن الحسن بن محمّد بن معلّـى، عن

     الحسن بن عليّ الوشّاء قال: حدّثتني أُمّ‏ {في عيون المعجزات: عن الحسين بن محمّد، عن المعلّى ....} محمّد

     مولاة أبي الحسن الرضا عليه السـلام، قالت: جاء أبو الحسن‏ عليه السلام وقد ذعر حتّى جلس في حجر أُمّ

     أبيها بنت موسى عمّة أبيه، فقالت لـه: مالك؟{في عيون المعجزات: أُمّ موسى وعمّة أبيه}.

     فقال لها: مات أبي واللّه الساعة. فقالت: لا تقل هذا!

     فقال: هو واللّه كما أقول لك.

     فكتبنا الوقت واليوم، فجاءت وفاته، وكان كما قال‏ عليه السلام.

     وقام أبو الحسن بأمر اللّه جلّ وعلا في سنة عشرين ومائتين، وله ستّ سنين وشهور في مثل سنّ أبيه ‏عليهما

     السلام بعـد أن ملك المعتصم بسنتين.

     {إثبات الوصيّة: ٢٣٠، س ٢.

     عيون المعجزات: ١٣٣، س ١٢، قطعة منه، بتفاوت. عنه البحار: ٥٠/١٥، ح ٢١، بتفاوت يسير.

     كشف الغمّة: ٢/٣٨٤، س ١٧ عنه وعن الدلائل، إثبات الهداة: ٣/٣٨١، ح ٥١.

     دلائل الإمامة: ٤١٣، ح ٣٧٤، روى محمّد بن جعفر الملّقب بسجّادة، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، بتفاوت.

     عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٤٣، ح ٢٤٤٥.

     قطعة منه في: (أحـوال عمّة أبيه ‏عليه السلام) و(سنّه حين إمامته ‏عليه السـلام) و(ملاطفة عمّة أبيه له‏ عليه

     السلام في الطفولة)}.

 

 

     الثاني - إخباره ‏عليه السلام بشهادة نفسه:

     ١- البحرانيّ رحمه الله؛: الحسين بن حمـدان الحضينيّ في «هدايتـه»: بإسناده، عـن أحمد بن داود القمّيّ،

     ومحمّد بن عبـد اللّه

     الطلحيّ، قالا: حملنا مالاً...فخرجنا نريد سيّدنا أبا الحسن عليّ بن محمّد عليهما السلام. فلمّا صرنا إلى دسكرة

     الملك، تلقّانا رجل... قال: يا أحمد بن داود ومحمّد بن عبد اللّه الطلحيّ! معي رسالة إليكما. فقلنا ممّن يرحمك

     اللّه؟

     قال: من سيّدكما أبي الحسن عليّ ابن محمّد عليهما السلام يقول لكما: أنا راحل إلى اللّه في هذه الليلة،....

     {مدينة المعاجز: ٧/٥٢٦، ح ٢٥١١.

     يأتي الحديث بتمامه في ج ٣، رقم ٨٣٢}.

 

 

 

     الثالث - إخباره ‏عليه السلام بأجل المتوكّل:

     ١- المسعوديّ رحمه الله؛: ووجّه‏[المتوكّل‏] إلى أبي الحسن‏ عليـه السلام بثلاثين ألف درهم، وأمره أن يستعين

     بهـا فـي بناء دار... وقال لعبيد اللّه بن يحيـى بن خاقان وزيره:... لئن ركبت ولم ترتفع دار عليّ بن محمّد

     لأضربنّ عنقه... فأمر له بعشرين ألف درهم، فوجّه بها.... فقال‏ عليه السلام: إن ركب إلى البناء....

     {إثبات الوصيّة: ٢٤٠، س ٣.

     يأتي الحديث بتمامه في رقم ٥١٤}.

 

 

 

     (٢)- أبو جعفـر الطبريّ؛: وروى المعلّـى بن محمّد، عن أحمـد بن محمّد بن عبد اللّه، عن عليّ بن محمّد

     النوفليّ قال: قـال عليّ بن محمّد عليهما السـلام لمّا بدأ المتوكّل بعمارة الجعفريّ في سرّ من رأى: يا عليّ!

     إنّ هذا الطاغية {اسم قصر بناه جعفر المتوكّل قرب سامرّاء بموضع يسمّى الماحوزة، فاستحدث عنده مدينـة

     وانتقل إليها. معجم البلدان:  ٢/١٤٣} يُبتلى ببناء مدينة لا تتمّ، ويكون حتفه فيها قبل تمامها، على يد فرعـون

     مـن فراعنة الأتراك.

     ثمّ قال: يا عليّ! إنّ اللّه (عزّ وجلّ) اصطفى محمّدا (صلى الله عليه و آله وسلم) بالنبوّة والبرهان، واصطفانا

     بالمحبّة والتبيان، وجعل كرامة الصفوة لمن ترى. يعني‏{في المدينة: والبيان.} نفسه(عليه السلام).

     {دلائل الإمامة: ٤١٤، ح ٣٧٦، عنه مدينـة المعاجز: ٧/٤٤٤، ح ٢٤٤٧، بتفاوت، وإثبات ‏الهـداة: ٣٨٥/٣،

     ح ٧٨، قطعة منه.

     إثبات الوصيّة: ٢٣٩، س ١٤، قطعة منه.

     الهداية الكبرى: ٣٢٠، س ١٧ عنه حلية الأبرار: ٥/٥٥، ضمن ح ٦، وإثبات الهداة:  ٣/٣٨٤، ح ٧١.

     الخرائج والجرائح: ١/٤١١، ح ١٥ عنه البحار: ٥٠/١٥٢، ح ٣٨.

     قطعة منه (أحواله‏ عليه السلام مـع المتوكّل) و(اصطفاء محمّد صلى الله عليه و آله وسلم بالنبوّة والبرهان).

     و(اصطفاء الأئمّة: بالمحبّة والتبيان)}.

 

 

 

     (٣)- الحسين بن عبد الوهّاب رحمه الله؛: وروي: أنّه لمّا كان في يوم الفطر في السنة التي قتل فيها المتوكّل،

     أمر المتوكّل بني هاشم بالترجّل والمشي بين يديه ، وإنّما أراد بذلك أن يترجّل أبو الحسن‏ عليه السلام، فترجّل

     بنو هاشم وترجّل أبوالحسن ‏عليه السلام واتّكى على رجل من مواليه، فأقبل عليه الهاشميّون.

     وقالوا: يا سيدّنا! ما في هذا العالم أحد يستجاب دعاؤه، ويكفينا اللّه به تعزّز هذا؟

     فقال لهم أبو الحسن‏ عليه السلام: في هذا العالم مَن قلامة ظفره أكرم على اللّه من ناقة ثمود لمّا عقرت الناقة،

     صـاح الفصيل إلـى اللّـه تعالـى، فقـال اللّه سبحانـه: (تَمَتّعُواْ فِى دَارِكُمْ ثَلَثَةَ أَيّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ)

     {هود: ٦٥/١١} فقتل المتوكّل يوم الثالث.

     {عيون المعجزات: ١٣٥، س ٢٢ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٦١، ح ٢٤٦٧.

     الهداية الكبرى: ٣٢١، س ١٠ عنه مدينة المعاجز: ٧/٥٣٣، ضمن ح  ٢٥١٧، و ٤٥٥، ح  ٢٤٥٨، عن كتاب

     الواحدة لابن جمهور العمي، وحلية الأبرار: ٥٦/٥، ضمن ح ٦.

     إثبات الوصيّة: ٢٤٠، س ١١.

     مفتاح الفلاح: ٤٩١، س ٣ عنه إثبات الهداة: ٣/٣٨٦، ح ٨٣.

     المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤٠٧، س ١٢.

     الثاقب في المناقب: ٥٣٦، ح ٤٧٣.

     إعـلام الـورى:  ٢/١٢٢، س  ١٨ عنـه إثبـات الهـداة: ٣/٣٧٠، ح ٣٤، والأنـوار البهيّة: ٢٧٦، س ‏٤،

     والبحار: ٥٠/١٨٩،

     ح ١، و٢٠٩، ضمن ح ٢٣.

     قطعـة منـه في: (ترجّله‏ عليه السـلام بين يدي المتوكّل) و(أحوالـه‏ عليه السلام مع المتوكّل) و(سورة هود:

     ٦٥/١١)}.

 

 

 

     ٤- الحسين بن عبد الوهّاب رحمه الله؛: روي: أنّ رجلاً من أهـل المدائن كتب إليه يسأله عمّا بقـي من ملك

     المتوكّل.

     فكتب‏ عليه السلام: بسم اللّه الرحمن الرحيم ( قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتّمْ فَذَرُوهُ فِى سُنبُلِهِ‏ إِلّا قَلِيلاً

     مِّمّا تَأْكُلُونَ * ثُمّ يَأْتِى مِـن‏ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدّمْتُمْ لَهُنّ إِلّا قَلِيلاً مِّمّا تُحْصِنُونَ * ثُمّ يَأْتِى مِن‏ بَعْدِ ذَلِكَ

     عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ) فقتل في أوّل خامس عشر.

     {يوسف:  ١٢/٤٧ - ٤٩}{عيون المعجزات: ١٣٥ س ١٦.

     يأتي الحديث أيضا في ج ٣، رقم ١٠٣١}.

 

 

 

     )- الراونديّ رحمه الله؛: روى أبو سليمان قال: حدّثنا ابن أُورمة [قال:] خرجـت أيّام المتوكّل إلى سرّ من

     رأي، فدخلت على سعيد الحاجب‏، ودفع المتوكّل أبا الحسن ‏عليه السلام إليه ليقتله، فلمّا دخلت عليه قال: تحبّ

     أن تنظر إلى إلهك؟

     قلت: سبحان اللّه! إلهي، لا تدركه الأبصار!

     قال: هذا الذي تزعمونه أنّه إمامكم.

     قلت: ما أكره ذلك.

     قال: قد أمرت بقتله وأنا فاعله غدا - وعنده صاحب البريد - فإذا خرج فادخل إليه، فلم ألبث أن خـرج قال:

     ادخل، فدخلت الدار التي كان فيها محبوسا، فإذا هو ذا بحياله قبر يحفر، فدخلت وسلّمت وبكيت بكاءا شديدا.

     قال‏ عليه السلام: ما يبكيك؟ قلت: لما أرى.

     قال ‏عليه السلام: لا تبك لذلك [فإنّه‏] لا يتمّ لهم ذلك، فسكن ما كان بي.

     فقال ‏عليه السلام: إنّه لا يلبث أكثر من يومين حتّى يسفك اللّه دمه ودم صاحبه الذي رأيته.

     قال: فواللّه! ما مضى غير يومين حتّى قتل [وقتل صاحبه‏].

     قلت لأبي الحسن ‏عليه السلام حديث رسول اللّه‏ صلى الله عليه و آله وسلم «لا تعادوا الأيّام فتعاديكم».

     قال ‏عليـه السلام: نعم! إنّ لحديث رسول اللّه ‏صلى الله عليه و آله وسلم تأويلاً، أمّا السبت فرسول ‏اللّه صلى

     الله عليه و آلـه وسلم، والأحد أمير المؤمنين ‏عليه السلام، والاثنين الحسن والحسين‏ عليهما السـلام، والثلاثاء

     عليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد، والأربعـاء موسـى ابن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن

     عليّ وأنا [عليّ بن محمّد]، والخميس ابني الحسن، والجمعة القائم منّا أهل البيت.

     {الخرائج والجرائح: ١/٤١٢، ح ١٧ عنه البحـار: ٥٠/١٩٥، ح ٧، ومدينـة المعاجـز: ٧/٤٨٣، ح ٢٤٧٩،

     وإثبات الهداة: ٣/٣٧٧، ح ٤٥، قطعة منه، وحلية الأبرار: ٥/٥٢، ح ٤.

     الصراط المستقيم: ٢/٢٠٤، ح ١٤، قطعة منه.

     كشف الغمّة: ٢/٣٩٤، س ١٤، قطعة منه.

     جمال الأُسبوع: ٣٦، س ٩ عنه إثبات الهداة: ٣/٣٧٧، س ٢٤، مثله.

     قطعة منه في: (إختصاص يوم الأربعاء به‏ عليه السلام) و(أحواله ‏عليه السلام مع المتوكّل) و(تفسير يوم من

     الأُسبوع برسول اللّه‏ صلى الله عليه و آله وسلم) و(تفسير أيّام الأُسبوع بالأئمّة:)}.

 

 

 

     ٦- الراونديّ رحمه الله؛:... زُرافة قال: أراد المتوكّل أن يمشي عليّ بن محمّد بن الرضا: يوم السلام،...

     ففعل ومشى ‏عليه السلام وكان الصيف، فوافى الدهليز وقد عرق.

     قال: فلقيته فأجلسته في الدهليز، ومسحت وجهه بمنديل وقلت: إنّ ابن عمّك لم يقصدك بهـذا دون غيرك فلا

     تجد عليه في قلبك. فقال ‏عليه السلام:

     إيها عنك (تَمَتّعُواْ فِى دَارِكُمْ ثَلَثَةَ أَيّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ).

     {هود: ١١/٦٥} قال زُرافة:... فلمّا كانت الليلة الرابعة، قتل المتوكّل،....

     {الخرائج والجرائح:  ١/٤٠١، ح ٨.

     يأتي الحديث بتمامه في رقم ٥١٩}.

 

 

 

     (٧)- ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله؛: عن الحسن بن محمّد بن جمهور العمي قال: سمعت من سعيد الصغير

     الحاجب قال: دخلت على سعيد بن صالح الحاجب فقلت: يا أبا عثمان! قد صرت من أصحابك ، وكان سعيد

     يتشيّع.

     فقال: هيهات! قلت: بلى واللّه!

     فقال: وكيف ذلك؟

     قلت: بعثني المتوكّل وأمرني أن أكبس على عليّ بن محمّد بن الرضا: فأنظر ما فعل، ففعلت ذلك فوجدتـه

     يصلّي، فبقيت قائما حتّى فـرغ، فلمّا انفتل مـن صلاتـه أقبل عليّ وقـال: يا سعيد! لا يكفّ عنّي جعفر،

     - أي ‏المتوكّل ‏الملعون - حتّى يقطع إربا إربا. اذهب وأعـزب، وأشـار بيده الشريفـة، فخرجت مرعوبا

     ودخلني مـن هيبته مـا لا أحسن أن أصفه.

     فلمّا رجعت إلى المتوكّل سمعت الصيحة والواعية، فسألت عنه؟

     فقيل: قتل المتوكّل، فرجعنا وقلت بها.

     {الثاقب في المناقب: ٥٣٩، ح ٤٧٩ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٩٤، ح ٢٤٨٧.

     قطعة منه في: (عظمته وهيبته ‏عليه السلام) و(أحواله‏ عليه السلام مع المتوكّل)}.

 

 

 

     ٨- ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله؛: عـن الحسن بن محمّد بن جمهور قال: كان لي صديق مؤدّب ولد بَغا

     أو وصيف - الشك منّي -  فقال لي: قال الأمير [عند] منصرفه من دار الخلافة: حبس أمير المؤمنين هذا

     الذي يقولون له ابن الرضا اليوم ودفعه إلى عليّ بن كركر، فسمعته يقول: أنا أكـرم على اللّه من ناقـة

     صالح (تَمَتّعُواْ فِى دَارِكُمْ ثَلَثَةَ أَيّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ){هود: ١١/٦٥}.

     فلمّا كان اليوم الثالث، وثب عليه باغر وبغلون أوتامش وجماعة معهم، فقتلوه....

     {الثاقب في المناقب: ٥٣٦، ح ٤٧٣.

     يأتي الحديث بتمامه في رقم ٥٢٣}.

 

 

 

     ٩- السيّد ابن طاووس رحمـه الله؛:... عن زُرافة حاجب المتوكّل،... واللّه! سمعته[أبا الحسن الهادي‏ عليه

     السلام] يقول، فقال لي: اعلـم! أنّ المتوكّل لا يبقى في مملكته أكثر من ثلاثة أيّام ويهلك ، فانظر في أمرك

     واحرز مـا تريد إحرازه ، وتأهّب لأمرك كي لا يفجوكم هلاك هذا الرجل فتهلك أموالكم بحادثة تحدث، أو

     سبب يجري. فقلت له: من أين لك؟

     فقال: أمـا قرأت القرآن في قصة صالح ‏عليه السلام والناقة وقولـه تعالى: (تَمَتّعُواْ فِى دَارِكُمْ ثَلَثَةَ أَيّامٍ ذَلِكَ

     وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ){هود:  ١١/٦٥} ولا يجوز أن يبطل قول‏ الإمام... قال زُرافة: فواللّه ما جاء اليوم الثالث

     حتّى هجم المنتصر ومعه بَغا، ووصيف، والأتراك على المتوكّل فقتلوه وقطّعوه.....

     {مهج الدعوات: ٣١٨، س ٤.

     يأتي الحديث بتمامه في ج ٢، رقم ٧٢٧}.

 

 

 

 

     الرابع - إخباره‏ عليه السلام بأجل الواثق:

     )- المسعوديّ رحمـه الله؛: الحميري، عـن محمّد بن عيسـى قال: حدّثني أبو عليّ بن راشـد قال: قال

     أبو الحسن ‏عليه السلام في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين: ما فعل الرجل - يعني الواثق -؟

     قلت: عليل أو قد مات.

     قال ‏عليه السلام: لم يمت ولكنّه لا يلبث حتّى يموت.

     {إثبات الوصيّة: ٢٣٢، س ١٨}.

 

 

 

     (٢)- المسعوديّ رحمـه الله؛: قال: حدّثني خيران الخـادم مولى فراطيس أُمّ‏ الواثق قال: حججت في سنة

     اثنتين وثلاثين ومائتين، فدخلت على أبي ‏الحسن‏ عليه السلام فقال: ما حال صاحبك - يعني الواثق‏ -.

     فقلت: وجع ولعلّه قد مات.

     قال: لم يمت ولكن ألما به.

     ثمّ قال: فمن يقال بعده؟ قلت: ابنه.

     فقال: الناس يزعمون أنّه جعفر. قلت: لا!

     قال: بلى! هو كما أقول لك.

     قلت: صدق اللّه ورسوله وابن رسوله! فكان كما قال.

     {إثبات الوصيّة: ٢٣٢، س ٧}.

 

 

 

     الخامس - إخباره ‏عليه السلام بأجل ابن الخضيب:

     (١)- الشيخ المفيد رحمه الله؛:ذكر أحمد بن محمّد بن عيسى قال: حدّثني أبو يعقوب قال: رأيت أبا الحسن

    ‏ عليه السلام مع أحمد بن الخضيب يتسايران، وقد قصر أبوالحسن ‏عليه السلام عنه.

     فقال له ابن الخضيب: سر جعلت فداك،

     قال له أبوالحسن ‏عليه السلام: أنت المقدّم.

     فما لبثنا إلّا أربعة أيّام، حتّى وضع الدهق على ساق ابن الخضيب وقتل ‏{الدهق محرّكة: خشبتان يُغمز بهما

     ساق المجرمين. أقرب الموارد: ٢٤٦/٢ (دهق)}قال:وألّح عليه الخضيب في الدار التي كان قد نزلها وطالبه

     بالانتقال منها، وتسليمها إليه.

     فبعث إليه أبو الحسن ‏عليه السلام: لأقعدنّ بك من اللّه مقعدا لا تبقى لك معه باقية. فأخذه اللّه في تلك الأيّام.

     {الإرشاد: ٣٣١، س ١٤.

     الكافـي: ١/٥٠٠، ضمن ح ٦ عنـه مدينـة المعاجز: ٧/٤٢٨، ح ٢٤٣٠، وإثبات الهداة: ٣/٣٦١، ح ١١،

     وح‏  ١٢، والوافى:  ٣/٨٣٨، ح ١٤٥١.

     إعلام الورى: ٢/١١٦، س ٧.

     الخرائج والجرائح: ٢/٦٨١، ح ١١ عنه إثبات الهـداة:  ٣/٣٦٢، س ٤ عنـه وعن الإعـلام والإرشـاد،

     البحار: ٥٠/١٣٩، ح ٢٣.

     الثاقب في المناقب: ٥٣٥، ح ٤٧٢.

     المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤٠٧، س ٢٣.

     كشف الغمّة: ٢/٣٨٠، س ١٨.

     قطعة منه في (استجابة دعائه على ابن الخضيب) و(ذمّ أحمد بن الخضيب) و(دعاؤه ‏عليه السلام علـى ابن

     الخضيب)}.

 

 

 

     السادس - إخباره ‏عليه السلام بأجل جعفر بن عبد الواحد:

     ١- الراونديّ رحمـه الله؛: قال أيّوب بن نوح: كتبت إلى أبي الحسن‏ عليه السـلام وقد تعرّض لي جعفر بن

     عبد الواحد القاضي، وكان يؤذيني بالكوفة أشكو إليه ما ينالني منه من الأذى.

     فكتب‏ عليه السلام إليّ: تكفي أمره إلى شهرين، فعزل عن الكوفة في الشهرين واسترحت منه.

     {الخرائج والجرائح: ١/٣٩٨، ضمن ح ٤.

     يأتي الحديث أيضا في ج ٣، رقم ٨٥٤}.

 

 

 

     السابع - إخباره ‏عليه السلام بأجل محمّد بن الفرج وأحمد بن الخضيب:

     ١- محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله؛:... عليّ بن محمّد النوفليّ،... قال: وكتب إليه محمّد بن الفرج يسأله

     عن ضياعه.

     فكتب إليه: سوف ترد عليك، وما يضرّك أن لا ترد عليك، فلمّا شخص محمّد بن الفرج إلى العسكر كتب إليه

     بردّ ضياعه، ومات قبل ذلك.

     قال: وكتب أحمد بن الخضيب إلى محمّد بن الفرج يسأله الخروج إلى العسكر.

     فكتب إلى أبي الحسن ‏عليه السلام يشاوره.

     فكتب ‏عليه السلام إليه: اخرج فإنّ فيه فرجك إن‏شاء اللّه تعالى.

     فخرج فلم يلبث إلّا يسيرا حتّى مات.

     {الكافي: ١/٥٠٠، ح ٥.

     يأتي الحديث بتمامه في ج ٣، رقم ٩٩٧}.

 

 

 

     الثامن - إخباره ‏عليه السلام بأجل الشاب الذي يلفظ ويضحك:

     (١)- أبو عليّ الطبرسيّ رحمه الله؛: الحسن بن محمّد بن جمهور العمّيّ في كتاب الواحدة قـال: وحدّثني

     أبوالحسين سعيد بن سهلويه البصريّ، وكان يلقّب بالملّاح قال: كان يقول بالوقف جعفر بن القاسم الهاشميّ

     البصريّ، وكنت معه بسرّ من رأى، إذ رآه أبوالحسن‏ عليه السلام في بعض الطرق فقال لـه: إلى كم هذه

     النومة أما آن لك أن تنتبه منها؟

     فقال لي جعفر: سمعت ما قال لي عليّ بن محمّد عليهما السلام، قد واللّه قدح في قلبي شي‏ء، فلمّا كان بعد

     أيّام حدث لبعض أولاد الخليفة وليمة، فدعانا فيها ودعا أبا الحسن ‏عليه السلام معنا، فدخلنا.

     فلمّا رأوه أنصتوا إجلالاً له، وجعل شابّ في المجلس لا يوقّره وجعل يلفظ ويضحك، فأقبل عليه.

     فقال له: يا هذا! أتضحك مل‏ء فيك وتذهل عن ذكر اللّه، وأنت بعد ثلاثة أيّام من أهل القبور.

     قال: فقلت: هذا دليل حتّى ننظر ما يكون.

     قال: فأمسك الفتى، وكفّ عمّا هو عليه، وطعمنا، وخرجنا، فلمّا كان بعد يـوم اعتلّ الفتى، ومات في اليوم

     الثالث من أوّل النهار، ودفن في آخره.

     {إعلام الورى:  ٢/١٢٣، س ١٠ عنه إثبات الهداة:  ٣/٣٧٠، ح ٣٥، ومدينة المعاجز: ٧/٤٥٦، ح ٢٤٥٩

     المناقب لابن شهرآشوب:  ٤/٤٠٧، س ١٥، قطعة منه، و ٤١٤، س ٢٣، قطعة منه. عنه وعن الإعـلام،

     البحار: ٥٠/١٨١، ح ٥٧، و ١٧٢، س ١١

     كشف الغمّة: ٢/٣٩٨، س ١٤، باختصار.

     الثاقب في المناقب: ٥٣٦، ح ٤٧٤.

     قطعة منه في: (علمه ‏عليه السـلام بما في الضمائر)، و(إجابته ‏عليه السـلام لدعوة الطعام)، و(معاشرته‏

     عليه السلام مع سائر الفرق الإسلاميّة)، و(إجلال الناس له ‏عليه السلام)، و(أحواله ‏عليه السلام مع خليفة

     زمانه)}.

 

 

 

     التاسع - إخباره ‏عليه السلام بأجل رجل:

     (١)- النجاشيّ رحمه الله؛: أخبرنا محمّد بن جعفر المؤدّب قال: حدّثنا{في البحار: جعفر بن محمّد المؤدّب}

     أحمد بن محمّد قال:

     حدّثني أبو جعفر أحمد بن يحيى الأوديّ قـال: «دخلت مسجد الجامـع لأُصلّي الظهرفلمّا صلّيت، رأيت

     حرب بن الحسن الطحّان وجماعة مـن أصحابنا جلوسـا، فملت إليهم فسلّمت عليهم وجلست، وكـان فيهم

     الحسن بن سماعة فذكروا أمر الحسين بن عليّ‏ عليهما السـلام وما جرى عليه،ثمّ من بعد زيد بن عليّ وما

     جرى عليه، ومعنا رجل غريب لا نعرفه.

     فقال: يا قوم! عندنا رجل علويّ بسرّ من رأى من أهل المدينة، ما هو إلّا ساحر أو كاهن.

     فقال له ابن سماعة: بمن يعرف؟

     قال: عليّ بن محمّد بن الرضا:.

     فقال له الجماعة: وكيف تبيّنت ذلك منه؟

     قال: كنّا جلوسا معه على باب داره وهو جارنا بسرّ من رأى نجلس إليه في كلّ عشيّة نتحدّث معه ، إذ مرّ

     بنا قائدٌ مـن دار السلطان معه خلع، معه جمع كثير مـن القوّاد ، والرجّالة، والشاكريّة وغيرهم، فلمّا رأى

     عليّ بن محمّد عليهما السلام وثب إليه وسلّم عليه وأكرمه.

     فلمّا أن مضى قال لنا: هو فرح بما هو فيه وغدا يدفن قبل الصلاة ، فعجبنا من ذلك وقمنا مـن عنده، وقلنا:

     هذا علم الغيب، فتعاهدنا ثلاثة إن لم يكن ماقال أن نقتله ونستريح منه.

     فإنّي في منزلي وقد صلّيت الفجر إذ سمعت غلبة فقمت إلى الباب ، فإذا خلق كثير من الجند وغيرهم، وهم

     يقولون:

     مات فلان القائد البارحة، سكر وعبر من موضع إلى موضع، فوقع واندقّت عنقه.

     فقلت: أشهد أن لا إله إلّا اللّه وخرجت أحضره،وإذا الرجل كما قال أبوالحسن‏ عليه السلام ميّت، فما برحت

     حتّى دفنته ورجعت، فتعجّبنا جميعا من هذه الحال». وذكر الحديث بطوله.

     فأنكر الحسن بن سماعة ذلك لعناده، فاجتمعت الجماعة الذين سمعوا هذا معه فوافقوه.

     {رجـال النجاشيّ: ٤١، س ٢ عنـه مدينـة المعاجـز: ٧/٤٤٠، ح ٢٤٤٠، والبحـار: ٥٠/١٨٦، ح‏٦٤،

     وإثبات الهداة: ٣/٣٨٣، ح ٦٨.

     قطعة منه في: (اسمه‏ عليه السلام)، و(مجالسته ومحادثته ‏عليه السلام مع الناس في كلّ عشيّة)}.

 

 

 

 

     (و) - استجابة دعائه ‏عليه السلام

     وفيه ستّة موارد

     الأوّل - لأبي هاشم الجعفريّ:

     (١)- أبو عليّ الطبرسيّ رحمه الله؛: قال ابن عيّاش: وحدّثني أبوالقاسم عبداللّه ابن عبد الرحمان الصالحي

     من آل إسماعيل بن صالح ‏قدس سره، وكان أهل ‏بيته بمنزلة من السادة، وعليهم مكاتبين لهم، أنّ أبا هاشـم

     الجعفريّ شكى إلى مولانا أبي الحسن عليّ بن محمّد عليهما السلام ما يلقي من الشوق إليه، إذا انحدر من

     عنده إلى بغداد، وقال له:

     يا سيّدي! اُدع اللّه لي فما لي مركوب سوى برذوني هذا على ضعفه.

     فقال ‏عليه السلام: قوّاك اللّه يا أبا هاشم‏ وقوّى برذونك.

     {في إثبات الوصيّة: يا أبا هاشم! قوّى اللّه برذونك، وقرّب طريقك} قال: فكان أبوهاشم يصلّي الفجر ببغداد

     ويسير على البرذون ، فيدرك الزوال من يومه ذلك عسكر سّر من رأى، ويعود من يومه إلى بغداد إذا شاء

     على ذلك البرذون بعينه، فكان هذا من أعجب الدلائل التي شوهدت.

     {إعلام الورى: ٢/١١٩، س ٤ عنه مدينـة المعاجـز: ٧/٤٥٤، ح ٢٤٥٧، والأنوار البهيّة: ٢٧٦، س ١٢،

     وإثبات الهداة:  ٣/٣٧٠، ح ٣٣.

     الخرائج والجرائح: ٢/٦٧٢، ح ١ عنه وعن الإعلام والمناقب، البحار: ٥٠/١٣٧، ح ٢١.

     الثاقب في المناقب: ٥٤٤، ح ٤٨٦.

     المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤٠٩، س ١٧.

     إثبات الوصيّة: ٢٣٨، س ١٧.

     قطعة منه في: (إشتياق الناس إلى لقائه ‏عليه السلام)، و(مدح أبي هاشم الجعفريّ)، و(دعاؤه‏ عليه السلام

     لأبي هاشم الجعفريّ)}.

 

 

     الثاني - لرجل:

     (١)- الراونديّ رحمـه الله؛: قال أبوهاشـم الجعفريّ: إنّه ظهر برجل من أهـل ‏سـرّ من رأى، برص؛

     فتنغّص عليه عيشه، فجلس يوما إلى أبي عليّ الفهريّ، فشكا إليه حاله.

     فقال له: لو تعرّضت يوما لأبي الحسن عليّ بن محمّد بن الرضا:  فسألته أن يدعو لك، لرجوت أن يزول

     عنك، فجلس يوما في الطريق وقت منصرفه من دار المتوكّل‏، فلمّا رآه قام ليدنو منه فيسأله ذلك.

     فقال له: تنحّ عافاك اللّه. وأشار إليه بيده: تنحّ عافاك اللّه. وأشار إليه بيده: تنحّ عافاك اللّه- ثلاث مرّات -.

     فرجع الرجل ولم يجسر أن يدنو منه، وانصرف فلقي الفهريّ فعرّفـه الحال وما قال فقال: قد دعا لك قبل

     أن تسأل، فامض فإنّك ستعافي، فانصرف الرجل إلى بيته فبات تلك الليلة، فلمّا أصبح لم ‏ير على بدنه شيئا

     من ذلك.

     {الخرائج والجرائح: ١/٣٩٩، ح ٥ عنه البحار: ٥٠/١٤٥، ح ٢٩، وإثبات الهداة: ٣/٣٧٤، ح ٤٠.

     الثاقب في المناقب: ٥٥٤، ح ٤٩٦ عنه وعن الخرائج، مدينة المعاجز: ٧/٤٧١، ح ٢٤٧٣.

     كشف الغمّة: ٢/٣٩٣، س ١١.

     الصراط المستقيم: ٢/٢٠٣، ح ٦.

     قطعـة منه في (علمه ‏عليه السـلام بما في الضمائر)، و(دعاؤه ‏عليه السـلام لرجـل)، و(شفاء البرص

     بالدعاء)}.

 

 

 

     الثالث - على ابن الخضيب:

     ١- الشيخ المفيد رحمـه الله؛:... أبويعقـوب قال: رأيت أبا الحسن‏ عليـه السـلام مع أحمد ابن الخضيب

     يتسايران،... قال: وألحّ عليه

     الخضيب في الدار التي كان قدنزلها وطالبه بالانتقال منها، وتسليمها إليه.

     فبعث إليه أبوالحسن ‏عليه السلام: لأقعدنّ بك من اللّه مقعدا لا تبقى لك معه باقية. فأخذه اللّه في تلك الأيّام.

     {الإرشاد: ٣٣١، س ١٤.

     تقدّم الحديث بتمامه في: رقم ٣٦٨}.

 

 

 

     الرابع - على المتوكّل:

     (١)- الحضينيّ رحمه الله؛: قال: حدّثني أبو جعفر محمّد بن الحسـن قال: اجتمعت عند أبي شعيب محمّد بن

     نصير البكريّ النميريّ، وكان بابا لمولانا الحسن، وبعده رأى مولانا محمّدا عليهما السـلام من بعد عمـر بن

     الفرات، وكان معنا محمّد بن جندب، وعليّ بن أُمّ الرقاد، وفازويه الكرديّ، ومحمّد بن عمر الكاتب، وعليّ بن

     عبد اللّه الحسنيّ، وأحمد بن محمّد الزياديّ، ووهب ابناقارن، فشكونا إلى أبي شعيب، وقلنا: ما ترى إلى ما قد

     نزل بنا مـن عدوّنا هذا الطاغي المتوكّل على سيّدنا أبي الحسن(عليه السـلام) وعلينا، ومـا نخافه من شرّه،

     وإنفاذه إلى إبراهيم الديدج بحفر قبر أبي

     عبد اللّه الحسين بن عليّ‏ عليهما السلام بكربلاء.

     فقـال أبو شعيب: الساعة تجيئكم رسالـة من مولاي أبي الحسن‏ عليه السلام، وترون فيها عجبا يفرح قلوبكم،

     وتقرّ عيونكم، وتعلمون أنّكم الفائزون.

     فما لبثنا أن دخل علينا كافور الخادم من دار مولانا أبي الحسن(عليه السلام) وقال: يا أبا شعيب! مولاي يقول

     لك: قد علمت اجتماع إخوانك عندك الساعة، وعرفت شكواهم إليك، فيكونوا عندك إلى أن يقدم رسـولي بما

     تعمل.

     فقال أبو شعيب: سمعا وطاعةً لمولاي، فأقمنا عنده نهارنا، وصلّينا العشائين، وهدّت الطرق.

     فقال أبو شعيب: خذوا هبتكم! فإنّ الرسول يجيئكم الساعة، فما لبثنا أن‏وافى الخادم، فقال: يا أبا شعيب! خـذ

     إخوانك وصر بهم إلى مولاك، فصرنا إليه فإذا نحن بمولانا أبي الحسن ‏عليه السلام قد أقبل، ونور وجهـه

     أضوء من نور الشمس.

     فقال لنا: نعمتم بياتا.

     فقلنا: يا مولانا! للّه الشكر ولك.

     فقال ‏عليـه السلام: كم تشكون إليّ ما كان من تمرّد هذا الطاغي علينا، لولا لزوم الحجّة وبلوغ الكتاب أجله

     ليهلك من هلك عن بيّنة ، ويحيى من حيّ عن بيّنة، ويحقّ كلمة العذاب على الكافرين، لعجّل اللّه ما بعد عنه،

     ولـو شئت لسألت اللّه النكـال الساعـة ففعل، وسأُريكم ذلك، ودعـا بدعـوات فإذا بالمتوكّل بينهم مسحوبا

     يستقيل اللّه ويستغفره ممّا بدا منه من الجرأة.

     {الهداية الكبرى: ٣٢٣، س ١١.

     قطعة منه في (إخباره‏ عليه السلام بما في الضمائر) و(نور وجهه ‏عليه السـلام) و(خادمـه عليه السـلام)

     و(أحواله‏ عليه السلام مع المتوكّل) و(الولاية التكوينيّة للإمام‏ عليه السلام)}

 

 

 

     ٢- السيّد ابن طاووس رحمه الله؛:... حدّثني أبو روح النسّابيّ، عن أبي ‏الحسن عليّ بن محمّد عليهما السلام

     أنّه دعـا على المتوكّل...

     وكان يوما قائظا شديد الحرّ ، وأخرجوا في جملة الأشراف أبا الحسن عليّ بن محمّد عليهما السـلام، وشقّ

     عليـه مالقيه من الحرّ والرحمة.

     قال زُرافة: فأقبلت إليه وقلت له: يا سيّدي! يعزّ واللّه عليّ ماتلقى من هـذه الطغـاة، ومـا قـد تكلّفته من

     المشقّة،.... فقال لي: اعلم! أنّ المتوكّل لا يبقى في مملكته أكثر من ثلاثة أيّام....

     قال زُرافة: فواللّه! ما جاء اليوم الثالث حتّى هجم المنتصر ومعـه بَغا، ووصيف، والأتراك علـى المتوكّل

     فقتلوه وقطّعوه، والفتح بن الخاقان جميعا قطّعا حتّى لم يعرف أحدهما من الآخر، وأزال اللّه نعمته ومملكته،

     فلقيت الإمام أبا الحسن‏ عليه السلام بعد ذلك وعرّفته ما جرى مع المؤدّب و ما قاله.

     فقال ‏عليه السـلام: صـدق، أنّه لمّا بلـغ منّي الجهد رجعت إلى كنـوز نتوارثها من آبائنا، هـي أعزّ من

     الحصون والسلاح والجنن، وهو دعاء المظلوم على الظالم، فدعوت به عليه فأهلكه اللّه.

     فقلت له: يا سيّدي! إن رأيت أن تعلّمنيه، فعلّمنيه وهو:

     «اللّهمّ! إنّي وفلان بن فلان عبدان من عبيدك، نواصينا بيدك، تعلم مستقرّنا ومستودعنا...».

     {مهج الدعوات: ٣١٨، س ٤.

     يأتي الحديث بتمامه في ج ٢، رقم ٧٢٧}.

 

 

 

     الخامس - على بعض المخالفين:

     )- المسعوديّ رحمه الله؛: روي أنّه [أي أبا الحسن الثالث‏ عليه السلام] دخل دار المتوكّل‏، فقام يصلّي،

     فأتاه بعض المخالفين فوقف حياله فقال له: إلى كم هذا الرياء؟

     فأسرع الصلاة وسلّم، ثمّ التفت إليه فقال: إن كنت كاذبا نسخك اللّه.

     {في الأنوار البهيّة: سحتك اللّه} فوقع الرجل ميّتا، فصار حديثا في الدار.

     {إثبات الوصيّة: ٢٣٩، س ١٠ عنه إثبات الهداة: ٣/٣٨٧، ح ٩٢، والأنوار البهيّة: ٢٩٠، س ١٣.

     قطعة منه في: (صلاته ‏عليه السلام) و(أحواله ‏عليه السلام مع المتوكّل) و(دعاؤه‏ عليه السلام على بعض

     المخالفين)}.

 

 

 

     السادس - على رجل يقال له معروف:

     (١)- الراونديّ رحمه الله؛: روي أنّه أتاه رجل من أهل بيته، يقال له: معروف، وقال: أتيتك فلم تأذن لي.

     فقال‏ عليه السلام: ما علمت بمكانك وأُخبرت بعد انصرافك، وذكرتني بما لاينبغي، فحلف: ما فعلت.

     فقال أبوالحسن ‏عليه السلام: فعلمت أنّه حلف كاذبا، فدعوت اللّه عليـه وقلت: اللّهمّ! إنّه حلف كاذبا فانتقم

     منه. فمات الرجل من الغد.

     {الخرائج والجرائح: ١/٤٠١، ح ٧ عنه البحار: ٥٠/١٤٧، ح ٣١.

     كشف الغمّة: ٢/٣٩٤، س ٥ عنه إثبات الهداة: ٣/٣٨٢، ح ٦٢.

     إثبات الوصيّة: ٢٣٢، س ٢٢.

     قطعة منه في (إخباره ‏عليه السلام بالوقائع الماضية) و(ذمّ رجل يقال له معروف) و(دعاؤه‏ عليه السـلام

     على رجل يقال له معروف)}.

 

 

 

 

     (ز) - شفاء الأمراض

     وفيه أربعة موارد

     الأوّل - شفاء العين:

     (١)- المسعوديّ رحمه الله؛: قـال يحيى [بن هرثمة]: وصارت إليه [أي ‏أبي‏ الحسن الهادي‏ عليه السلام]

     في بعض المنازل‏، امرأة معها ابن  لها أرمد العين، ولم تزل تستذلّ وتقول: معكم رجل علويّ دلّوني عليه

     حتّى يرقى عين ابني ‏هذا.

     فدلّلناها عليـه، ففتح عين الصبيّ حتّى رأيتها ولـم أشكّ أنّها ذاهبة، فوضع يده عليها لحظة يحرّك شفتيه،

     ثمّ نحّاها، فإذا عين الغلام  مفتوحة صحيحة ما بها علّة.

     {إثبات الوصيّة: ٢٣٤، س ٢٣ عنه إثبات الهداة: ٣/٣٨٧، ح ٩١.

     قطعة منه في: (شفاء العين بمسح يد الإمام ‏عليه السلام)}.

 

 

 

     الثاني - شفاء الأكمه:

     (١)- الحسين بن عبد الوهّاب رحمه الله؛: عن أبي جعفر ابن جرير الطبريّ: عن عبد اللّه بن محمّد البلويّ،

     عن هاشم بن زيد قال: رأيت عليّ بن محمّد صاحب العسكر، وقد أُتى بأكمه فأبرأه.

     {عيون المعجزات: ١٣٤، س ١٠ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٥٨، ضمن ح ٢٤٦٢.

     قطعة منه في: (إبراؤه ‏عليه السلام الأكمه)}.

 

 

 

     الثالث - شفاء البرص:

     (١)- أبو جعفر الطبريّ رحمه الله؛: وقـال أحمد بن عليّ: دعانا عيسى بن الحسن القمّيّ أنا وأبا عليّ، وكان

     أعرج، فقال لنا:

     أدخلني ابن عمّي أحمد ابن إسحاق على أبي الحسن‏ عليه السـلام، فرأيته، وكلّمه بكلام لم أفهمه، ثمّ قال له:

     جعلني اللّه فداك! هذا ابن عمّي عيسى بن الحسن، وبه بياض في ذراعه، وشي‏ء قد تكتّل كأمثال الجوز.

     قال: فقال لي: تقدّم يا عيسى! فتقدّمت.

     فقال: أخرج ذراعك! فأخرجت ذراعي، فمسح عليها، وتكلّم بكـلام خفيّ طوّل فيه، ثمّ قال في آخـره ثلاث

     مرّات: بسم اللّه الرحمن الرحيم.

     ثمّ التفت إلى أحمد بن إسحاق، فقال له:

     يا أحمد بن إسحاق! كان عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام يقول:

     بسم اللّه الرحمن الرحيم أقرب إلى الإسم الأعظم من بياض العين إلى سوادها.

     ثمّ قال: يا عيسى! قلت: لبّيك! قال: أدخل يدك في كمّك ثمّ أخرجها! فأدخلتها ثمّ أخرجتها، وليس في ذراعي

     قليل ولا كثير.

     {دلائل الإمامة: ٤١٩، ح ٣٨٣ عنـه مدينة المعاجـز: ٧/٤٥٠، ح ٢٤٥٢، وإثبات الهداة: ٣/٣٨٥، ح ٨٢،

     أشار إلى مضمونه.

     نوادر المعجزات: ١٨٨، ح ٧، بتفاوت.

     قطعة منه في: (شفاء البرص بمسح يد الإمام ‏عليه السلام) و(ما رواه عن الرضا عليه السلام)}.

 

 

 

     الرابع - شفاء المرض الشديد:

     (١)- الحضينيّ رحمـه الله؛: عن أبي الحسين بن عليّ البكـا، عن زيد بن عليّ ابن الحسين بن زيد قـال:

     مرضت مرضا شديدا، فدخل عليّ الطبيب وقد{في المصدر: زيد بن عليّ بن زيد، وفي الكافي: زيد بن عليّ

     بن الحسن بن زيد ، والصحيح ما أثبتناه من الخرائج}. اشتدّت بي العلّة، فأصلح لي دواءً بالليل، لـم يعلم به

     أحد، وقال: خذ تداو فيه مدّة عشرة أيّام، فإنّك تتعافي إن شاء اللّه تعالى.

     وخرج من عندي نصف الليل، وترك الدواء، فما بعـد عنّي إلّا أتاني نصر، غلام أبي الحسـن عليّ (عليـه

     السلام) فاستأذن عليّ ودخل معه هاون فيه مثل‏{الهاون: إناء}. ذلك الدواء الذي أصلحه الطبيب بتلك الساعة،

     وقال لي: مولاي يقول لك: الطبيب استعمل لك دواءً مدّة عشرة أيّام، نحن إنّما بعثنا لك هذا الدواء، فخذ منه

     مرّة واحـدةً تبرأ بإذن اللّه تعالى من ساعتك.

     قال زيد: واللّه! علمت أنّ قوله حقّ، فأخذت ذلك الدواء من الهاون مرةً واحدةً فتعافيت من ساعتى، ورددت

     دواء الطبيب عليه، وكان نصرانيّا، فرآني في صبيحة يومي وسألني مذ رأني معافي من علّتي ما كان السبب

     في عافيتي ولِمَ رددت عليه الدواء؟.

     فحدّثته عن دواء أبي الحسن‏ عليه السلام ولم أكتم عنه شيئا، فمضى إلى أبي‏ الحسن وأسلم علـى يده وقال:

     يا سيّدي! هذا علم المسيح وليس يعلمه أحد إلّا من يكون مثله.

     {الهداية الكبرى: ٣١٤، س ١٢، عنه مدينة المعاجز: ٧/٥٢٨، ح ٢٥١٣، بتفاوت.

     إرشاد المفيد: ٣٣٢، س ١٣، بتفاوت.

     الخرائج والجرائح: ١/٤٠٦، ح ١٢، بتفاوت. عنه وعن الإرشاد، البحار: ٥٠/١٥٠، ح ٣٦.

     المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤٠٨، س ١١، مختصرا.

     الكافي: ١/٥٠٢، ح ٩، بتفاوت، وفيـه: بعض أصحابنـا، عن محمّد بن عليّ قال: أخبرني زيد بن عليّ بن

     الحسن بن زيد. عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٣٠، ح ٢٤٣٢، وإثبات الهداة: ٣/٣٢، ح ١٤.

     الثاقب في المناقب: ٥٤٩، ح ٤٩٢.

     كشف الغمّة: ٢/٣٨١، س ٢١.

     روضة الواعظين: ٢٦٨، س ٢٠.

     مدينة المعاجز: ٦/٣٤٠، ح ٢٠٣٧، أورده في ضمن معاجز الإمام الكاظم.

     قطعة منه في(إخباره ‏عليه السلام بالوقائع الماضية) و(ما ورد عن العلماء أو غيرهم في عظمته‏ عليه السلام)

     و(غلامه ‏عليه السلام) (معالجته‏ عليه السلام المرضى)، و(شفاء الأمراض بالأدوية)}.

 

 

 

     (ح) - طيّ الأرض له ‏عليه السلام

     إلى بغداد لإذهاب إسحاق الجلّاب:

     (١)- محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله؛: الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عبد

     اللّه، عن عليّ بن محمّد، عـن إسحاق الجلّاب قال: اشتريت لأبي الحسن ‏عليـه السـلام غنما كثيرةً، فدعاني

     فأدخلني من إصطبل داره إلى موضع واسـع لا أعرفـه،فجعلت أُفرّق تلك الغنم فيمن أمرني بـه، فبعث إلى

     أبي جعفر وإلى والدته وغيرهما ممّن أمرني ثمّ‏{في الثاقب في المناقب، ومدينة المعاجز: فبعثت}. استأذنته في

     الانصراف إلى بغداد إلى والدي، وكان ذلك يوم التروية.

     فكتب ‏عليه السلام إليّ: تقيم غدا عندنا ثمّ تنصرف.

     قال: فأقمت، فلمّا كان يوم عرفة أقمت عنده وبتّ ليلة الأضحى في رواق له، فلمّا كان في السحر أتاني فقال:

     ياإسحاق! قم.

     قال: فقمت ففتحت عيني فإذا أنا على بابي ببغداد.

     قال: فدخلت على والدي وأنا في أصحابي فقلت لهم: عرفت بالعسكر وخرجت ببغداد إلى العيد.

     {الكافي: ١/٤٩٨، ح ٣.

     بصائر الدرجات، الجـزء الثامن: ٤٢٦، ح ٦، بتفاوت. عنـه وعـن الكـافي، البحـار: ٥٠/١٣٢، ح ١٤،

     وإثبات الهداة: ٣/٣٦٠، ح ٦.

     المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤١١، س ١٣، باختصار. عنه أعيان الشيعة: ٢/٣٧، س ١٦، أشار إلى مضمونه.

     الاختصاص: ٣٢٥، س ١١ عنه وعن الكافي، مدينة المعاجز: ٧/٤٢٣، ح ٢٤٢٥.

     الثاقب في المناقب: ٥٤٩، ح ٤٩١، وفيه: فبعثت إلى أبي محمّد.

     قطعة منه في: (هديّته ‏عليه السلام إلى أهل بيته وغيرهم) و(كتابه ‏عليه السلام إلى إسحاق الجلّاب)}.

 

 

 

 

     (ط) - معجزته‏ عليه السلام في الحيوانات

     وفيه تسعة موارد

     الأوّل - تكلّمه ‏عليه السلام مع الفرس:

     (١)- الراونديّ رحمه الله؛: إنّ أحمد بن هارون قال: كنت جالسا أُعلّم غلاما من غلمانه في فازة داره،

     - فيها بستان - إذ دخل علينا أبوالحسن ‏عليه السلام راكبا على فرس له، فقمنا إليه فسبقنا فنزل قبل أن ندنو منه،

     فأخذ بعنان فرسه بيده فعلّقه فـي طنب من أطناب الفـازة، ثمّ دخـل وجلس معنا، فأقبل عليّ فقال ‏عليه السلام:

     متى رأيك تنصرف إلى المدينة؟ فقلت: الليلة.

     قال: فأكتب إذا كتابا معك توصله إلى فلان التاجر؟ قلت: نعم!

     قال: يا غلام! هات الدواة والقرطاس. فخرج الغلام ليأتي بهما من دار أخرى، فلمّا غـاب الغلام صهل الفرس،

     وضرب بذنبه.

     فقال له بالفارسيّة: ما هذا القلق؟ فصهل الثانية فضرب بذنبه.

     فقال [له‏] - بالفارسيّة -: لي حاجة أُريد أن أكتب كتابا إلى المدينـة، فاصبر حتّى أفرغ. فصهل الثالثة وضرب

     بيديه، فقال له - بالفارسيّة -: إقلع فامض إلى ناحية البستان، وبُل هناك، ورثّ، وارجع فقف هناك مكانك.

     فرفع الفرس رأسه ، وأخرج العنان من موضعـه، ثمّ مضى إلى ناحيـة البستان، حتّى لا نراه في ظهر الفازة،

     فبال، وراث، وعاد إلى مكانه.

     فدخلني من ذلك ما اللّه به عليم، ووسوس الشيطان في قلبي، فأقبل إليّ فقال: يا أحمد! لا يعظم عليك مـا رأيت

     إنّ ما أعطى اللّه محمّدا وآل محمّد أكثر ممّا أعطى داود وآل داود.

     قلت: صدق ابن رسول اللّه‏ صلى الله عليه و آله وسلم فما قال لك وما قلت له فما فهمته؟

     فقال: قال لي الفرس: قم فاركب إلى البيت حتّى تفرغ عنّي.

     قلت: ما هذا القلق؟ قال: قد تعبت.

     فقلت: لي حاجة أُريد أن أكتب كتابا إلى المدينة، فإذا فرغت ركبتك. قال: إنّي أُريد أن أروث، وأبول، وأكره أن

     أفعل ذلك بين يديك. فقلت له: اذهب إلى ناحية البستان فافعل ما أردت، ثمّ عد إلى مكانك؛ ففعل الذي رأيت.

     ثمّ أقبل الغلام بالدواة ، والقرطاس، - وقد غابت الشمس - فوضعها بين يديه، فأخذ الكتابة حتّى أظلم [الليل‏] فيما

     بيني وبينه، فلم أر الكتاب ، وظننت أنّه قد أصابه الذي أصابني، فقلت للغلام: قم فهات بشمعـة من الـدار حتّى

     يبصر مولاك كيف يكتب؛ فمضى، فقال للغلام: ليس لي إلى ذلك حاجة.

     ثمّ كتب كتابا طويلاً إلى أن غاب الشفق ثمّ قطعه؛ فقال للغلام: أصلحه، فأخذ الغـلام الكتاب وخرج من الفـازة

     ليصلحه، ثمّ عاد إليه وناوله ليختمه ، فختمه من غير أن ينظر الخاتم مقلوبا، أو غير مقلـوب، فناولني [الكتاب‏]

     فأخذت فقمت لأذهب فعرض في قلبى - قبل أن أخرج من الفازة - أُصلّي قبل أن آتي المدينة.

     قال: يا أحمد! صلّ المغرب ، والعشاء الآخرة في مسجد الرسـول‏ صلى الله عليه و آله وسلم، ثمّ اطلب الرجل

     فـي الروضة، فإنّك توافيه إن شاء اللّه.

     قال: فخرجت مبادرا فأتيت المسجد، وقد نودي للعشاء الآخرة، فصلّيت المغرب، ثمّ صلّيت معهم العتمة، وطلبت

     الرجل حيث أمرني فوجدته فأعطيته الكتاب، فأخذه ففضّه ليقرأه فلم يتبيّن قراءة في ذلك الوقت.

     فدعا بسراج فأخذته فقرأته عليه فى السراج في المسجد فإذا خطّ مستوٍ، ليس حرف ملتصقا بحرف، وإذا الخاتم

     مستوٍ ليس بمقلوب.

     فقال لي الرجل: عد إليّ غدا حتّى أكتب جواب الكتاب.

     فغدوت فكتب الجواب، فمضيت به إليه.

     فقال: أليس قد وجدت الرجل حيث قلت لك؟

     فقلت: نعم! قال: أحسنت.

     {الخرائج والجرائح: ١/٤٠٨، ح ١٤

     عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٨٠، ح ٢٤٧٨، وإثبات الهداة: ٣/٣٧٦، ح ٤٤، والبحار: ٥٠/١٥٣، ح ٤٠.

     الصراط المستقيم: ٢/٢٠٤، ح ١٢، قطعة منه.

     قطعة منه في (كتابته ‏عليه السلام في ظلمة الليل) و(إخباره‏ عليه السلام بما في الضمائر) و(إخباره عليه السلام

     بالوقائع الآتية) و(داره‏ عليه السلام) و(مركبه ‏عليه السلام) و(غلمانه ‏عليه السلام) و(معلّم غلمانه ‏عليـه السلام)

     و(جلوسه ‏عليه السلام مع غلمانه) و(ما أعطى اللّه محمّدا صلى الله عليه و آله وسلم أكثر ممّا أعطي داود عليه

     السلام) و(فضل آل محمّد: على آل داود عليه السلام) و(كتابه ‏عليه السلام إلى تاجر بالمدينة)}.

 

 

 

     الثاني - قصّة زينب الكذّابة وإعجازه‏عليه السلام في بركة السباع:

     ١- الراونديّ رحمه الله؛: إنّ أبا هاشم الجعفريّ قال: ظهرت في أيّام المتوكّل امرأة تدّعي أنّها زينب بنت فاطمة

     بنت رسول اللّه‏ صلى الله عليه و آله وسلم....

     فقال لهم المتوكّل: هل عندكم حجّة على هذه المرأة غير هذه الرواية؟

     قالوا: لا!

     قال: أنا بري‏ء من العبّاس إن [لا]أُنزلها عمّا ادّعت إلّا بحجة [تلزمها].

     قالوا: فأحضر[عليّ بن محمّد] ابن الرضا: فلعلّ عنده شيئا من الحجّة غير مـا عندنا؛ فبعث إليه فحضر فأخبره

     بخبر المرأة.

     فقال ‏عليه السلام:...لحوم ولد فاطمـة محرّمـة على السباع، فأنزلها إلى السباع، فإن كانت من ولد فاطمة فلا

     تضرّها [السباع‏].

     فقال لها: ما تقولين؟ قالت: إنّه يريد قتلي.

     قال: فهيهنا جماعة من ولد الحسن والحسين‏ عليهما السلام فأنزل من شئت منهم....

     فمال المتوكّل إلى ذلك رجاء أن يذهب من غير أن يكون له في أمره ‏صنع.

     فقال: يا أبا الحسن! لِمَ لا يكون أنت ذلك؟ قال: ذاك إليك.

     قال: فافعل! قال: أفعل [إن‏شاء اللّه‏].

     فأتى بسلّم وفتح عـن السباع وكانت ستّة من الأسـد، فنزل[الإمـام‏] أبوالحسن ‏عليه السـلام إليها، فلمّا دخل

     وجلس صارت الأُسود إليه ورمت بأنفسها بين يديه، ومدّت بأيديها، ووضعت رؤوسها بين يديه، فجعل يمسـح

     علـى رأس كلّ واحـد منها بيده، ثمّ يشير لـه بيده إلى الاعتزال، فيعتزل ناحيـة حتّى اعتزلت كلّها، وقامت

     بإزائه.....

     {الخرائج والجرائح: ١/٤٠٤، س ١١.

     يأتي الحديث بتمامه في رقم ٥٢٠}.

 

 

 

     الثالث - مسحه السباع وتذلّلها له ‏عليه السلام:

     (١)- القندوزيّ الحنفيّ رحمـه الله: ونقل المسعوديّ: أنّ المتوكّل‏، أمر بثلاثة من السباع فجي‏ء بها في صحن

     قصره، ثمّ دعا الإمام عليّ النقيّ‏ عليه السلام.

     فلمّا دخل أغلـق باب القصر، فدارت السباع حوله وخضعت له، وهـو يمسحهـا بكمّه، ثمّ صعد إلى المتوكّل

     ويحدّث معه ساعةً ثمّ نزل، ففعلت السباع معه كفعلها الأوّل حتّى خرج، فأتبعه المتوكّل بجائزة عظيمة.

     فقيل للمتوكّل: إنّ ابن عمّك يفعل بالسباع ما رأيت، فافعل بها ما فعل ابن عمّك.

     قال: أنتم تريدون قتلي، ثمّ أمرهم أن لا يفشوا ذلك.

     {ينابيع المودّة: ٣/١٢٩، س ٣ عنه إثبات الهداة: ٣/٣٩٠، س ١٥، وإحقاق الحقّ: ١٢/٤٥١، س ٢٠.

     الصواعق المحرقة: ٢٠٥، س ١٨.

     يأتي الحديث أيضا في: (أحواله‏ عليه السلام مع المتوكّل)}.

 

 

 

 

     الرابع - إخراجه ‏عليه السلام الثعبان من الأرض:

     ١- الحضينيّ رحمه الله؛:... عبيد اللّه الحسنيّ قال: دخلنا على سيّدنا أبي ‏الحسن(عليه السلام) بسامرّا... فقال

     [زُرافة]: فقال:

     إنّه أخـرج إليّ سيفا مسموم الشفرتين، وأمرني [أي المتوكّل‏] ليرسلني إلى مولاي أبي الحسن‏...عليه السـلام

     فأقتله... فلمّا صرت في صحن الدار، ورآني مولاي،فركل برجله وسط المجلس، فانفجرت الأرض وظهر منها

     ثعبان عظيم، فاتح فاه، لو ابتلع سامرّا ومن فيها لكان في فيه سعة لا ترى مثله، فسقط المتوكّل لوجهـه، وسقط

     السيف من يده، وأنا أسمعه يقول: يا مولاي ويا ابن عمّي! أقلني أقالك ‏اللّه،....

     {الهداية الكبرى: ٣٢٢، س ٢.

     يأتي الحديث بتمامه في رقم ٥٠٩}.

 

 

     الخامس - إحياؤه ‏عليه السلام صورة السبع التي كانت على المسورة:

     (١)- ابن حمزة الطوسيّ رحمـه الله؛: عن زُرافة حاجب المتوكّل قال: وقع رجـل مشعبذ من ناحية الهند إلى

     المتوكّل يلعب لعب الحقّة، ولم ير مثله، وكان المتوكّل لعّابا، فأراد أن يخجل عليّ بن محمّد الرضا:.

     فقال لذلك الرجل: إن أخجلته أعطيتك ألف دينار.

     قال: تقدّم بأن يخبز رقاقا خفافا واجعلها علـى المائدة، وأقعدني إلـى‏{الرقـاق: الرقيق، الخبز المنبسط الرقيق.

     المعجم الوسيط: ٣٦٦} جنبه، فقعـدوا وأحضر عليّ بن محمّد عليهما السلام للطعام، وجعل له مسورة عن ‏{في

     كشف الغمّة: فتقدّم أن يخبز رقاق خفـاف تجعل على المائدة ، وأنا إلى جنبه، ففعل وحضر عليّ‏ عليه السـلام

     للطعام}. يساره، وكان عليها صورة أسد ، وجلس اللّاعب إلى جنب المسورة، فمدّ عليّ بن محمّد عليهما السلام

     يده إلـى رقاقة فطيّرها ذلك الرجل في الهواء ، ومدّ يده إلى أُخرى فطيّرها ذلك الرجـل، ومدّ يده إلى أُخرى

     فطيّرها فتضاحك الجميع،فضرب عليّ بن محمّد عليهما السلام يده المباركة الشريفة على تلك الصورة التي في

     المسورة، وقال: خذيه! فابتلعت الرجل وعادت كما كانت إلى المسـورة، فتحيّر الجميع ونهض أبوالحسن عليّ

     بن محمّد عليهما السلام.

     فقال له المتوكّل: سألتك ألّا جلست ورددته.

     فقال‏ عليه السلام: واللّه! لا تراه بعدها، أتسلّط أعداء اللّه على أولياء اللّه؟ وخـرج من عنده فلم ير الرجل بعد

     ذلك.

     {الثاقب في المناقب: ٥٥٥، ح ٤٩٧ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٧٢، ح ٢٤٧٤، بتفاوت.

     كشف الغمّة: ٢/٣٩٣، س ١٧، بتفاوت. عنه تعليقة مفتاح الفلاح للخواجوئي: ٤٩٢، س ٩.

     الهداية الكبرى: ٣١٩، س ١٤، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: ٧/٥٣٢، ح ٢٥١٦، وحلية الأبرار: ٥/٦٦، ح ٢.

     الخرائج والجرائح: ١/٤٠٠، ح ٦، وفيه: أبو القاسم بن أبي القاسم البغداديّ، عـن زُرافة، عنـه إثبات الهداة:

     ٣/٣٧٤، ح ٤١، وحلية الأبرار: ٦٥/٥، ح ١، والأنوار البهيّة: ٢٨١ س‏١٠، والبحار: ١٤٦/٥٠، ح ٣٠.

     مشارق أنوار اليقين: ٩٩، س ١٧، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٦٢، ح ٢٤٦٨، والبحار: ٥٠/٢١١، ح ٢٤.

     مفتاح الفلاح: ٤٩٠، س ٤، أشار إلى مضمونه.

     الصراط المستقيم: ٢/٢٠٣، ح ٧.

     قطعة منه في: (كيفيّة جلوسه ‏عليه السلام في مجلس العام) و(يمينه ‏عليه السـلام) و(أحواله‏ عليه السـلام مع

     المتوكّل)}.

 

 

 

     السادس - إحياؤه ‏عليه السلام الحمار الخراسانيّ:

     (١)- الحسين بن عبد الوهّاب رحمه الله؛: حدّثني أبو التحف المصريّ، يرفع الحديث برجاله إلى محمّد بن سنان

     الزاهريّ  قال:

     كان أبو الحسن عليّ بن محمّد عليهما السلام حاجّا، ولمّا كان في انصرافه إلى المدينة وجد رجلاً خراسانيّا واقفا

     على حمار له ميّت يبكي ويقول: على ماذا أحمل رحلي؟

     فاجتازعليه السلام فقيل له: هذا الخراسانيّ من يتولّاكم أهل البيت:، فدنا عليه السلام من الحمار الميّت فقـال: لم

     تكن بقرة بني إسرائيل بأكرم على اللّه تعالى منّي وقد ضربوا ببعضها الميّت فعاش، ثمّ وكزه برجله اليمنى وقال:

     قم بإذن اللّه فتحرّك الحمار، ثمّ قام فوضع الخراسانيّ رحله إليه وأتى به إلى المدينة.

     وكلّما مرّ عليه السلام أشاروا إليه بإصبعهم وقالوا: هذا الذي أحيى حمار الخراسانيّ.

     {عيـون المعجزات: ١٣٤، س ١٥ عنـه مدينـة المعاجز: ٧/٤٥٩، ح ٢٤٦٣، وإثبات الهداة: ٣/٣٨٣، ح ٦٥،

     والبحار: ٥٠/١٨٥، ضمن ح ٦٣.

     قطعة منه في: (حجّه‏ عليه السلام)}.

 

 

 

     السابع - سكوت الطيور وعدم تحرّكهم عند مجيئه‏عليه السلام:

     (١)- الراونديّ رحمه الله؛: قال أبوهاشم الجعفريّ: إنّه كـان للمتوكّل مجلس بشبابيك (كيما تدور الشمس) في

     حيطانه، قد جعل فيها الطيور التي تصوّت، فإذا كان يوم السـلام جلس في ذلك المجلس فلا يسمع ما يقال له،

     ولا يسمع ما يقول من اختلاف أصوات تلك الطيور.

     فإذا وافاه عليّ بن محمّد بن الرضا: سكتت الطيور فلا يسمع منها صوت واحد إلى أن يخـرج من عنده، فإذا

     خرج من باب المجلس عادت الطيور في أصواتها. قال وكان عنده عدّة من القوابج في الحيطان، وكـان‏{القَبْج:

     الحَجَل، والقبج: الكـروان، معرّب، وهو بالفارسيّة كبج. لسان العـرب: ٢/٣٥١ (قبج)} يجلس في مجلس له

     عال، ويرسل تلك القوابج تقتتل، وهو ينظر إليها ويضحك منها، فإذا وافى عليّ بن محمّد عليهما السـلام إليه

     في ذلك المجلس، لصقت تلك القوابج بالحيطـان فلا تتحرّك من مواضعها حتّى ينصرف، فإذا انصرف عادت

     في القتال.

     {الخـرائج والجرائـح: ١/٤٠٤، ح ١٠ عنـه مدينـة المعاجـز: ٧/٤٧٤، ح ٢٤٧٥، والبحـار: ٥٠/١٤٨،

     ح ٣٤، وإثبات الهداة: ٣/٣٧٥، ح ٤٢.

     الصراط المستقيم: ٢/٢٠٤، ح ٩، باختصار.

     كشف الغمّة: ٢/٣٩٤، س ٩، باختصار.

     قطعة منه في: (أحواله عليه السلام مع المتوكّل)}.

 

 

 

     الثامن - حمار يدلّ نصرانيّا على داره‏ عليه السلام

     ١- الراونديّ رحمه الله؛:... يوسف بن يعقوب،... قال: صرت إلى سرّ من رأى وما دخلتها قطّ، فنزلت في

     دار وقلت: أُحبّ أن أُوصل المائة إلى ابن الرضا عليه السـلام... ففكّرت ساعةً في ذلك، فوقع في قلبي أن

     أركب حماري وأخرج في البلد فلا أمنعه من حيث يذهب، لعلّي أقف علـى معرفـة داره من غير أن ‏أسأل

     أحدا.

     قال: فجعلت الدنانير فى كاغدة، وجعلتها في كمّي وركبت، فكان الحمـار يخترق الشـوارع والأسواق يمرّ

     حيث يشاء، إلى أن صرت إلى باب دار، فوقف الحمار فجهدت أن يزول فلم يزل.

     فقلت للغلام: سل لمن هذه الدار؟ فقيل: هذه دار [عليّ بن محمّد] بن الرضا.

     فقلت: اللّه أكبر! دلالة واللّه مقنعة....

     {الخرائج والجرائح: ١/٣٩٦، ح ٣.

     تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٤٩}.

 

 

 

     ٢- الحافظ رجب البرسيّ رحمه الله؛: محمّد بن داود القمّيّ، ومحمّد الطلحيّ قال: حملنا مالاً من خمس، و...

     نريد بها سيّدنا أبا الحسن الهادي‏ عليه السلام،....

     فجاءنا أمره بعد أيّام، أن قد أنفذنا إليكم إبلاً غبراء، فاحملوا عليها ماعندكم، وخلّوا سبيلها فحملناها، وأودعناها

     للّه، فلمّا كان من قابل قدمنا عليه قال ‏عليه السلام: انظروا إلى ما حملتم إلينا، فنظرنا فإذا المنايح كما هي.

     {مشارق أنوار اليقين: ١٠٠، س ١.

     تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٤٢}.

 

 

 

     التاسع - إعظام الحيوانات لقبورهم:

     (١)- الراونديّ رحمه الله؛: إنّ قبور الخلفاء من بني العبّاس‏، بسامرة، عليها مـن ذرق الخفافيش والطيور

     ما لا يحصى، [وينقى منها كلّ يومٍ، ومن الغد تعود مملؤةً ذرقا].

     ولا يرى على رأس قبّة العسكريّين (ولا على قباب مشاهـد) آبائهما: ذرق طير فضلاً علـى قبورهم إلهاما

     للحيوانات، وإجلالاً لهم صلوات اللّه عليهم أجمعين.

     {الخرائج والجرائح: ١/٤٥٣، ح  ٤٠

     عنه البحار: ٥٠/٢٧٥، ح ٤٧، ومدينة المعاجز: ٦٢٨/٧، ح ٢٦١٢، وإثبات الهداة: ٣/٤٢٢، ح ٧٧}.

 

 

 

 

     (ط) - معجزته ‏عليه السلام في الفواكه والمياه

     وفيه ثلاثة موارد

     الأوّل - إخراجه ‏عليه السلام الفواكه من الأُسطوانة:

     (١)- أبو جعفر الطبريّ رحمه الله؛: حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد البلويّ قال:حدّثنا عمارة بن زيد قال:

     قلت لعليّ بن محمّد الوفيّ‏ عليهما السلام:{في مدينة المعاجز: عليّ بن محمّد الرضا عليهما السـلام)}. هـل

     تستطيع أن ‏تخرج مـن هـذه الأُسطوانة رمّانا؟

     قال: نعم! وتمرا وعنبا وموزا.

     ففعل ذلك وأكلنا وحملنا.

     {دلائل الإمامة: ٤١٢، ح ٣٧١ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٤٢، ح ٢٤٤٢، وإثبات الهداة: ٣/٣٨٥، ح ٧٥.

     نوادر المعجزات: ١٨٥، ح ٢.

     قطعة منه في: (لقبه ‏عليه السلام)}.

 

 

 

     الثاني - إنطاقه ‏عليه السلام التفّاحة:

     (١)- الحضينيّ رحمـه الله؛: عن أحمد بن سعـد الكوفيّ، وأحمـد بن محمّد الحجليّ قال: دخلنا على سيّدنا

     أبي الحسن‏ عليه السلام في جماعة من أوليائه، وقد أظهرنا مسألة عن الحقّ من بعده، فإنّ بعضهم ذكروا ابنه

     جعفر مع سيّدنا أبي ‏محمّد الحسن‏ عليه السلام.

     قال: فأذن لنا فدخلنا وجلسنا فأمهلنا قليلاً، ثمّ رمى إلينا تفّاحة وقال: خذوها بأيديكم فأخذناها.

     فقال ‏عليه السلام: قولي لهم: يا تفّاحة! بما دخلوا يسألونني عنه، فنطقت التفّاحة وقالت:أشهد أن لا إله إلّا اللّه،

     وأشهد أنّ محمّدا رسول اللّه، وأنّ عليّا أميرالمؤمنين وصيّه، وأنّ الأئمّة منه إلى سيّدنا أبي الحسن عليّ تسعة،

     وأنّ الإمام بعده سيّدنا أبو محمّد الحسن، وأنّ المهديّ سمّي جدّه رسول ‏اللّه‏ صلى الله عليه و آله وسلم وكنّاه.

     وصاح بنا: فأكثروا من ذكر اللّه وحمده على ما هداكم إليه، وإيّاكم وجعفر، فإنّه عدّو لي ولو كان ابني، وهـو

     عدّو لأخيه الحسن وهـو إمامه، وإنّ جعفر يدلّ من بعده على أُمّهات الأولاد فيسلّمهم إلى الطاغية، ويدّعى أنّه

     الحقّ وهـو المعتدي جهلاً، ويله! من جرأته على اللّه فلاينفعه نسبه منّي.

     قال: فخرجنا جميعا وما عندنا شكّ بعد الذي سمعناه، وسألتهم عن التفّاحة ما فعلت بعد ذلك القـول، وقد أخذها

     سيّدنا منّا وخرجنا وهي في يده.

     {الهداية الكبرى: ٣٢٠، س ٢.

     قطعة منـه في: (شهادة التفّاحة بإمامته‏ عليه السلام) و(أحوال ابنه‏ عليه السـلام جعفر) و(ذمّ جعفر ابنه ‏عليه

     السلام) و(النصّ على إمامة ابنه الحسن‏ عليه السلام) و(موعظته‏ عليه السلام في إكثار ذكر اللّه)}.

 

 

 

     الثالث -  سخونة الماء له ‏عليه السلام في ليلة باردة:

     (٢)- الشيخ الطوسيّ رحمـه الله؛:أبو محمّد الفحّام قال: حدّثني عمّي عمر بن يحيى قال: حدّثنا كافور الخادم

     قال: قال لي الإمـام عليّ بن محمّد عليهما السـلام: اترك السطل الفلاني في الموضع الفلاني، لا تتطهّر منه

     للصلاة؛ وأنفذني في حاجـة، وقال: إذا عدت فافعل ذلك ليكون معدّا إذا تأهّبت للصلاة؛ واستلقى ‏عليه السلام

     لينام، وأنسيت ما قال لي،وكانت ليلة باردة، فحسست به وقد قام إلى الصلاة ، وذكرت أنّني لم أترك السطل،

     فبعدت عن الموضع خوفا من لومه، وتألّمت له حيث يشقي بطلب الإناء، فناداني نداء مغضب.

     فقلت: إنّا للّه، أيش عذري؛ أن أقول نسيت مثل هذا؟ ولم أجد بدّا من إجابته، فجئت مرعوبا.

     فقال لي: يا ويلك! أما عرفت رسمي، أنّني لا أتطهّر إلّا بماء بارد، فسخنت لي ماء وتركته في السطل؟

     قلت: واللّه يا سيّدي! ما تركت السطل ولا الماء.

     قال ‏عليه السلام: «الحمد للّه»، واللّه لا تركنا رخصةً ولارددنا منحةً،«الحمد للّه الذي جعلنا من أهل طاعته،

     ووفّقنا للعون على عبادته»، إنّ النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم يقول:إنّ اللّه يغضب على من لا يقبل رخصة.

     {الأمالي: ٢٩٨، ح ٥٨٧ عنـه مدينـة المعاجز: ٧/٤٣٨، ح  ٢٤٣٨، ومستدرك الوسائل: ١/٢١٣، ح ٣٩٢،

     و ٣٠٩ ح  ٦٩٤، قطعـة منـه، والبحــار: ٥٠/١٢٦، ح ٤، و ٧٧/٣٣٥، ح ٦، والأنـوار البهيّة: ٢٧٥،

     س ٢، وحليـة الأبرار: ٥/٣٥، ح ١، وإثبات الهداة:  ٣/٣٦٨، ح ٢٥.

     المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤١٤، س ٩، باختصار.

     قطعة منه في: (وضوؤه‏ عليه السلام بالماء البارد) و(صلاته ‏عليه السلام بالليل) و(نومه ‏عليه السلام استلقاءً)

     (خادمه ‏عليه السلام) و(إنّ الأئمّة: أهل طاعة اللّه وعبادته) و(حكم الوضوء بالمـاء البارد) و(دعـاؤه‏ عليـه

     السلام لما منحه اللّه) و(ما رواه‏ عليه السلام عن رسول اللّه‏ صلى الله عليه و آله وسلم)}.

 

 

 

     (ى) - معجزته ‏عليه السلام في الجمادات

     وفيه أحد عشر موردا

     الأوّل - خلقه‏ عليه السلام من الطين كهيئة الطير:

     (١)- الحسين بن عبد الوهّاب رحمـه الله؛: عن أبي جعفر ابن جرير الطبريّ، عن عبد اللّه بن محمّد البلويّ،

     عن هاشم بن زيد قال: ورأيته[أي ‏أباالحسن الهادي ‏عليه السلام] يهيّي‏ء من الطين كهيئة الطير، وينفخ فيه فيطير.

     فقلت له: لا فرق بينك وبين عيسى ‏عليه السلام.

     فقال ‏عليه السلام: أنا منه وهو منّي.

     {عيـون المعجزات: ١٣٤، س ١٠ عنه مدينة المعاجـز: ٧/٤٥٨، ضمن ح  ٢٤٦٢، وإثبات‏ الهداة: ٣/٣٨٣،

     ح ٦٤، والبحار: ٥٠/١٨٥، ح ٦٣}.

 

 

 

     الثاني - إخراج سبيكة الذهب من الأرض:

     (١)- ابن شهر آشوب رحمه الله؛: داود بن القاسـم الجعفريّ قال: دخلت عليه[أي أبي الحسن الهـادي ‏عليه

     السلام] بسرّ من رأى وأنا أُريد الحجّ لأُودّعه، فخرج معي.

     فلمّا انتهى إلى آخر الحاجز نزل، ونزلت معـه، فخطّ بيده الأرض خطّة شبيهـة بالدائرة، ثمّ قال لي: يا عمّ!

     خذ ماهذه، يكون في نفقتك، وتستعين‏{في مدينة المعاجز: «يا أبا هاشم» بدل «يا عمّ»}. به على حجّك.

     فضربت بيدي فإذا سبيكة ذهب، فكان منها مائتا مثقال.

     {المناقـب: ٤/٤٠٩، س ٥ عنـه مدينـة المعاجـز: ٧/٥٠٤، ح ٢٤٩٦، وإثبات الهـداة:  ٣/٣٨٦، ح ٨٧،

     والبحار: ٥٠/١٧٢، ح ٥٢.

     قطعة منه في: (إنفاقه‏ عليه السلام نفقة الحجّ) و(وداع الإمام ‏عليه السلام للحاج)}.

 

 

 

     الثالث - إخراج الفضّة من الأرض:

     (١)- ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله؛: وعنه[ أي أبي هاشـم الجعفريّ ]قال: حججت سنة حجّ فيها بَغا، فلمّا

     صرت إلى المدينة إلى باب أبي الحسن‏ عليه السلام وجدته راكبا في استقبال بَغا، فسلّمت عليه.

     فقال: امض بنا إذا شئت؛ فمضيت معه حتّى خرجنا من المدينة، فلمّا أصحرنا التفت إلى غلامه وقال: اذهب

     فانظر في أوائل العسكر؛ ثمّ قال: أنزل بنا يا أبا هاشم!

     قال: فنزلت وفي نفسي أن أسأله شيئا وأنا أستحيى منه، وأُقدّم وأُؤخّر. قال: فعمل بسوطه في الأرض خاتم

     سليمان، فنظرت فإذا في آخر الأحرف مكتوب: خذ،وفي الآخر: أُكتم، وفي الآخر:أعذر، ثمّ اقتلعه بسوطه،

     وناولنيه فنظرت فإذا بنقرة صافية فيها أربعمائة مثقال.

     فقلت: بأبي أنت وأُمّي! لقـد كنت شديد الحاجة إليها وأردت كلامك وأُقدّم وأُؤخّر ، واللّه! أعلم حيث يجعل

     رسالته، ثمّ ركبنا.

     {الثاقب في المناقب: ٥٣٢، ح ٤٦٨ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٩٣، ح ٢٤٨٥.

     قطعة منه في(الأمر بكتمان معجزاته ‏عليه السلام) و(علمه ‏عليه السـلام بمـا في الضمائر) و(خروجه ‏عليه

     السلام، لاستقبال البَغا)}.

 

 

 

     الرابع - إخراج البرّ والدقيق من الأرض:

     (١)- أبو جعفر الطبريّ رحمه الله؛: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد قال: أخبرنا محمّد بن زيد قال: كنت عنـد عليّ

     بن محمّد عليهما السلام، إذ دخل عليه قوم‏{في النوادر: محمّد بن يزيد} يشكون الجوع.

     فضرب بيده إلى الأرض وكال لهم بُرّا ودقيقا.

     {دلائل الإمامة: ٤١٣، ح ٣٧٣

     عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٤٣، ح ٢٤٤٤، وإثبات الهداة: ٣/٣٨٥، ح ٧٧.

     نوادر المعجزات: ١٨٥، ح ٤.

     قطعة منه في: (إطعامه ‏عليه السلام الجائع)}.

 

 

 

     الخامس - إخراج الدنانير من الجراب الخالي:

     )- أبو جعفر الطبريّ رحمه الله؛: حدّثنا سفيان، عن أبيه قال: رأيت عليّ ابن محمّد عليهما السـلام ومعه

     جِراب ليس فيه شي‏ء.

     فقلت: أترى ما تصنع بهذا؟

     فقال‏ عليه السلام: أدخل يدك فيه؛ فأدخلتها فما وجدت شيئا.

     فقال: أعد؛ فأعدت يدي فإذا هو مملوء دنانير.

     {في مدينة المعاجز: عُدْ}{دلائل الإمامة: ٤١٢، ح ٣٧٠

     عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٤١، ح ٢٤٤١، وإثبات الهداة: ٣/٣٨٥، ح ٧٤.

     نوادر المعجزات: ١٨٤، ح ١}.

 

 

 

     السادس - إخراج الروضات بخان الصعاليك:

     (١)- محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله؛: الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن

     عبد اللّه، عـن محمّد بن يحيى، عن صالح بن سعيد قال: دخلت على أبي الحسن‏ عليه السـلام فقلت له:

     جعلت فـداك، في كلّ الأُمـور أرادوا إطفاء نورك، والتقصير بك، حتّى أنزلوك هذا الخان الأشنع، خان

     الصعاليك‏.

     {الصعلوك: الفقير أو اللصّ. البحار: ٥٠/١٣٣، س ٨} فقال‏ عليه السلام: هاهنا أنت يا ابن سعيد، ثمّ أومأ

     بيده وقال: انظـر! فنظرت فإذا أنا بروضات آنقات، وروضات باسـرات، فيهنّ خيرات عطرات، {الأنق

     بالفتح: الفـرح والسرور، والشي‏ء الأنيق: المعجب. مجمع البحرين: ٥/١٣٦ (انق)} {روضات باسرات:

     أي ليّنات طـريات. مجمع البحرين: ٣/٢٢١ (بسر)} وولدان كأنّهنّ اللؤلؤ المكنون، وأطيار وظباء، وأنهار

     تفور، فحار بصري، وحسرت عيني.

     فقال: حيث كنّا، فهذا لنا عتيد، لسنا في خان الصعاليك‏.

     {الكافي:  ١/٤٩٨، ح ٢ عنه حلية الأبرار: ٥/٥٠، ح ٢، وإثبات الهداة: ٣/٣٦٠، ح ٥، والوافي: ٣/٨٣٤

     ح ١٤٤٧.

     بصائر الدرجات: ٤٢٦، ح ٧، و٤٢٧، ح ١١ عنه وعن الإعلام، البحار: ٥٠/١٣٢، ح ١٥.

     إرشاد المفيد: ٣٣٤، س ٤ عنه البحار: ٥٠/٢٠٠، ضمن ح ١١.

     إعلام الورى: ٢/١٢٦، س ١ عنه الأنوار البهيّة: ٢٩٠، س ٧.

     المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤١١، س ٧.

     الإختصاص: ٣٢٤، س ١١، بتفاوت. عنه وعن البصائر والكافي، مدينة المعاجز: ٧/٤٢١، ح ٢٤٢٤.

     كشف الغمّة:  ٢/٣٨٣، س ١٢ عنه الوافي: ٣/٨٣٥، س ١٠، مثله.

     الخرائج والجرائح: ٢/٦٨٠، ح ١٠ عنه وعن البصائر، إثبات الهداة: ٣/٣٦٠، س ٢٢.

     الثاقب في المناقب: ٥٤٢، ح ٤٨٣.

     الصراط المستقيم: ٢/٢٠٥، ح ٢٠.

     قطعة منه في: (حبسه‏ عليه السلام بخان الصعاليك)}.

 

 

 

     السابع - صيرورة الرمل ذهبا أحمر:

     (١)- أبو عليّ الطبرسـيّ رحمـه الله؛: قال ابن عيّاش وحدّثنـي عليّ بن محمّد المقعد قال: حدّثني يحيى بن

     زكريّا الخزاعيّ، عن أبي هاشم قال: خرجت مع أبي الحسن إلى ظاهر سرّ مـن رأى، نتلقّى بعض الطالبيّين،

     فأبطأ حرسـه فطرح لأبي الحسن غاشية السـرج، فجلس عليها، ونزلت عن دابّتي، وجلست بين يديه، وهـو

     يحدّثني وشكوت إليه قصور يدي، فأهـوى بيده

     إلى رمل كان عليه جالسا، فناولني منه أكفّا وقال: اتّسع بهذا يا أبا هاشم! واكتم ما رأيت.

     فخبأته معي فرجعنا، فأبصرته فإذا هو يتّقد كالنيران ذهبا أحمر،فدعوت صائغا إلى منزلي وقلت له: اسبك لي

     هـذا، فسبكه.

     وقال: ما رأيت ذهبا أجود منه، وهو كهيئة الرمل، فمن أين لك هذا، فمارأيت أعجب منه؟

     قلت: هذا شي‏ء عندنا قديما تدّخره لنا عجائزنا على طول الأيّام.

     {إعلام الورى: ٢/١١٨، س ٢.

     عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٥٢، ح ٢٤٥٥، وإثبات الهداة: ٣/٣٦٩، ح ٣١.

     كشف الغمّة: ٢/٣٩٧، س ٢٣.

     الثاقب في المناقب: ٥٣٢، ح ٤٦٧.

     المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤٠٩، س ٢، بتفاوت.

     الصراط المستقيم: ٢/٢٠٥، ح ١٩.

     الخرائج والجرائح: ٢/٦٧٣، ح ٣ عنه وعن الإعلام، البحار: ٥٠/١٣٨، ح ٢٢.

     كتاب ألقاب الرسول وعترته: ضمن المجموعة النفيسة: ٢٣٢، س ١٠، قطعة منه.

     قطعة منه في (الأمر بكتمان معجزاته:) و(فراشه‏ عليه السلام)}.

 

 

 

     الثامن - إراءة الأشجار والأنهار في صحراء قفر:

     (١)- الراونـديّ رحمـه الله؛: روى أبو محمّد البصريّ، عن أبي العبّاس خال شبل كاتب إبراهيم بن محمّد،

     قـال: كنّا أجرينا ذكر أبي الحسن‏ عليـه السلام فقـال لي: يا أبا محمّد! لم أكـن في شى‏ء مـن هـذا الأمر

     وكنت أعيب على أخي، وعلى أهـل هـذا القـول عيبا شديدا بالذمّ، والشتم إلى أن كنت في الوفد الذين أوفد

     المتوكّل إلى المدينة في إحضار أبي الحسن‏ عليه السلام، فخرجنا إلى المدينة.

     فلمّا خرج وصرنا في بعض الطريق طوينا المنزل، وكان يوما صائفا شديد الحرّ، فسألناه أن ينزل.

     قال: لا! فخرجنا ولم نطعم ولم نشرب.

     فلمّا اشتدّ الحرّ والجوع والعطش فينا، ونحن إذ ذاك في[أرض‏] ملسـاء {ملساء: لا نبات فيها. المنجد: ٧٧٣،

     (ملس)} لا نرى شيئا ولا ظلّ، ولا ماء نستريح إليه، فجعلنا نشخص بأبصارنا نحوه.

     فقال‏ عليه السلام: ما لكم أحسبكم جياعا وقد عطشتم؟ فقلنا إي واللّه، وقد عيينا يا سيّدنا!

     قال: عرّسوا! وكلوا، واشربوا! فتعجّبت من قوله، ونحن في صحراء{عرّس القوم: نزلوا من السفر للإستراحة.

     المنجد: ٤٩٦، (عرّس)} ملساء، لا نرى فيها شيئا نستريح إليه، ولا نرى ماءا ولا ظلّاً.

     قال: ما لكم عرّسوا،فابتدرت إلى القطـار لأنيخ، ثمّ التفتّ، إذا أنا بشجرتين عظيمتين يستظلّ تحتهما عالَم مـن

     الناس، وإنّي لأعـرف موضعهما، إنّه أرض براح قفـر، وإذا[أنا] بعين تسيح على وجـه الأرض أعذب ماء

     {البراح، بالفتح: المتّسع من الأرض، لا زرع فيه ولا شجر. لسان العرب: ٢/٤٠٩ (برح)}. وأبرده.

     فنزلنا، وأكلنا، وشربنا، واسترحنا ، وأنّ فينا مـن سلك ذلك الطريق مـرارا، فوقـع فـي قلبـي ذلك الوقت

     أعاجيب، وجعلت أحدّ النظر إليه وأتأمّله طويلاً، وإذا نظرت إليه تبسّم وزوي وجهه عنّي.

     فقلت في نفسي: واللّه لأعرفنّ هذا كيف هو، فأتيت من وراء الشجـرة فدفنت سيفي، ووضعت عليه حجرين،

     وتغوّطت في ذلك الموضع، وتهيّأت للصلاة.

     فقال أبوالحسن: استرحتم؟ قلنا: نعم!

     قال: فارتحلوا على اسم اللّه. فارتحلنا، فلمّا أن سرنا ساعة رجعت على الأثر، فأتيت الموضع، فوجدت الأثر

     والسيف كما وضعت والعلامة، وكأنّ‏ اللّه لم يخلق[ثَمّ‏] شجرة، ولا ماء [وظلالاً] ولا بللاً، فتعجّبت [من ذلك‏]،

     ورفعت يدي إلى السماء ، فسألت اللّه بالثبات على المحبّة والإيمان به، والمعرفة منه، وأخذت الأثر ولحقت

     القـوم، فالتفت إليّ أبوالحسن‏ عليه السلام، وقال: يا أبا العبّاس! فعلتها؟

     قلت: نعم، يا سيّدي! لقد كنت شاكّا ولقد أصبحت، وأنا عند نفسي من أغنى الناس بك في الدنيا والآخرة.

     فقال: هو كذلك، هم معدودون معلومون لا يزيد رجل ولا ينقص [رجل‏].

     {الخرائج والجرائح: ١/٤١٥، ح ٢٠ عنـه مدينـة المعاجز: ٧/٤٨٦، ح ٢٤٨١، وإثبات الهداة:  ٣/٣٧٨،

     ح ٤٧، والبحار: ٥٠/١٥٦، ح ٤٥.

     الصراط المستقيم: ٢/٢٠٥، ح ١٦، باختصار.

     إثبات الوصيّة: ٢٣٣، س ٢٤، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: ٣٨٧/٣، ح ٨٩.

     قطعة منه في: (ضحكه ‏عليه السلام التبسّم) و(أحواله‏ عليه السـلام مع المتوكّل) و(موعظته‏ عليه السلام في

     الإبتداء ببسم اللّه الرحمن الرحيم)}.

 

 

 

     (٢)- ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله؛: عن يحيى بن هرثمة قال: أنا صحبت أبا الحسن‏ عليه السلام من المدينة

     إلى سرّ من رأى في خلافة المتوكّل، فلمّا صرنا ببعض الطريق عطشنا عطشا شديدا فتكلّمنا، وتكلّم الناس في

     ذلك.

     فقال أبوالحسن‏ عليـه السلام: ألآن نصير إلى ماء عذب فنشربه؛ فمـا سـرنا إلّا قليلاً حتّى صرنا إلى تحت

     شجرة ينبع منها ماء عذب بارد، فنزلنا عليه وارتوينا وحملنا معنا وارتحلنا، وكنت علّقت سيفى على الشجرة

     فنسيته.

     فلمّا صـرت غير بعيد في بعض الطريق ذكّرته، فقلت لغلامي: ارجع حتّى تأتيني بالسيف، فمرّ الغلام ركضا

     فوجد السيف وحمله ورجع متحيّرا، فسألته عن ذلك؟

     فقال لي: إنّي رجعت إلى الشجرة، فوجدت السيف معلّقا عليها، ولا عين ولا مـاء ولا شجر، فعرفت الخبر،

     فصرت إلى أبي الحسن‏ عليه السلام فأخبرته بذلك.

     فقال: احلف أن لا تذكر ذلك لأحد، فقلت: نعم!.

     {الثاقب في المناقب: ٥٣١، ح ٤٦٦.

     مدينة المعاجز: ٧/٤٩٢، ح ٢٤٨٤.

     الظاهر اتّحاد القضيّة في الروايتين، فأفردناهما بالذكر تبعا لبعض المؤلّفين.

     قطعة منه في: (الأمر بكتمان معجزاته:)}.

 

 

 

     التاسع - تزلزل الأرض ونجاته ‏عليه السلام عن المتوكّل:

     ١- الحضينيّ رحمه الله؛:... عبيد اللّه الحسنيّ قـال: دخلنا على سيّدنا أبي ‏الحسن (عليه السلام) بسامرّا...

     فأشـار إلينا بالجلوس... .

     فقلنا: حدّثنا منه يا سيّدنا ذكرا.

     قال: نعم! هذا الطاغي قال مسمعا لحفدته وأهل مملكته: تقول شيعتك الرافضة: إنّ لك قدرة والقدرة لا تكون

     إلّا للّه،.... فأمسكت عن جوابه،...وخرجت فأشار إلى من حوله: الآن خذوه، فلم‏تصل أيديهم إليّ، وأمسكها

     اللّه عنّي فصاح:

     الآن قد أريتنا قدرتك والآن نريك قدرتنا.

     فلم يستتمّ كلامه حتي زلزلت الأرض، ورجفت فسقط لوجهه....

     {الهداية الكبرى: ٣٢٢، س ٢.

     يأتي الحديث بتمامه في رقم ٥٠٩}.

 

 

 

الصفحة السابقة

الفهرست

الصفحة التالية